هكذا تطورت أعمالي بشكل مذهل بعد أن أصبحت أباً.. لمن يريد أن يفعل مثلي
مثل أغلب رواد الأعمال، اتخذ نموذج الأعمال الخاص بي بعض المنعطفات والتقلبات عبر السنين.
لكن عندما أسترجع الماضي، هناك لحظتان كان لهما أثر كبير على حياتي المهنية، وهما المرتان عندما اكتشفت أنني سأرزق بطفل وسأصبح أباً.
يمكنك تحقيق الكثير في ربع عام، ومع الحصول على تحذير مسبق خلال فترة ثلاثة أرباع من العام (أو كما تُعرف بفترة التسعة أشهر)، قد تتمكن من تغيير نموذج أعمالك تماماً، مثلما فعلتُ.
إليك كيف تمكن أولادي الصغار من أن يصبحوا شيئاً أساسياً ومحورياً في عملي، قبل أن يتمكنوا من نطق اسم شركتي بوقت طويل.
نموذج المشروع: بدء العمل
بدأت في عام 2013، تقديم الاستشارات حول الأنظمة والعمليات لأصحاب المشاريع الآخرين. ومع عدم توفّر موظفين، كنت مندوب المبيعات الوحيد.
حقق هذا النموذج نجاحاً لي ولزوجتي في ذلك الوقت. فقد كانت بعض الشهور مشحونة بالعمل حقاً، ولكن الأمر كان مربحاً جداً. وفي أشهر أخرى، كانت تتوفر لي بعض فترات الراحة بين الارتباطات؛ لذا كنا نُخطط لقضاء إجازة ونستمتع بوقت فراغنا.
اكتشفت أن زوجتي حامل في ديسمبر/كانون الأول عام 2013، وبينما كنت متحمساً للغاية، لم أستطع زعزعة الخوف العميق الذي شعرت به في داخلي: ماذا لو لم أتمكن من تقديم وجبتنا التالية؟
كنت بحاجة إلى بعض الاتساق؛ لذا ومع نمو حجم بطن زوجتي، بدأ يتشكل التحول الأول في عملي الجديد.
نموذج الأجر المدفوع مُقدماً: تحقيق الاتساق
عندما كنت أعمل في تقديم الاستشارات في السابق، كنت أتقاضى الأجر مقابل الوقت الذي يستغرقه منّي العمل. وكلما ازداد عدد العملاء الذين تمكنت من كسب ثقتهم، ازداد معدل الأجر الذي أتقاضاه من 40 دولاراً إلى 400 دولار في الساعة تقريباً. وعندما كانت الأمور جيدةً، بدا أن كل شيء يسير بشكل جيد.
ولكن مع انتظار ولادة طفل، أدركت أن عليَّ أن أكون متواجداً بشكل أكبر. كنت أرغب في تحقيق المزيد من الاتساق، والمزيد من القدرة على التنبؤ.
لذا حوّلت طريقة عملي إلى نموذج الأجر الشهري الثابت المدفوع مُقدماً، والذي فيه تتعاقد الشركات على اتفاق لتقديم الخدمة لمدة ثلاثة أو ستة أشهر، وتوافق على دفع رسوم شهرية مقابل الالتزام بجدول عمل منتظم فيما بيننا.
كنت لا أزال أعمل منفرداً، وكنت لا أزال أعمل لقاء الوقت الذي أقضيه في العمل، لكنني غيرت نظام الأجر مقابل الساعة إلى ملء ورديات عمل لأربع ساعات في التقويم الخاص بي لستة أشهر مقدماً، وكانت النتائج مذهلة.
تعاقدت مع المزيد من العملاء، وجعلت الجميع يدفعون رسومهم في بداية الشهر، قبل حتى أن نجلس معاً.
إذا كان جدولك الزمني ممتلئاً بمشاريع صغيرة لعملاء يدفعون مقابل الساعة، فكر أيضاً كيف يُمكن أن تتحول إلى نموذج يتسم بالقدرة على التنبؤ، وأجر شهري مقابل خدماتك.
