مابريس / هند جديرة
انطلق خطباء الجمعة، اليوم، من الآية القرآنية الكريمة التي تقول “وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ”، للدلالة على معجزة الله متمثلة في الحليب الأبيض الذي ينسكب صافيا خالصا من بين أحشاء الأنعام ودمائها.
وأوردت خطبة اليوم في مساجد المملكة بأن نعمة حليب الأم، الذي هو أنفع غذاء للأطفال، لا يضاهيه أي غذاء على الإطلاق، فهو سهل الهضم، وكثير الفوائد، وغزير العوائد، يغني عن الأطعمة كلها، فسبحان من أوجده، وأجراه عند الحاجة إليه، ومن جعله شرايا سائغا للأطفال”.
الامر الذي لم يخلو من نقاشات الحادة في مواقع التواصل الإجتماعي “الفايسبوك”, خصوصا وأن اليوم الجمعة, يصادف الذكرى الرابعة لانطلاقة حركة 20 فبراير, حيث علق عدد من النشطاء, كتب يوسف معضور بسخرية لاذعة: “يبدو أن خطبة الرضاعة الطبيعية مفيدة، مثل مواضيع “هل تجوز الصلاة بجوارب مثقوبة” و”هل يستحب الصيام في رجب”، في الوقت الذي مطلوب من خطباء الجمعة أن يواكبوا المشاكل الاجتماعية”.
فيما علق أخر على الموضوع بي “معرفتش علاش مسهلش الله باش نصلي الجمعة اليوم الجامع لي مشيت ليه تنلقاه سالا فاش سولت صاحبي قال ليا مارديتش لبال علاش هدر الإمام.
بعد أن سرّب نشطاء “فايسبوكبون” في وقت سابق مراسلة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تطالب فيها الأئمة بتخصيص خطبة اليوم الجمعة لموضوع الرضاعة الطبيعية، أفادت مصادر مطلعة أن سبب توحيد الخطبة راجع إلى اندراج هذه الخطبة ضمن حملة رسمية للتشجيع على الرضاعة الطبيعية، تنظّمها وزارة الصحة في الفترة الممتدة ما بين 23 و28 فبراير الجاري.
وأضافت المصادر ذاتها أن الأمر يتعلق بعملية وعظ وإرشاد مواكبة لحملة وطنية تشجع على عملية الإرضاع الطبيعي، من المنتظر أن تنطلق يوم الاثنين المقبل.
يُشار إلى أن الأسبوع الأول من غشت يعتبر الفترة المعتمدة دوليا من طرف منظمة الـ”يونيسيف” كأسبوع عالمي للرضاعة الطبيعية.
في حين خطيب مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء رفض تغيير موضوع الخطبة من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام إلى موضوع الرضاعة الطبيعية التي طالبت به الوزارة.