أكدت المديرة الإقليمية في مايكروسوفت من أجل إفريقيا (Microsoft4Afrika)، أمروت عبد الله، أن الفلاحة القائمة على البيانات قادرة على مواجهة تحدي الأمن الغذائي في إفريقيا.
وأوضحت السيدة أمروت، في مقال بعنوان (الفلاحة القائمة على البيانات قادرة على مواجهة تحدي الأمن الغذائي في إفريقيا)، أن « توفير الأمن الغذائي لسكانها ي عتبر من أبرز التحديات التي تواجه إفريقيا. فبينما لا يزال العديد من المزارعين يعتمدون على التقنيات التقليدية لكسب قوت عيشهم بالاعتماد على الأرض، هناك فرص لاستخدام أحدث التقنيات لدفع إفريقيا نحو مستقبل آمن غذائيا ».
وأشارت المديرة إلى أن الذكاء الاصطناعي في الفلاحة يستخدم البيانات المتطورة والتحليلات المتقدمة والتعلم الآلي لجلب المعرفة الزراعية التي كانت ت ستعمل في العصور القديمة إلى العصور الحديثة، مع منح المزارعين الأدوات اللازمة لتحسين غلة المحاصيل والتخفيف من آثار التغير المناخي وذلك من خلال أدوات مثل الري الذكي.
وقالت السيدة أمروت بما أن الفلاحة تؤمن 70 في المائة من سبل العيش في إفريقيا، فإن مايكروسوفت « تلتزم بضمان تزويد جميع المجتمعات الزراعية بأحدث الأدوات بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة المتطورة لتحسين الإنتاجية والاستدامة عبر هذا القطاع، وكذا الاستفادة من شراكاتنا الواسعة وشبكة المبادرات في هذه العملية ».
وأضافت المسؤولة أنه كانت هناك إشارة في الماضي القريب إلى أن الذكاء الاصطناعي يحل محل الأشخاص في الوظائف، لكن اليوم يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا السحابية لمراقبة التربة والتغيرات المناخية، بل وأكثر من ذلك لاتخاذ قرارات أفضل بشأن وقت الزرع في المزارع ومكانه وكميته، مبرزة أن الزراعة الدقيقة الناتجة عن اعتماد التقنيات المتقدمة في القطاع الفلاحي ست حدث ثورة في إنتاج الغذاء.
وتابعت صاحبة المقال بالقول أنه « في كينيا، تساعد الطاقة الشمسية المزارعين على تحسين غلات محاصيلهم من خلال أنظمة الري التي تعمل بالطاقة الشمسية. وباستخدام تكنولوجيا إنترنت الأشياء، يحقق العملاء الذين يعتمدون على الطاقة الشمسية في مجال الزراعة (SunCulture) دخلا سنويا أكبر بمقدار 10 أضعاف ويشهدون زيادة بنسبة 300 في المائة في غلة المحاصيل، كما يوف رون 17 ساعة من نقل المياه يدويا في الأسبوع »، مضيفة أنه من خلال الاستفادة من تقنية (المساحات البيضاء لطيف البث التلفزيوني) التي توسع الولوج إلى الإنترنت عالي السرعة في المناطق المحرومة منه، تقدم (SunCulture) الزراعة الدقيقة لمزيد من المزارعين الصغار.
من جهة أخرى، انخرط نظام تقاسم المخاطر القائم على الحوافز للإقراض الزراعي في نيجيريا، مؤخرا، في مذكرة تفاهم مع (مايكروسوفت) للتعاون على مساعدة المزارعين النيجيريين في الرفع من إنتاجيتهم، وتخفيض التكاليف وممارسة الزراعة المستدامة وكذا تحقيق نتائج زراعية أفضل من خلال نشر منصة (FarmBeats)، التي تسخ ر أجهزة الاستشعار والطائرات بدون طيار « درون » والكاميرات لجمع البيانات بشكل سلس، مما يساعد المزارعين على تحسين غلات المحاصيل وكذا الزيادة في الدخل. وسيتأثر حوالي ثماني ملايين مزارع و 4 ملايين هكتار بشكل إيجابي.
