عبر الوصلات الثلاث، تألقت الأغنية المغربية بإيقاعاتها وألوانها المختلفة، العصرية والشعبية والصحراوية، أمام جمهور متعطش لتجديد الصلة بالإبداع الموسيقي والغنائي الوطني.
وفضلا عن إنتاجاتهن الخاصة، استعاد الحفل عناوين أجيال فنية مختلفة على غرار ناس الغيوان واسماعيل أحمد (سولت عليك العود والناي) والمعطي بنقاسم (علاش يا غزالي)، وألوان متنوعة، ليكتمل مشهد ذاكرة غنائية وطنية تتجدد في أصوات جيل الفنانات والفنانين المخضرمين والشباب على حد سواء.
وبرهنت رشيدة طلال عن قدرتها على أداء أساليب مختلفة عصرية وشعبية فضلا عن طابعها الصحراوي الأصيل. وتوجت لطيفة رأفت عودتها القوية الى الساحة بمشهد غنائي وطني، حيث أدت أغنيتها الأخيرة “سأكتبها” التي سجلتها ببيروت، صادحة بمحبة الوطن، ممسكة بالنجمة الخماسية التي تتوسط علم المملكة. أما سعيدة شرف، فرفعت حرارة الحفل بتفاعلها الإيقاعي المعهود مع الجمهور، الذي أمتعته باختيارات متنوعة، صحراوية مغربية ولبنانية.
وتعد هذه الأمسية التي رافقت فيها نجماتها الفرقة الحرة للموسيقى بقيادة مصطفى الركراكي، آخر محطة في برنامج المنصة الشرقية النهضة في إطار الدورة 13 لمهرجان “موازين” قبل الحفل الختامي الذي يحييه، مساء يوم السبت، الفنان السعودي محمد عبده.
وعلى منصة سلا، كان جمهور “موازين” يعيش لحظات للذكرى من طراز آخر، وهو يشهد عودة المغني بينحاس بباقة غنائية تمتح من التراث اليهودي الشعبي المغربي.
ودشن بينحاس سهرته بأغنية تحت عنوان “بلادي”، قبل أن يلهب حماس الحضور بنخبة من أشهر أغاني هذا الرصيد الفني من قبيل “الزين اللي عطاك الله” و “العطار” و”اديني معاك” وغيرها.