مسلمو كندا يقدمون لحوم الأضاحي لـ ” سكان البلاد الأصليين “
مابريس – وكالات
ليس فقراء المسلمين هم من يحصلون على لحوم الأضاحي في كندا فقط، بل إن السكان الأصليين الذين يسمون “First Nation” لهم نصيب من تبرعات المسلمين أيضاً.
فمنذ سنوات تحرص مؤسسة زبيدة تلاب في كندا من خلال إدارتها ومديرها العام حسين قستي على أن يكون “First Nation” أو السكان الأصليين لكندا (كان يطلق عليهم قديماً الهنود الحمر خاصة في الولايات المتحدة) حصة من أضاحي المسلمين في عيد الأضحى المبارك في كندا وبالتحديد في مقاطعة منتوبا.
ويتم نقل لحوم الأضاحي إلى السكان الأصليين جواً لتعذر وصولها لمناطقهم بوسائل النقل الأخرى.
ويقول حسين إن مؤسسته دأبت منذ 7 سنوات على حث المسلمين في مقاطعة منتوبا على التبرع بثلث الأضحية للجمعية بغرض إيصالها للمحتاجين، خاصة العائلات اللاجئة والمحتاجة من المسلمين والعرب في كندا.
وأضاف: “بفضل الله تعالى كانت الأضاحي تتزايد كل سنة ووصلت إلى 3000 باوند من اللحوم في إحدى السنوات”. وتابع قائلاً: “بعد أن ننتهي من تلك العوائل نعطي أيضاً مؤسسة Canadian Muslim Women’s Institute، وهي مؤسسة إسلامية تقوم النساء عبرها بمساعدة الأسر العربية والمسلمة، وبعد ذلك نرسل وجبات من اللحوم إلى الفرست نيشن أو السكان الأصليين في شمال مقاطعتي منتوبا وأونتاريو.
ويقول حسين إن هذه الشريحة من المجتمع الكندي تعاني من الفقر والحاجة كونها كانت مهمشة في السابق وحكومة جاستن ترودو الحالية بدأت تأخذ على عاتقها الاعتراف بحقوقهم وتحسين وضعهم، وهذا يحتاج وقتاً ولذا فهم في الوقت الحاضر بأمسّ الحاجة للمساعدة ونحن من نقوم بمساعدتهم.
ويقول السيد حسين إن السنة قبل الماضية تم إرسال 1000 باوند من لحوم الأضاحي، أما السنة الماضية فبلغت الكمية 500 باوند وفي هذه السنة حوالي 800 باوند.
كما يضيف السيد حسين بأن بعض المسلمين يتبرعون بثلث الأضحية أو الثلثين أو كلها، وهؤلاء المسلمون يعيشون في منتوبا بكندا ومن مختلف البلدان والأصول وأنواع الأضاحي تكون من الخرفان والماعز والبقر.
و عملية نقل اللحوم للسكان الأصليين لكندا الذين يعيشون في مناطق نائية تمر بعدة مراحل، فبعد الذبح لابد من تجميد اللحوم ثم بعد ذلك يتم نقلها وشحنها جواً عن طريق الطائرات؛ لأنه لا توجد وسيلة للنقل أخرى معظم أوقات العام فوسيلة النقل الرئيسية عبر الأنهار المجمدة عن طريق الطرق الثلجية، ولكن عندما تذوب هذه الأنهار فإن هذه المناطق تبقى معزولة ولا توجد أي طرق لها فلا تصل لهم أية إمدادات إلا عن طريق النقل الجوي بالطائرات.
ويوضح قستي أنه يتم إرسال المواد الغذائية الرئيسية كالأرز والدقيق والسكر والخبز بالإضافة إلى اللحوم، ما قد يصل وزنه إلى 4000 رطل بالإضافة للأضاحي.
ويضيف المتحدث أن مناطق السكان الأصليين الذين تصلهم لحوم أضاحي العيد هم في شمال مقاطعتي أونتاريو ومنتوبا، ويسكن بهم نحو 17 ألفاً من “First Nation”.
ويكمل حسين قستي يأن قادة مجتمع السكان الأصلين يقدرون عمل الجمعية، ويعرفون أن هذه المساعدات مقدمة من المجتمع المسلم في كندا، ولذا هم يوجهون الشكر لنا مباشرة أو من خلال وسائل الإعلام الكندية ويقولون دائماً لكم الفضل في مساعدة مجتمع السكان الأصليين.
ويضيف: “عندما دعاني قائد الفرست نيشن لزيارة مناطقهم واسمه ديفيد هاربر صدمت للوضع الإنساني الصعب، ولذا قررنا مساعدتهم لأن ديننا الإسلامي دين إنساني ويحثنا على تقديم المساعدة لمن يحتاجها”.
ويشير إلى أن ما تقوم به جمعية زبيدة يسهم بشكل فاعل في نقل صورة وضاءة وحقيقة عن الإسلام والمسلمين، وما هو الإسلام الحقيقي وليس ما تنقله للأسف بعض وسائل الإعلام.