وأعلنت السيدة أمروت أنه تم مؤخرا إنشاء منصة متنقلة من طرف فريق من مطو ري (مايكروسوفت) بهدف إضفاء الطابع الديمقراطي على الولوج إلى المعلومات وذلك باستخدام خاصية معينة أو هاتف ذكي، مسجلة أنه يمكن للمزارعين الولوج إلى المعلومات حول تشخيص الآفات والتربة وأسعار السوق، والأخبار الفلاحية وقصص نجاح المزارعين المجاورين وحالة الطقس واختبار التربة وكذا التوصيات الشخصية لزيادة الغلات بناء على اختبارات التربة الخاصة بهم، مع تأثير أولي يستهدف 100 ألف مزارع.
وي حدث المقاولون الاجتماعيون الآخرون في مجال التكنولوجيا الزراعية تغييرات حقيقية لفائدة المزارعين ولسلاسل التوريد الخاصة بهم، كما ت عتبر (Twiga Foods) منصة متنقلة لتوريد أغذية فيما بين المؤسسات التجارية، وتربط بين المزارعين الصغار في ريف كينيا والبائعين بالتجزئة غير الرسميين داخل المدن.
ويتعلق الأمر كذلك ب(N-Frnds) التي توفر قوة التكنولوجيا الرقمية عبر الهاتف المحمول لمزارعي الكفاف والمزارعين الصغار في إفريقيا والأسواق الناشئة الأخرى، وقد عززت مجموعة من المزارعين الذين يمكنهم التواصل مع بعضهم البعض دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت أو بيانات الهاتف المحمول. كما أنها توفر الولوج إلى الخدمات المالية لقطاعات السوق التي عادة ما تفتقر إلى الخدمات المصرفية والتأمين الرسمية.
وأشارت المديرة إلى أن « مايكروسوفت ت ؤمن بزيادة الولوج إلى المعرفة الزراعية من خلال التعاون، حيث يتطلب الأمر نظاما اقتصاديا كاملا لبدء التغيير، ويشمل ذلك الشركات والإدارات والوكالات الحكومية وشبكة من الشركات الناشئة والمقاولين، وكل ذلك بهدف مشترك يتمثل في حل مشكلة انعدام الأمن الغذائي ».
وتعاونت (مايكروسوفت)، من خلال مبادرة من أجل إفريقيا (4Afrika)، مع التحالف من أجل ثورة خضراء في إفريقيا (AGRA) بهدف المشاركة في إنشاء حلول تكنولوجية في إفريقيا تعمل على تحسين الأمن الغذائي لفائدة 30 مليون أسرة زراعية عبر 11 دولة بحلول سنة 2021. هذا، وتؤيد الشراكة الاستثمارات مثل دعم (مايكروسوفت) لمنصة المليون مزارع التابعة للبنك الدولي، والتي تهدف إلى إدخال مليون مزارع في منصة رقمية على مدار السنوات الثلاث المقبلة.
وقالت السيدة أمروت « في جميع أنحاء القارة، من جنوب إفريقيا إلى كينيا وغانا ومصر وما وراءها، نعمل بجد بهدف تمكين التكنولوجيا الفلاحية من خلال قنوات وشراكات مختلفة. إذ تتمتع التكنولوجيا بالقدرة على تغيير وجه الزراعة، باستخدام الأدوات والمنصات الذكية للزراعة الدقيقة، والتنبؤ بأنماط الطقس، وتعظيم استخدام موارد المياه الشحيحة ».
وأضاقت أنه « من خلال تسخير التكنولوجيا الفلاحية، يمكننا المساعدة على حل الإشكاليات الملحة المتعلقة بالأمن الغذائي في سبيل تحقيق هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة رقم 2 المتمثل في القضاء على الجوع، وتعزيز التنمية الاقتصادية في هذا المسار ».
يذكر أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أفادت بأن أزيد من ملياري شخص لا يحصلون على غذاء آمن ومغذ وكاف. وتشير الزيادة المط ردة في الجوع منذ سنة 2014 إلى جانب زيادة السمنة بوضوح إلى الحاجة إلى تسريع وتوسيع نطاق الإجراءات الهادفة لتقوية الن ظم الغذائية وحماية سبل عيش السكان.
ويبدو من المناسب إذن أن يكون موضوع يوم الأغذية العالمي ل2020 هو « أفعالنا هي مستقبلنا »، حيث سيسمح تسريع الابتكار في مجال التكنولوجيا الفلاحية بتمكين الزراعة القائمة على البيانات من تحسين الغلات وزيادة إنتاجية المزروعات والرفع من الأرباح – كل ذلك مع توفير الغذاء للشعوب.