مرسي للشعب المصري: أصبت وأخطأت لكنني لم أخن فيكم أمانتي

0
في رسالة جرى تسريبها من محبسه ونشرتها صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”
 
 
مابريس/ القاهرة / الأناضول 

قال الرئيس المعزول محمد مرسي مخاطبا الشعب المصري: “أصبت وأخطأت، ولكني لم أخن فيكم أمانتي ولن أفعل”، مطالبا ما أسماهم بـ”الثوار” بـ”عدم التفرق مع الاستمرار في الثورة السلمية”.

جاء ذلك في رسالة نشرتها صفحة مرسي الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وأعلن وزير الاستثمار في عهد مرسي وسكرتيره الخاص، يحيي حامد، أنه المسؤول عن إدارة الصفحة، وأن هذه الرسالة وصلته من مرسي دون توضيح كيفية ذلك. 

ومواصلا مخاطبته للشعب المصري، أضاف مرسي: “أيها الشعب الثائر الأبي قدّر الله لثورتنا المباركة (ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011) أن تواجه الصعاب لمنتهاها، ولكنه هيأ لها رجالا بحق … ثوارٌ – رجالاً ونساءاً – تفاخر بهم مصر سائر الأمم”.

وتأتي هذه الرسالة بعد ساعات من خطاب وادع ألقاه الرئيس المؤقت عدلي منصور، وبعد يوم من إعلان رسمي بفوز وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية.

وفي رسالته التي وقعها باسم “رئيس جمهورية مصر العربية”، خاطب مرسي من أسماهم بـ “الثوار” قائلا: “أيها الثوار الأحرار سيروا على درب ثورتكم السلمية البيضاء بثبات كالجبال وبعزائم كالرعود فثورتكم منصورة في القريب العاجل – هذا يقيني في الله – وخلفكم أغلبية ساحقة من الشعب تنتظر منكم أن تهيئوا لها الأجواء الثورية لتسمعوا هديرها المدوي”.

وأضاف أن “الأغلبية الساحقة من الشعب أسمعت العالم صمتها الهادر في مسرحية تنصيب قائد الانقلاب (وفق وصف الرسالة) التي أرادوا لها شعبا مغيبا فصفعهم بوعيه وأذل ناصيتهم”.

وتابع مخاطبا “الثوار”: “تجمعوا ولا تفرّقوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”.

وحول فترة حكمه التي أمتدت لنحو عام، قال مرسي: “الله يشهد أني لم آل جهدا أو أدخر وسعا في مقاومة الفساد والإجرام بالقانون مرة وبالإجراءات الثورية مرات فأصبت وأخطأت، ولكني لم أخن فيكم أمانتي ولن أفعل ولقد بذلت سنين عمري في مواجهة إجرامهم وسأبقى كذلك مادام في عمري بقية”.

وخاطب شباب مصر قائلا: “يا شباب مصر الثائر لقد أبهرتم العالم باستكمالكم لثورتكم وأنتم اليوم والغد .. الحاضر والمستقبل .. بل أنتم الوطن …. والثورة معقودة في عزائمكم أثق أنكم سترفعون لواءها وتوردوها مجدها”.

وحث مرسي  الشباب علي الاستمرار في الثورة، قائلا: “الثورة الثورة والصبر الصبر أيها الأفذاذ، ووالله كأني أراكم أجيالا من بعدي تروون لبنيكم كيف صبرتم فانتصرتم وضحيتم فتمكنت ثورتكم”.

وأضاف أن “كل الشعوب الحرة لم تعترف بهذا النظام الانقلابي المجرم بسبب استمرار ثورة المصريين وتمسكهم بسلميتها المبدعة ولن يعترف حر في العالم كله بما بني على هذا الباطل من أباطيل”، حسب تعبير الرسالة.

