محماكمة “مصري” تسبب في الأزمة المالية لعام 2007
قليلون من يسمعون هذا الاسم أو يعرفون ما هى جريمة صاحبه، «كريم سراج الدين»، المصرفى المصرى ذو الـ41 عاماً الذى احترف لعبة المال فى السوق المتحكم فى اقتصاد العالم «وول ستريت»، والذى يحكام الآن أمام المحاكم
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» قصة المصرفى المصرى، كريم سراج الدين، الرئيس السابق لبنك «كريدى سويس»، وتساءلت: «هل من المنطقى أن يذهب مصرفى واحد إلى السجن من أجل الأزمة المالية؟»
إذ يتم محاكمة كريم الآن على إخفاء خسائر تسبب فيها مديره الأسبق تقدر بـ351 مليون جنيه إسترلينى، وكذب حول قيمة تضخم الرهن العقارى والقروض فى البنك، وذلك فى مقابل مكافأة قدرها 4.5 مليون جنيه إسترلينى، هو واثنان آخران من فريقه، هما ديفيد هيغز و سلمان صدقى، مما عجل من انهيار الاقتصاد العالمى.
وقد ساهمت أكاذيب سراج الدين فى اختفاء 1.7 مليون جنيه إسترلينى من نتائج الشركة النهائية لعام 2007، ولكن الأكثر كارثية أنه ساهم فى إخفاء فشل سوق الرهن العقارى الثانوى، مما تسبب فى انهيار النظام المصرفى.
فى فبراير 2013 وجهت لجنة الأمن والبورصة الأمريكية اتهامات للرجال الثلاثة بالاحتيال، وظلت السلطات الأمريكية تلاحقهم لسنوات، إلى أن تمكنت من القبض على سراج الدين خارج السفارة الأمريكية بلندن فى سبتمبر الماضى، محاولاً التخلى عن جنسيته الأمريكية حتى يتسنى له قضاء عقوبة مخففة فى المملكة المتحدة.
كريم سراج الدين، ولد فى مصر وانتقل إلى الولايات المتحدة عندما كان طفلا، درس فى جامعة «يال» الأمريكية، وكان يعرف أن القائمين على بنك كريدى سويس مطلوب منهم تحديد قيمة سعر الأوراق المالية، ولكن عندما انخفضت قيمتها مع تراجع سوق الإسكان فى الولايات المتحدة فى عام 2007، ظل سراج الدين هو وغيره يحجزون الرهون العقارية و السندات بشكل مبالغ فيه، مما جلب له مكاسب شخصية قدرت بـ 4.5 مليون جنيه إسترلينى، قبل أن تكتشف الشركة عملية الاحتيال فى 2008 بعد الجرد الداخلى، ليتم إقال الرجال الثلاثة «كريم، ديفيد، وصدقى» وحجب 3.4 مليون جنيه إسترلينى قيمة مكافأة سراج الدين.
وقد اعترف سراج بجريمته لقاضى المحكمة الجزئية الأمريكية، مبرراً فعلته بأنها «للحفاظ على سمعته فى البنك، فى وقت شهد فيه السوق اضطرابا ماليا كبيرا»، خاصة بعد أن اعترف هيغز و صدقى بذنبهما، وأنه من حرضهما على المبالغة فى الحديث عن قيمة الأصول المدعومة بالرهن العقارى.
وبموجب اتفاق توصل إليه مع الحكومة، وافق سراج الدين على التنازل عن 650 ألف جنيه إسترلينى، فيما يتوقع القانونيون بأن يواجه حكماً بالسجن 5 سنوات، وذلك فى جلسته المقبلة أمام المحكمة فى 2 أغسطس المقبل.
سراج الذى يصفه أصدقاؤه بـ«راهب الأعمال المصرفية الاستثمارية»، كانت كلماته أمام المحكمة: «لقد ارتكبت خطأ فظيعا، و أشعر بأسف عميق لسلوكى».
وقد أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هناك فسادا داخل وزارة العدل الأمريكية، بأنها قدمت سراج الدين كبش فداء للتغطية على سياسيين ورجال اقتصاد كبار، أو ذوى الياقات البيضاء، إذ يعتبر سراج أول رجل فى «وول ستريت» يواجه السجن إثر الأزمة الاقتصادية العالمية، فليس من المعقول أن يتسبب رجل واحد عن كارثة اقتصادية عالمية وحده، وإنما من المعقول أن يقدم رجل ذو اسم أجنبى ككبش فداء لسياسيين واقتصاديين أمريكيين، وفقاً لنيويورك تايمز.