لما الغرابة…!
لما الغرابة في أن نرى وطننا ينهب ونتكلم عن نهب المال العام ؟
لما الغرابة في وطن من يتحدث فيه عن التغيير لا يستطيع تغيير أبسط سلوكياته،
لماذا نستغرب و أبناء جلدتنا يفرون نحو المجهول بين الأمواج العاتية، حالمين بمستقبل وردي بالضفة الأخرى.
ما أغربنا… نحن من قوم نتقن فن اللوم والنقد. ونأكل لحم بعضنا البعض. نتباهى بمصداقية المشاعر وحب الوطن، ونتصرف و كأننا أعداؤه. نظهر الحب والود و بداخلنا آلاف الدئاب تتصيد الفرص. فلما الغرابة…؟ نتكلم عن كل مسؤول بحرقة وكأننا أنبياء عصرنا، وبداخلنا رغبات العبث والفساد. فلما الغرابة؟ يا من تتكلم عبر الأبواق والساحات عن الحقوق والواجبات وأنت تأكل لحم أخيك جيفةً و تتباهى أمام العاهرات.
ما أوسخكم من فئة نسيت كل القيم و تباهت بالوساخة أمام الأمم. فلما الغرابة؟ ونحن نتاجر بمآسي بعضنا البعض بلا ثمن مقابل جيمات ننشر العفن. عوض ترميم تصدعات مجتمعنا المكسور نتباهى بالملاهي و شرب الخمور. فيا شعب استفق فقد سرت أضحوكة العالم بقنوات تنشر أوساخنا، روتيني اليومي وتفاهة بعض الجهلاء جعلتنا نخجل من كوننا أبناء هذا الوطن، و أنستنى دوي العز والهمم شهداء و علماء مرو عبر الزمن.