سرعان ما صار لديَّ عملاء أكثر مما كنت أستطيع التعامل معهم بمفردي، واحتجت إلى بعض المساعدة.
نموذج الوكالة: الدفع مقابل تلقي خدمات من فريق كامل
في عام 2015، عندما اقترب موعد أول عيد ميلاد لابني الأول، صار واضحاً أنني أحتاج إلى فريق لدعم عملي المتنامي، مما سيتيح لي تخصيص المزيد من الوقت.
كان جدول أعمالي الممتلئ نعمة ولعنة في آن واحد، فقد كان لديَّ مهنة مربحة أكثر من مشروع مربح؛ لذا قمت بتعيين أول موظف يعمل لحسابي.
ومع هذا التغيير، كنت قادراً على تولّي بعض الأعمال الإدارية مثل الجدولة وإعداد الفواتير والبحث وعمل تقارير.
بدلاً من جلسات العمل التي تمتد لأربع ساعات، كنت أنظم اجتماعات تخطيطية لمدة ساعة واحدة وأستفيد من فريقي للمساعدة في إنجاز العمل.
كان وقتي مقسماً بين إدارة العملاء وإدارة فريقي الجديد، وبينما كنت لا أزال أعمل أكثر من 60 ساعة عمل أسبوعياً، أصبحت تلك الساعات تتسم بدرجة أعلى من المرونة.
ظلت الأمور تتحسن، حتى عدت إلى المنزل يوماً ماً وأعلنت زوجتي أنها حامل للمرة الثانية.
بدأ العد التنازلي نحو المحور التالي لنموذج الأعمال الخاص بي.
نموذج القيمة: توسيع نطاق المنتج
رغم فاعلية العملية الاستشارية والفريق الرائع، تمكنا فقط من التأثير على العديد من الشركات. عملت مباشرةً بشكل أقل مع العملاء، لكن ظلت الشركة تركز على مبدأ الوقت مقابل المال، واحتجنا إلى بعض القوة الدافعة.
كيف نتمكن من أخذ ما تعلمناه كي نخدم الجموع من الناس؟ هذه الفكرة تجول في خاطري كل ليلة.
عند التفكير في الأمر واسترجاع الماضي، كان الجزء الأكثر قابلية للتوسع في عملي الاستشاري هو أداة برمجية صغيرة أنشأناها لعملائنا كي يوثقوا عملياتهم، تسمى Trainual؛ لذا بينما اقترب موعد الولادة، عملنا جاهدين على تجديد البرنامج وإعادة إطلاقه.
وقبل ثمانية أيام من ولادة ابني الثاني، وُلد التطبيق الجديد، وهو تطبيق من نوع ساس SaaS – برمجيات عند الطلب- وهو منتج للخدمات مع إيرادات شهرية متكررة لا يرتبط مباشرة بالوقت، ولكن فقط بالقيمة التي نقوم بإنشائها.
سعيت دائماً أن يتمحور عملي حول حياتي، وألا تتمحور حياتي حول عملي.
أردت تحقيق الاتساق، وقد مكنني نموذج الأجر المدفوع مُقدماً من ذلك.
أردت المرونة، ووجدت ذلك من خلال زيادة فريقي.
أردت التوسع على نطاق أوسع، وقد مكنني برنامج Trainal من ذلك.
عندما تفكر في عملك، قرّر ما تقدّره أكثر قبل أن تقرر كيف تقدّم ما تفعله.
عندما أصبحت أباً، كان ذلك بمثابة نقطة تحول في عملي نحو الأفضل.
ولكن إن كانت زوجتي تقرأ هذا، فمن فضلك لا مزيد من التحولات في المستقبل القريب.
هذا الموضوع مترجم عن موقع com.
The post هكذا تطورت أعمالي بشكل مذهل بعد أن أصبحت أباً.. لمن يريد أن يفعل مثلي appeared first on عربي بوست — ArabicPost.net.