من يوقف الطاحونة؟؟؟
بقلم : أشرف لكنيزي
من يوقف جبروت هذه الآلة التي كانت و لازالت و ستستمر في طحن المستضعفين و الفقراء، فالطاحونة التي طحنت محسن فكري بالحسيمة هي نفسها من تطحن المستضعفين في جل مناطق المملكة، هي من ترفع الأسعار بدون حسيب و لا رقيب، هي من تقول لك إدفع ثمن فاتورة الماء و الكهرباء الباهضة و إحتج إن أردت فالدستور يكفل لك حق الإحتجاج، هي نفسها من تنتظر المحتجين من الأساتذة المتدربين و أصحاب الوزة البيضاء، و المطالبين بالحق في الشغل بالزرواطة و التعنيف. هي نفس الطاحونة التي ترفع سن التقاعد، و تخفض الأجور و تقتل التعليم العمومي و التطبيب المجاني لفائدة حيتان المؤسسات و المستشفيات الخاصة، نعم أخي المواطن تلك هي الطاحونة التي تجعلك تشتري أرخص أنواع السمك ب 25 درها للكيلوغرام رغم أنك تعيش في بلد محاطة بواجهتين بحريتين البحر الأبيض المتوسط من الجهة الشمالية والمحيط الأطلسي من الجهة الغربية.
نفس الطاحونة ترفع الأسعار، و ترفع الدعم عن بعض المواد، و تتواطأ مع أصحاب البواخر التي تصطاد في أعالي البحار، بينما تحاسب فكري و إخوانه الذين يبيعون أسماك الشعب و "البوفريا". إذا كانت أصوات الشعب الفايسبوكي فرملت سير الطاحونة بالحسيمة لمدة مؤقتة من الزمن، فكونوا على يقين أن الطاحونة ستستمر ما دام رئيس الحكومة إختار الصمت و إنتظر ككافة الشعب المغربي الإستغاتة الملكية، لكي يكمد جراحنا بقرارات زجرية ستدفع بأكباش فداء للمشنقة، في حين ستعود عجلة الطاحونة للدوران و دهس المستضعفين من جديد. نحن من نزود الطاحونة بدمائنا لكي تستمر في الدوران، و نصوت على منتخبين يساعدونها بصمتهم على مواصلة طريق الاستبداد، بالأمس القريب فكري بائع السمك، وقبله مي فتيحة مولات البغرير بالقنيطرة، و غدا أنا و بعده أنت…، فالطاحونة لا تستني المستضعفين و ستطالنا جميعا إن لم يعمد سائقها على إيقافها.
اين هي دموع رئيس الحكومة التي تقاطرت كشتاء في مختلف للقاءاته الجماهيرية إبان فترة الإنتخابات؟ ام اننا دخلنا خمس سنوات أخرى من البؤس و الشقاء؟ لن تذرف دموعك لأن المتوفي من مدينة قلت بلأمس القريب أنك لا تعرفها اين توجد. الا تعرف منبع النضال و أحفاد عبد الكريم الخطابي؟ إذا كنا في كل مرة سننتظر تدخل الملك في فك القضايا الإدارية التي تخص المواطنين، كما سبق و صرح به جلالته في الخطاب الملكي الذي ألقاه بمناسبة إفتتاح السنة التشريعية فلا داعي من تواجد رئيس حكومة شكلي و وزراء متواجدين إعلاميا، و مختفون عمليا خمس سنوات. ماداموا يكلفون خزينة دولة مليارات السانتيمات تصرف من جيوب دافعي الضرائب، كتعويض على سباتهم العميق في مجلس النوام. إذا كان الفايسبوك يوصل صوت المستضعف أكثر من قبة البرلمان فما الجدوى من إنتخابكم؟
أخشى أن تتجاهل الطاحونة صوت المستضعفين لسنوات، قد يتولد فيها ضغط و سخط الشارع فتجد أمامها جبال شامخة من المحتجين يشلون حركتها ويثورون في وجه الاستبداد، حينها سيكون باب الحوار قد أقفل، ونيران الجحيم قد أوقدت.
أوقفوا طاحونتكم رجاءا