مراد متوكل: الإعلامي الموهوب أم “المعلم” المستبد؟
لا شك أن مراد متوكل إعلامي رياضي لامع، صاحب مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات. تُعرف عنه مهاراته العالية وخبرته الواسعة، ناهيك عن أخلاقه الحميدة التي يشهد له بها الجميع.
لكن، شهدت ندوة ما قبل مباراة المنتخب الوطني المغربي الأخيرة ضد منتخب زامبيا، سلوكًا غريبًا من طرف متوكل، أثار استياء العديد من المتابعين. فخلال الندوة، قام بقمع زميله الصحفي بطريقة غير لائقة، ما أثار موجة من التساؤلات حول أخلاقياته المهنية وسلوكه كإعلامي مسؤول.
قمع زميل أم ممارسة للأستاذية؟
يُبرّر البعض تصرف متوكل بحجة أنه أراد “تلقين” زميله درسًا في الأخلاقيات المهنية، لكونه طرح سؤالًا على الناخب الوطني وليد الركراكي ” لماذا لم نعد نراك بجديتك المعهودة و بنفس مستوى مونديال قطر ؟” بعدها جاء الجواب من المسؤول الإعلامي، ” الأخ من أي منبر وهل هذا سؤال أم رأي، بعدها قال له الصحفي بدهشة بأنه رأي، بعدها أجابه “بأن ندوة صحافية مخصصة للأسئلة فقط أما الرأي يمكنه الاحتفاظ به لنفسه ” و” قال بعدها باستهزاء للركراكي : ” N’importe quoi” الأمر الذي اعتبره الجسم الإعلامي بالغير لائق. لكن، بغض النظر عن صحة هذا الادعاء، فإنه لا يُبرّر بأي شكل من الأشكال قمع زميل علنًا وبأسلوب مهين، ففي الماضي القريب خلال كأس إفريقيا للأمم كانت تلقى أسئلة على الناخب الوطني من طرف بعض الإعلاميين المعروفين بأسمائهم ومنابرهم المسيطرة على المشهد الرياضي المغربي، وكانت بعضها دون المستوى حيث تتحول إلى ضحك وسلاسة من طرف الناخب الوطني لشيئ واحد وهو أن صاحب السؤال صديق مقرب أو من طرف منبر إعلامي معروف.
كان من الممكن لمتوكل، بذكائه وخبرته، أن يتعامل مع الموقف بذكاء أكبر. كان بإمكانه تحويل رأي الصحفي إلى سؤال يُطرح على المدرب، أو حتى شرح وجهة نظره بطريقة هادئة ومهنية، دون الحاجة إلى اللجوء إلى القمع والاستهزاء.
تجاوز صلاحيات المسؤول الإعلامي
نضيف إلى ذلك، أن دور متوكل، بصفته المسؤول الإعلامي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لا يتضمن تقييم مستوى الصحفيين أو توبيخهم. إن مهمته الأساسية هي تسيير الندوة بلباقة ووضوح، وتسهيل مهمة الصحفيين في طرح أسئلتهم.
مسؤولية التكوين والتّنظيم
إنّ ما حدث في هذه الندوة يُسلط الضوء على مشكل أعمق يتعلق بالتكوين والتّنظيم في مجال الإعلام الرياضي. فمنح البطائق المهنية لبعض الصحفيين دون غيرهم، لأسباب قد لا تكون لها علاقة بالكفاءة والمؤهلات، يُساهم في خلق شعور بالتمييز والاستبداد، وعدم الاجتهاد في طرح الأسئلة بشكل احترافي.
لا شك أن مراد متوكل إعلامي موهوب وذو خبرة واسعة. لكن، حادثة الندوة الأخيرة تُظهر أنه بحاجة إلى مراجعة سلوكه وتصرفاته، والابتعاد عن ممارسة أي شكل من أشكال الاستبداد أو القمع.
إنّ حرية الصحافة هي حق أساسي لا يمكن التغاضي عنه، ويجب على الجميع، بمن فيهم الإعلاميون، احترام هذا الحق والتعامل مع بعضهم البعض باحترام وتقدير.