وعود بالتصدي لإيبولا… في اختتام اليوم الأول من قمة الـ20
مابريس / فرانس بريس
أُسدل الستار، اليوم السبت، على اجتماعات أول يوم في قمة مجموعة الـ20 المقامة في مدينة بريزبن الأسترالية، لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه العالم سياسياً واقتصادياً، والتي تشارك السعودية فيها بوفد رفيع المستوى يرأسه وليُ عهد المملكة الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وهو الممثل العربي الوحيد في القمة.
وتناقش القمة التي تجمع 20 دولة هم الأكبر اقتصاداً ويمثلون ثلاث أرباع حجم التجارة العالمية، موضوعات هامة تشغل دول العالم، منها السياسية والبيئية والاقتصادية والأمن.
بوتين يغادر القمة باكراً
ومن المنتظر أن تستمر أعمال قمة الـ20 حتى غد الأحد، بينما يعتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مغادرة القمة قبل الموعد المحدد، حسبما أعلن مصدر من الوفد الروسي لوكالة “فرانس برس”.
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته أن “برنامج اليوم الثاني لبوتين تغير وتم اختصاره”. وعليه فإن بوتين سيشارك في اجتماعات القمة لكنه سيغيب عن الغداء الرسمي، وسيتحدث الى الصحافيين قبل الموعد المقرر.
ونفى المصدر أن تكون مغادرة بوتين بسبب ضغوط الغربيين حول الأزمة في أوكرانيا، قائلاً: “لم تحصل فضيحة”.
وتعقد القمة في أجواء ملبدة بالتوتر الدبلوماسي بين روسيا والغرب، على خلفية أحداث أوكرانيا.
التصدي لإيبولا
أما المباحثات والكلمات التي ألقيت في اليوم الأول من القمة فأكدت على تعزيز الجهود الدولية للتصدي لوباء “إيبولا”، حيث قال أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون: “أنا أدعو قادة مجموعة الـ20 للنهوض، لكي نحقق 70 هدفاً، بما فيها عزل ومعالجة 70% من المصابين بوباء إيبولا”.
ولقي هذا الأمر تجاوباً من قادة مجموعة الـ20 الذين تعهدوا بفعل ما يجب للقضاء على الوباء وتغطية انعكاساته الاقتصادية والإنسانية في الأمد المتوسط.
وقال قادة الدول الـ20، في بيان نشر في ختام اليوم الأول من القمة، إن “أعضاء مجموعة الـ20 يتعهدون بفعل ما يجب للقضاء على الوباء وتغطية انعكاساته الاقتصادية والإنسانية في الأمد المتوسط”.
وأكد بيان المجموعة “سنعمل عن طريق التعاون الثنائي والإقليمي والمتعدد الجنسيات وبالتعاون مع جهات غير حكومية”، إلا أن البيان لا يتضمن أي التزام مالي واضح.
وانتهز البنك الدولي فرصة قمة الـ20 للدفاع عن مشروعه إقامة “صندوق للطوارئ” من أجل الحد من انتشار أوبئة مقبلة وتجنب عدم تكرار رد الفعل البطيء والمتأخر والمجزأ على إيبولا.
الأمل باتفاق عالمي حول المناخ
ومن جهته، أثار الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في خطابه موضوع الاقتصاد العالمي، قائلاً إن بلاده لا يمكن أن تتحمل وحدها عبء ذلك. كما أعلن أوباما عن مساهمة بلاده بثلاثة مليارات دولار في صندوق الأمم المتحدة حول المناخ، كما عبّر عن أمله في اتفاق عالمي حول المناخ.
وتوقعت مصادر في قمة مجموعة الـ20 أن تفضي القمة إلى انشاء مؤسسة دولية جديدة للطاقة تكون مظلة لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، ووكالة الطاقة الدولية، لتكفل المؤسسة الجديدة ضمان الاستقرار والشفافية في هذا الملف.
وفد سعودي رفيع المستوى
وتشارك السعودية بوفد رفيع المستوى يرأسه ولي عهد المملكة، الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الممثل العربي الوحيد في القمة.
وأكد وزير المالية السعودي إبراهيم العساف أن مشاركة السعودية في القمة، جاء لصياغة توجهات والتزامات تعبر عن التوافق العام بين أعضاء المجموعة، مؤكداً حرص السعودية على إيضاح مواقفها ووجهة نظرها بما يحافظ على مصالحها.
وكان ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز قد وصل إلى مدينة بريسبن الأسترالية؛ لتمثيل المملكة في قمة العشرين التي تعقد يومي السبت والأحد المقبلين، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وكان في استقباله لدى وصوله مطار بريسبن الدولي رئيس حكومة كوينزلاند كامبل نيومن والوزير المساعد للدفاع ستيوارت روبرت ونائب السكرتير الرسمي للحاكم العام مارك فرايزر.
ويضم الوفد المرافق لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص، ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الحج وزير الثقافة والإعلام المكلف الدكتور بندر بن محمد حجّار، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور فهد بن عبدالله المبارك.
لا دوافع سياسية وراء خفض سعر النفط
وفيما يخص النفط، وبحكم أن السعودية هي الدولة الأكبر في مجموعة أوبك إنتاجاً وتصديراً، فقد تحدث وزير البترول السعودي، المهندس علي النعيمي، في وقت سابق، نافياً “وجود أي دوافع سياسية خلف خفض الأسعار، وأن السوق وحدها من تتحكم فيها”.
وكان الوزير يرد على مقولة ترددت كثيراً في الأيام الأخيرة، تدعي أن السعودية تريد الضغط على إيران وروسيا سياسياً بتخفيض سعر البترول، لإجبارهما على تبني مواقف سياسية مناسبة.
ويرى مراقبون أن التهم الموجهة للسعودية باطلة، فحتى المملكة أبدت قلقها من الهبوط المستمر لسعر البرميل، والذي انحدر إلى 80 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ 4 سنوات، كما أن “السعودية تعلمت من تجربة الثمانينيات القاسية، فلا تكون وحدها من يتحمل الثمن، عندما تبنت سياسة “المنتج المرجح”، وجاء ذلك على حسابها وأضرت باقتصادها”.