ميليتا توسكان : فضلا عن بعده السينمائي، مهرجان مراكش تظاهرة حاملة للقيم الكونية
أكدت مديرة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ميليتا توسكان دوبلاتيي ، أن الدورة الخامسة عشر للمهرجان المنظمة من 4 الى 12 دجنبر، تحمل قيما كونية تتجاوز البعد السينمائي.
وقالت توسكان في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “هذه الدورة متميزة ومبنية على قيم التبادل والتضامن”، موضحة أنه بغض النظر عن الجانب السينمائي، فإن “المهرجان يواصل تعزيز القيم الكونية بشكل أكبر، خاصة في ظرفية شهدت تنامي أعمال العنف في جميع أنحاء العالم تقريبا”.
وترى أن الرهان الحقيقي يتمثل في تقديم الصورة الحقيقية للعالم الإسلامي والحديث عنه بشكل مختلف عن الذي يتم تداوله منذ أسابيع في وسائل الاعلام على خلفية هذه الأحداث المأساوية.
وقالت إنه “من المهم الكشف عن هذه الحقيقة وإظهار من خلال هذا المهرجان أنه في بلد إسلامي يتم استقبال 36 جنسية من كل الأديان وأن هذا البلد المسلم، يستقبل كل هؤلاء الأشخاص للتبادل والمشاركة والدفاع عن القيم الكونية”.
وأضافت أن هذا هو الطموح الذي ساد منذ بداية المهرجان في ساحة جامع الفنا مع كل النجوم المغاربة والدوليين، كالممثل بيل موراي الذي حرص على الالتقاء بالجمهور هناك، وهذا ما يشكل أكبر تجسيد لروح المهرجان.
وأبرزت بهذا الصدد تأثير هذا التواصل على العالم، كما تشهد على ذلك الصور المنشورة والعناوين الكبرى للصحافة الدولية ك”فاريتي”، المجلة التي تقرأ على نطاق واسع بأمريكا، والتي تحدثت عن بيل موراي الذي كان سعيدا أمام 26 الف شخص استقبلوه بالرقص والغناء في الساحة الشهيرة للمدينة الحمراء، مؤكدة أن “هذا دليل على أن السينما هي لغة كونية وعامل مهم يوحدنا”.
وفضلا عن عروض ساحة جامع الفنا، التي تعد تراثا ثقافيا لا ماديا للإنسانية، ذكرت السيدة توسكان دو بلانتيي بلحظات أخرى قوية للمهرجان الذي يعتد هذه السنة بلجنة تحكيم رائعة يرأسها أحد كبار المخرجين في العالم: الأمريكي فرنسيس فورد كوبول الذي يعد فيلمه “العراب” أحد أكثر الأفلام مشاهدة في العالم.
وقالت “إننا فخورون لوجوده بيننا إلى جانب باقي أعضاء لجنة التحكيم الرائعين”.
وبخصوص اللحظات القوية للمهرجان، تبقى لحظات التكريم محطة هامة في هذه الدورة التي تكرم لأول مرة الفنان الكبير بيل موراي الذي “لم يقبل أي تكريم من قبل في حياته”، والممثل الأمريكي بيل دافو والسينمائي الكوري الجنوبي بارك شان ووك والممثلة الهندية مادهوري ديكسيت ومدير التصوير المغربي كمال الدرقاوي .
وينضاف الى ذلك، التكريم الذي خصص هذه السنة للسينما الكندية، بحضور وفد هام من الممثلين والمخرجين يرأسه السينمائي الكبير، أطوم أغويان الذي عرض أيضا فيلمه الأخير “تذكر”.
وأعربت السيدة توسكان دو بلانتيي عن ارتياحها لمسار المهرجان منذ 15 سنة. أما بخصوص عوامل هذا النجاح المتواصل، فأوضحت أن الأمر يتعلق ب “كثير من الصبر والطاقة”.
وفي ما يتعلق بمستقبل المهرجان، اعتبرت أنه يواصل مشواره قدما بهاجس عودة ضيوفه المتميزين الذين شاركوا من قبل في دوراته السابقة وإقناع آخرين بالقدوم أيضا “الشيء الذي يتطلب الكثير من العمل لأننا نريد الأفضل”، معربة عن رغبتها في استقبال ضيوف كبار أمثال ميريل ستريب وروبيرت دي نيرو أو أل باتشينو، وهي شخصيات يتطلع المغاربة إلى لقائها، على حد قولها.
وأبرزت السيدة توسكان دو بلانتيي، أنه بالنسبة للدورة الخامسة عشر لمهرجان مراكش، تم منح اعتمادات لازيد من 4000 شخص ينضاف إليهم 600 مدعو بما فيهم طاقم الأفلام والصحافة الدولية ولجنة التحكيم.
وخلصت إلى القول “لقد أصبح مهرجانا كبيرا وكما قال مارتين سكورسيزي (رئيس لجنة تحكيم دورة 2013) : مهرجان كبير بلحظات استثنائية”.