معسكر “الغابة” ورحلة المخاطر من كاليه الفرنسية إلى الأراضي البريطانية (فيديو)
مابريس – وكالات
رافقت بولي بويكو سائق الشاحنة المخضرم توني فوكس في رحلة من كاليه الفرنسية إلى بريطانيا عبر المانش حيث هاجم المهاجرون في ميناء كاليه الفرنسي سائقي الشاحنات.
بكثير من الخوف والإحباط ورغم التواجد الأمني المكثف، قال السائق توني فوكس إن الرحلة إلى المملكة المتحدة أصبحت أكثر صعوبة ومحفوفة بالمخاطر، مشيرا إلى أنه لم يعش مثل هذا الخوف على سلامته رغم أكثر من 40 عام من الخبرة في هذا المجال.
وذكر سائق الشاحنة المخضرم أنه هدف للمهاجرين الذين يقومون بهجمات لأن شاحنته تحمل لوحات منجمية بريطانية، بالتالي فإنهم يعرفون أنني أنجليزي، حسب تصريحاته.
وقال المتحدث إن الوجود المكثف للشرطة حول مخيم اللاجئين لم يمنع المهاجرين الذين يريدون عبور المانش لبلوغ الأراضي البريطانية من إلقاء الصخور الكبيرة على الشاحنات.
جدير بالذكر أن المكان الأكثر شهرة في مدينة كاليه الفرنسية هو معسكر “الغابة” حيث يعيش قرابة 4500 مهاجر حاليا معظمهم من دول شرق إفريقيا والشرق الأوسط وأفغانستان في مدينة صفيح، علما بأن المخيم عادة ما يشهد اشتباكات بين طالبي اللجوء وعناصر الشرطة الفرنسية.
في غضون ذلك يلجأ سائقو الشاحنات إلى مجموعة من الحيل لتفادي المقذوفات دون أن تتحطم نوافذ شاحناتهم، إضافة إلى وضعهم لحم الخنزير على الأبواب الخلفية لردع اللاجئين المسلمين من التسلق أو الاقتراب.
وفي وقت سابق من العام قامت بريطانيا وفرنسا بتقديم مساعدات مالية جديدة لمعالجة الأزمة على الحدود، إلا أن الأسلاك الشائكة والكلاب لم يحولا دون تخفيف حدة التوتر، مع تواصل تصاعد أرقام اللاجئين.
يذكر أن رئيس بلدية كاليه طالب في العديد من المرات باريس بإرسال مزيد من قوات الأمن، إلا أنه لم يجد آذانا صاغية، حسب تصريحه.
في غضون ذلك، حاول قرابة 100 مهاجر الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول دخول نفق المانش قرب كاليه شمال فرنسا بهدف العبور إلى بريطانيا، ما دفع إلى انتشار واسع لقوات الأمن.
وقالت السلطات المحلية: “لاحظنا وجود ما بين 800 وألف مهاجر في محيط النفق”.
ووصف المصدر الأمني العدد بـ “غير المسبوق”، مضيفا أن العديد من المهاجرين حاولوا بكل الوسائل إيقاف حركة المرور وتفكيك أسيجة معدنية.
وأفادت وكالة فرانس برس بأن بعض المهاجرين استخدموا شفرات لقطع أغطية الشاحنات بهدف الصعود إليها، مشيرة إلى أن الكثير من المهاجرين نجحوا في الدخول إلى موقع النفق البالغة مساحته 650 هكتارا.
وأكدت إدارة الأمن المحلية أن الوضع تمت السيطرة عليه، موضحة أن “قوات الأمن التي نشرت في محيط نفق المانش تعرضت لإلقاء مقذوفات واضطرت لاستخدام الغاز المسيل للدموع”.
يذكر أن 18 مهاجرا لقوا مصرعهم بداية يونيو/حزيران عند محاولتهم العبور إلى بريطانيا، وكان نفق المانش قد شهد في صيف 2015 العديد من محاولات المهاجرين للعبور بلغت ذروتها في الثالث من آب/أغسطس الماضي
.