يدفعون بكين إلى التحالف مع موسكو
تطرق فلاديمير سكوسيريف في مقال نشرته "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى جولة جديدة من المشاورات، التي أجراها أمين عام مجلس الأمن القومي الروسي في الصين.
كتب سكوسيريف:
أُجريت في العاصمة الصينية بكين جولة جديدة من المشاورات بشأن الاستقرار الاستراتيجي بين أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف وعضو مجلس الدولة الصيني يان تسيجي، وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني مين تسيانجو. وجاءت هذه المشاورات على خلفية تشديد العقوبات الأمريكية ضد روسيا، التي تجد نفسها مجبرة على البحث عن الدعم في الصين. وقد أعلنوا في الصين عن استعدادهم لتوسيع التعاون مع روسيا، ولكن ليس في إطار تحالف عسكري.
Sputnik نيقولاي باتروشيف
فقد أشارت وكالة شينخوا الصينية إلى أن هذه الجولة هي الثالثة عشرة في المشاورات بشأن مسائل الأمن. أي أن مثل هذه اللقاءات تجري بصورة دورية منتظمة، وتنشر عنها التقارير المتضمنة ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق في الشؤون الدولية.
ولكن هذه الجولة جرت في الوقت الذي تواجه الدولتان تحديات دولية. فبالنسبة إلى روسيا تكمن في تدهور علاقاتها الحاد مع الولايات المتحدة وتشديد العقوبات الأمريكية ضدها. والصين هي الأخرى في وضع صعب، لأن الاقتصاد الصيني يعتمد على حجم صادراتها إلى الولايات المتحدة، وإدارة ترامب لم تتخل عن نيتها زيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية. فيما تطلب واشنطن من الصين الموافقة على تشديد القيود على كوريا الشمالية، التي قد تضع شعبها على حافة الهلاك.
هذا، ويوضح التقرير، الذي قدمه باتروشيف عن نتائج مشاوراته في الصين، إلى أي مدى يستطيع الكرملين أن يعول على دعم الصين في المواجهة مع الولايات المتحدة.
وإضافة إلى هذا، تطرق باتروشيف خلال زيارته للصين إلى مسائل محاربة الإرهاب والتعاون العسكري-التقني بين البلدين.
يقول كبير الباحثين في معهد الشرق الأقصى فاسيلي كاشين، في حديثه مع الصحيفة، إن "هذا لا يعني التوصل إلى اتفاقات سياسية مهمة، لأن باتروشيف مسؤول عن الحوار مع عدد كبير من بلدان آسيا والمحيط الهادئ بشأن المسائل المتعلقة بالأمن، علاوة على أنه ينسق التعاون معها في هذا المجال. وأعتقد أنه تم خلال زيارته تبادل الآراء وتقييم الوضع في محاربة الجريمة والإرهاب".
أما بالنسبة إلى التعاون في المجال العسكري–التقني، فإنه في تطور مستمر. فقد أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن حجم توريد الأسلحة الروسية إلى الصين عام 2016 بلغ ما قيمته أكثر من 3 مليارات دولار. وهناك طلبات جديدة قيمتها 8 مليارات دولار. وهذا النمو مستمر كما يتضح، حيث سيتم توريد الجزء الأساس من طائرات "سوخوي-35"، وقريبا ستسلَّم إلى الصين منظومات "إس-400" الصاروخية للدفاع الجوي.
ومن حيث المبدأ، كان بإمكان باتروشيف مناقشة الاتجاهات السياسية والاستراتيجية في مجال التعاون العسكري–التقني. بيد أن هناك لجنة مختصة في مجال التعاون العسكري–التقني يرأسها وزير الدفاع سيرغي شويغو.
ويضيف كاشين أن "المشكلة الأساسَ تكمن في أنه على الرغم من التعاون الجيد في المجال العسكري السياسي، فإن التعاون الاقتصادي يتطور ببطء، وهذا ليس من ضمن مجال عمل باتروشيف.
وإن الأمر واضحٌ للغاية، فروسيا والصين تستعرضان تعاونها العسكري والسياسي المكثف، كلما بدأت الولايات المتحدة بتشديد الضغط عليهما. فإذا ازداد ضغطها، فعندها لا يمكن استبعاد حتى توقيع اتفاقية تحالف بينهما. ولكن الأمور في الوقت الراهن لم تتطور إلى هذا المستوى. بيد أن الأمريكيين يسيرون في هذا الاتجاه، ويثيرون مشكلات متزامنة مع موسكو وبكين".
ترجمة وإعداد: كامل توما