هل ارتدت الثورة “الملونة” الى أوباما؟
مابريس / وكالات
تشهد مدينة فيرغسون وغيرها من المدن الأمريكية، اضطرابات عنيفة، احتجاجا على تبرئة هيئة المحلفين لضابط الشرطة الذي قتل الشاب الأسود. وتشير هذه الاضطرابات الى أن مسألة التمييز العنصري لم تحلّ حتى الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، أي أن المشكلة قائمة.
ويثق المحتجون، بأن سبب قتل الفتى الأسود وقرار هيئة المحلفين هو التمييز العنصري، على الرغم من أن الشاب لم يبد أي مقاومة لرجال الشرطة. لذلك سكان حوالي 100 مدينة أمريكية بينها واشنطن ونيويورك وشيكاغو حسب وسائل الإعلام الأمريكية دعم هذه الاحتجاجات.
وأكد بيان صادر عن الرئيس الأمريكي أوباما التوترات العرقية في فيرغسون. ويشير شهود العيان، الى أن الحالة تشبه ما جرى عام 1992 في لوس أنجلوس، عندما أصدرت المحكمة قرارا ببراءة الشرطي الذي قتل المواطن الأمريكي الأسود، وكانت النتيجة مقتل أكثر من 50 شخصا وجرح المئات.
يقول مدير مركز كارنيغي في موسكو، دميتري ترينين، إن السلطات الأمريكية في السنوات الأخيرة لم تعد تولي مشكلة التمييز العنصري والعرقي والاجتماعي الاهتمام اللازم. هذه المشكلة موجودة منذ عشرات السنين في الولايات المتحدة إضافة إلى مشكلة عدم المساواة الاجتماعية بين المواطنين. إن أحداث فيرغسون، إشارة جدية، الى أن مشكلة التمييز العنصري في الولايات المتحدة لم تحل نهائيا.
أما رئيسة قسم التحليل التطبيقي للمشاكل الدولية في معهد العلاقات الدولية، تاتيانا شكالينا، فتقول، إن أوباما مشغول جدا بالقضايا الدولية، حيث لا يبقى لديه أي وقت لحل المشاكل المرتبطة بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية في الداخل.
وتضيف، لقد بدأ أوباما بنشاط تنفيذ عمليات عسكرية في ولايته الأولى، وحاليا مشغول بالأزمة الأوكرانية وأحداث الشرق الأوسط وكذلك بروسيا، التي لا تشكل أية مشكلة للولايات المتحدة.
وتشير شكالينا، الى أن الولايات المتحدة، لا تولي أي اهتمام بحقوق الإنسان في جنوب شرق أوكرانيا، رغم المعاناة التي يعيشها سكان هذه المنطقة. إن الموقف من حقوق الإنسان والحياة خارج البلاد، تنعكس على حقوق الناس وحياتهم داخل البلاد. وهذا ما نلاحظه في الولايات المتحدة على غرار ما يحدث حاليا في فيرغسون. ومع ذلك لم تتعظ السلطات الأمريكية ولم تتخذ الإجراءات الضرورية لحل هذه المشكلة.
وتضيف شكالينا، قد يتخذ النزاع بين السود والبيض شكلا أكثر حدة، لذلك يجب تسوية هذه الأزمة بالسرعة الممكنة، قبل أن تتفاقم الأمور أكثر.