نجاح ترامب في الأعمال لم يخلصه من التهجمات
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا بقلم إيغور سوبوتين عن زيارة دونالد ترامب إلى السعودية، يشير فيه إلى أنها أثارت موجة جديدة من الانتقادات ضد الرئيس الأمريكي.
كتب ايغور سوبوتين:
أول زيارة خارجية قام بها دونالد ترامب بصفته رئيسا للولايات المتحدة لم تمنحه بعضا من الهدوء يلتقط فيه أنفاسه في المواجهة بينه وبين وسائل الإعلام والنخبة السياسية الأمريكية. فعلى الرغم من العقود المربحة، التي وقعها في الرياض (بلغت قيمتها 280 مليار دولار)،
ومن توقيع اتفاق، تورد الولايات المتحدة بموجبه خلال عشر سنوات إلى المملكة أسلحة قيمتها 350 مليار دولار، فإنه كان موضع انتقاد لأنه لم يراع تقاليد البروتوكول.
ولم تنقذ ترامب هذه النجاحات في البزنس، التي حققها في المملكة، من تهجمات خصومه ومعارضيه. فقد وصف ناقدوه انحناءه الكبير، حين قلده العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز قلادة الملك عبد العزيز، بأنه كان شبيها بالركوع. والمثير في الأمر أن ترامب نفسه انتقد سلفه باراك أوباما للسبب نفسه.
Reuters Handout . العاهل السعودي يقلد دونالد ترامب وسام الملك عبد العزيز
وإن إحدى أهم الوثائق، التي وقعت في اليوم الثاني من زيارة ترامب إلى المملكة، هي مذكرة التفاهم بشأن التعاون بين الولايات المتحدة والدول الخليجية. كما أن مبادرة ترامب بشأن إنشاء حلف سياسي–عسكري للدول العربية – هي من الإنجازات المهمة، التي حققها ترامب في زيارته إلى الرياض.
يقول البروفيسور في كرسي الشرق المعاصر بكلية التاريخ وعلم السياسة والحقوق في الجامعة الروسية الحكومية للعلوم الإنسانية غريغوري كوساتش، في حديث إلى الصحيفة، إن طموحات الرياض الجيوسياسية ستؤدي إلى إنشاء الحلف. وأضاف أن "المملكة السعودية تقدم نفسها من جديد مركزا للعالم العربي والإسلامي عبر عقد القمة، التي أطلق عليها القمة العربية–الإسلامية–الأمريكية".
www.youtube.com غريغوري كوساتش
ويشير كوساتش إلى أن "المملكة لم تكن راضية عن إدارة أوباما في الكثير من النواحي، لذلك كانت تنتقدها دائما. أما الآن، فيخيم شيء من الابتهاج في المملكة. ويشيرون إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة، لكي تصبح علاقات استراتيجية. وهذا مستوى جديد مختلف عن مستوى زيارة أوباما". وهذا ما أكدته تصريحات القيادة السعودية عشية زيارة سيد البيت الأبيض عن تطابق موقفهما بشأن مشكلات الشرق الأوسط. ولكن هذا أمر مبالغ فيه، برأي الخبير.
إذ تستمر الصحافة الأمريكية بانتقاد دونالد ترامب على الرغم من النجاحات التي حققها في السعودية، حيث ركزت الصحافة اهتمامها على لقاء ترامب ولافروف وكيسلياك. فقد نشرت نيويورك تايمز استنادا إلى مسؤول مجهول في البيت الأبيض تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي بالوزير الروسي؛ مشيرة إلى أن ترامب قال للوزير: "لقد أقلت قبل قليل مدير مكتب التحقيقات الجنائي من منصبه، لأنه شخص مجنون ومخبول".
ترجمة واعداد كامل توما