ملاعب القرب بالمغرب: من مبادرة لتشجيع الشباب إلى عبء مالي في مدينة تيفلت
نورالدين الشضمي
في إطار جهود الدولة المغربية لتعزيز البنية التحتية الرياضية، تم إنشاء عدد كبير من ملاعب القرب في مختلف المدن المغربية، بهدف استهداف الفئات العمرية الصغيرة والشابة. الهدف الرئيسي من هذه المشاريع كان تطوير المهارات الرياضية لدى الشباب، وملء أوقات فراغهم بنشاطات مفيدة تبعدهم عن كل أشكال الانحراف الاجتماعي.
وتأتي رياضة كرة القدم على رأس هذه الأنشطة، كونها الرياضة الأكثر شعبية في المغرب. لكن، على الرغم من أهمية هذه المبادرة، فإنها تواجه تحديات تحول دون تحقيق أهدافها، كما هو الحال في مدينة تيفلت.
عرفت تيفلت في السنوات الأخيرة إنشاء عدد من ملاعب القرب التي استقطبت الشباب المولع بكرة القدم، إلا أن هذه الملاعب التي كانت مجانية في البداية، أصبحت تتطلب مبالغ مالية تتراوح بين 50 و100 درهم لاستئجارها. هذا التغير جعل العديد من الأطفال والشباب غير قادرين على استخدامها، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى أسر ذات دخل محدود.
وفي ظل هذا الوضع، لجأ بعض الأطفال إلى اللعب في ساحات عشوائية تفتقر إلى شروط السلامة، ما يطرح تساؤلات حول مدى تحقيق ملاعب القرب لأهدافها الأصلية.
المواطنون في تيفلت وغيرها من المدن يدعون الجهات المسؤولة إلى إعادة النظر في نظام تسعير هذه الملاعب، وضمان استفادة الفئات المستهدفة منها، لتظل وسيلة لتعزيز الرياضة والابتعاد عن مظاهر الانحراف، لا عبئًا ماليًا يحرم الأطفال من أبسط حقوقهم في اللعب والنشاط الرياضي.