وفي ختام رسالته خاطب أنصاره من المصريين، قائلا: “لتكن عيونكم على ثورتكم وأهدافها السامية ولن تضيع دماء الشهداء ولا أنات الجرحى والمصابين ولا تضحيات المعتقلين أبدا ما دام للثورة رجال يحملون همها ويرفعون لواءها ويؤمنون بمبادئها ويصطفون حولها حتي تحقق كامل أهدافها “

وحول تصوره لمستقبل أنصاره، قال مرسي: “أعلم أن الطريق صعبة لكني أؤمن بأصالة معادنكم وعدالة قضيتكم وأثق في نصر الله عزوجل لكم “.

يحيي حامد، وزير الاستثمار السابق والسكرتير الخاص لمرسي، أكد صحة الرسالة.

وقال على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك” إنه هو المسؤول عن إدارة صفحةمرسي الرسمية على “فيسبوك”، وأن هذه الرسالة وصلته شخصيا من الرئيس السابق إلى الشعب المصري، دون أن يوضح كيفية تمكن الأخير من تسريبها من داخل محبسه.

وفي 3 يوليو / تموز كانت  اخر تدوينة علي صفحة ” الرئيس محمد مرسي – الصفحة الرسمية” بالفيسبوك التي نقلت تاكيد مرسي أن “الإجراءات التي أعلنتها القيادة العامة للقوات المسلحة تمثل انقلاباً عسكريا مكتمل الأركان و هو مرفوض جملة و تفصيلا من كل أحرار الوطن الذي ناضلوا لكي تتحول مصر إلى مجتمع مدني ديموقراطي”، وفق تعبير الصفحة.

وتعتبر هذه الرسالة هي الثانية من نوعها منذ الاطاحة بمرسي في 3 يوليو / تموز الماضي؛ حيث كانت الرسالة الأولى  يوم 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، وألقاها وفد بالهيئة القانونية للدفاع عن مرسي في مؤتمر صحفي، وذلك بعد يوم من زيارة الرئيس المعزول في محسبه بسجن برج العرب (شمالي مصر).

ووجه مرسي رسالته الأولي للشعب المصري معلنا فيها ثباته وعدم اعترافه بما أسماه بـ”الانقلاب”.

وأمس الثلاثاء، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في مصر فوز عبد الفتاح السيسي برئاسة البلاد، بعد حصوله على 96.91% من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي.

وقالت إن نسبة المشاركة وصلت إلى 47.45%، وهي مقاربة مع النسبة التي أظهرتها النتائج غير الرسمية (47 %)، التي أٌعلنت عقب عملية التصويت أيام 25 و26 و27 مايو/ آيار الماضي، وهي النسبة التي شككت بصحتها المعارضة والمرشح الخاسر حمدين صباحي.

فيما دعا “التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب”، الداعم لمرسي، إلي أسبوع احتجاجي جديد، تحت عنوان “العسكر فاكرينها (يعتقدون أنها) تكية”، استعدادا لـ”موجة ثورية جديدة” يوم 3 يوليو/ تموز المقبل، تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى للإطاحة بمرسي.

وطلب التحالف، في بيان، من الشعب المصري “الخروج بدءا من بعد غد الجمعة، لبدء أسبوع ثوري نوعي، خاصة في يوم تنصيب الباطل” للسيسي رئيسا لمصر.

ومضى التحالف قائلا إن “حكم العسكر أخذ فرصته في البلاد ستين عاما، ولم يجلب للمصريين سوى الخراب والدمار والفقر وانتشار الفساد والتكايا وضياع الاستقلال الوطني”.

وثمن رسالة مرسي، وقال إنه “لم ينفصل عن شعبه حتى في سجنه، ويؤكد لكل المصريين أنه أعطي فرصة كاملة للانقلاب وعصابته علي مدار عشرة شهور للتراجع والاستسلام لإرادة الثورة والثوار ووقف إرهاب الانقلاب الذي طال الجميع، ومازال الباب مفتوحا للخروج من الأزمة بالنزول على مطالب الشعب كاملة”، بحسب البيان.

قد يعجبك ايضا

اترك رد