مابريس – وكالات
بين مصدّق للخبر ومكذّب له، تأكّدت وفاة الموسيقار ملحم بركات في أجواء خيمت عليها الصدمة والحزن. نعم الصدمة، فعلى الرغم من معرفة محبّي "أبو مجد" بمرضه وملازمته مستشفى "أوتيل ديو"، وعلى رغم تعدد اشاعات وفاة ملحم بركات، الا أنّ نفي عائلته المستمر وتأكيدهم ان مرضه ليس خبيثا كان يهدئ من روع تقبل فكرة غياب عملاق جديد من عمالقة الفن.
وفاة ملحم بركات، ابن بلدة كفرشيما، جاءت صادمة بعد ان ناهز الواحد والسبعين عاماً وترك عائلة صغيرة مؤلفة من مجد ووعد وغنوة وملحم جونيور وعائلة كبيرة من الأصدقاء والجمهور يختصر حجمهم بعدد سكان لبنان والعالم العربي.
ولد الموسيقار بركات في كنف عائلة بسيطة وفقيرة مؤلفة من أمه ووالده وشقيقتيه ليلى ونوال وفي حي فنّي بحت. فوالده أنطون بركات كان نجاراً يجيد عزف العود وكان جاره الموسيقار حليم الرومي وأيضاً الفنان فيلمون وهبي. تأثر في فن الموسيقار محمد عبد الوهاب وام كلثوم. ترك المدرسة حينما كان في السادسة عشرة من عمره وقرر الالتحاق بالمعهد الوطني للموسيقى، فانتسب إليه، من دون معرفة أبيه، فكان يخبئ كتب المعهد في كيس ورقي يخفيه أمام مدخل منزله، إلى أن اكتشف والده الأمر، الذي ما لبث أن تقبّل الأمر نظراً الى إصرار ابنه وموهبته الواعدة. درس بركات النظريات الموسيقيّة والصولفاج والغناء الشرقي والعزف على آلة العود مدّة أربع سنوات في المعهد الوطني للموسيقى (الكونسرفاتوار)، وكان من بين أساتذته سليم الحلو وزكي ناصيف وتوفيق الباشا.
انضم إلى فرقة الأخوين رحباني لكنه تركهما بعد أربعة أعوام لكي يشقّ طريقه الفنيّة ويبني شخصيّته الموسيقيّة الطربية