يورو 2016 ـ حدث كروي بارز ترافقه المخاوف من الإرهاب
مابريس
بطولة أمم أوروبا 2016 لكرة القدم، التي ستقام في فرنسا هي بدون شك أبرز حدث كروي في العام المقبل. لكن الفرحة بهذا العرس الكروي الكبير تخيم عليها مخاوف من تكرار وقوع إعتداءات إرهابية، كتلك التي هزت باريس في الشهر الماضي.
تعتبر بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم “يورو 2016″، التي ستحتضنها فرنسا الصيف المقبل أهم الأحداث الكروية، التي ستجري في عام 2016. بيد أن الفرحة بهذا العرس الكروي الكبير، الذي ينتظرها ملايين عشاق الكرة في العالم، تنغصها التهديدات الإرهابية، التي طالت الكثير من الدول الأوروبية وفي مقدمتها فرنسا مستضيفة البطولة.
وحتى ملعب “ستاد دو فرنس” الدولي لم يسلم من تلك الاعتداءات، حيث شهد محيط الملعب تفجيرات إرهابية خلال احتضانه لمباراة دولية ودية، جمعت بين فرنسا وألمانيا، وبحضور الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ووزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير في الثالث عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ما يعني أن عالم كرة القدم بدوره ليس بمعزل عن الإرهاب.
وأصبح السؤال الذي يشغل بال الكثيرين في كل أنحاء العالم هو : كيف لمشجعي كرة القدم أن يسافروا إلى فرنسا وسط هذه المخاوف والهواجس الأمنية، بعدما أودت الهجمات الإرهابية في باريس بحياة 130 شخصا، إضافة إلى جرح مئات آخرين؟
المنظمون مصممون على كسب التحدي
منظمو يورو 2016 أكدوا أن الهجمات الإرهابية على باريس لن تعيق تنظيم البطولة التي يشارك فيها 24 منتخبا، وأن أمن المشجعين سيكون مضمونا بما يمنحهم فرصة حضور المباريات بلا أي خوف. وفي هذا السياق قال جاك لامبرت رئيس اللجنة المنظمة ليورو 2016: “سنتخذ الخطوات اللازمة لتقام يورو 2016 بأفضل معايير الأمن الممكنة”، مضيفا “إذا وضعنا يورو 2016 الآن محل شك، سنكون بهذا انحنينا أمام الإرهابيين”.
أما نويل لو غراي، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، فيرى أن “العديد من الإجراءات الوقائية اتخذت؛ ولكن علينا أن نعي أن الإرهابيين يمكنهم شن هجماتهم في أي وقت”. ويتابع بهذا الشأن “كانت لدينا مخاوف بشأن البطولة الأوروبية. والآن أصبحت المخاوف أكبر”.
ومن جهة أخرى يعتبر ألفونس هورمان، رئيس الاتحاد الألماني للرياضات الأولمبية، أنه سيكون من الخطأ إلغاء البطولة أو اتخاذ أي قرارات متسرعة. وصرح هورمان لصحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” الألمانية ، قائلا “من يعتقد أن هذه الهجمات لا يمكن أن تحدث في أي مكان يكون مخطئا”، مضيفا أنه “على أوروبا والعالم أن يظلا متماسكين ويواصلان مكافحة الإرهاب”. وكان الأمن في مقدمة أولويات المنظمين في فرنسا منذ فوز بلادهم بحق استضافة البطولة في مايو/ آيار 2010 .
إجراءات مشددة للمنتخبات المشاركة
وفي ظل الخوف من اعتداءات إرهابية بالتزامن مع أمم أوروبا 2016، ستشدد الكثير من المنتخبات المشاركة بالبطولة إجراءتها الأمنية خلال تواجدها بفرنسا، على غرار المنتخب الإنجليزي. فقد أكدت صحيفة ميرور البريطانية، أنه من الآن تم اتخاذ إجراءات “غير متوقعة” لتوفير الحماية الكاملة لبعثة فريق “الأسود الثلاثة”.
و يرى ريو فيرديناند، مدافع مانشستر يونايتد الأسبق، أن الهجمات الإرهابية على العاصمة الفرنسية “باريس” ستؤثر بطريقة سلبية للغاية على يورو 2016 حيث ستسلب “الحرية والفرحة”. وقال فيرديناند من خلال زاوية كتبها في صحيفة (صن) البريطانية: “الإجراءات الأمنية المكثفة -التي مما لا شك فيه أن هناك حاجة لها- سوف تسلب الحرية والفرحة التي تجلبها مثل هذه الأحداث”. وأضاف اللاعب السابق: “نحن لن نكون بشراً إذا لم نقلق بشأن الذهاب بأنفسنا وأخذ أطفالنا لمثل هذا الحدث في بلد كانت مستهدفة بهذه الطريقة البشعة. كرة القدم بالطبع تستمر، ولكن الذهاب إلى المباريات الكبيرة تكون تجربة مختلفة تماما”.
وعبر أنطونيو كونتي المدير الفني للمنتخب الإيطالي بدوره عن مخاوفه بشأن يورو 2016 عندما قال “إنه أمر مزعج بلا شك. إنه موقف مروع”، في إشارة إلى الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس.
باريس ستحتضن 12 مباراة
ورغم المخاوف يجمع المشرفون على تنظيم البطولة على ضرورة الانتصار على الإرهاب وعدم الاستسلام لتهديداته. لذلك فهم مصممون على إنجاح البطولة وتبديد المخاوف المحيطة بها حتى تبقى يورو 2016 وغيرها من البطولات الأوروبية الكبرى عرسا كرويا للاحتفال والمنافسة الشريفة.
يذكر أن البطولة ستقام من العاشر من يونيو/ حزيران وحتى العاشر من يوليو/ تموز 2016، في تسع مدن مختلفة هي باريس وبوردو وتولوز وليل ولنس وليون ومارسيليا ونيس وسانت اتيان. وستحتضن العاصمة باريس وحدها 12 من مباريات البطولة مقسمة على استادي “بارك دو برنس” و”استاد دو فرانس” بضاحية سان دوني شمال باريس، علما بأن الأخير سيستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية للبطولة.