لاجيء سوري : المجريون جردونا من ملابسنا … وهذه شروط المافيا لتهريبنا

0

d23117b9c7b9b958a44ae4f69e776888cc43927a

مابريس – عمرو حسن- وكالات

سبع ساعات قضاها حسن محمد و زوجته و اولاده الثلاثة وسط خمسة و اربعون لاجئا سوريا فى عرض البحر بقارب مطاطى لا يتعدى طوله التسعة امتار. المسافة من بلدة بودرم الشاطئية بتركيا الى جزيرة كوس اليونانية لا تتعدى الساعة و نصف الساعة من الابحار، الا ان اعتراف سائق القارب بان تلك هى المرة الاولى التى يقود فيها مثل تلك القوارب، بالاضافة لعدم درايته الكاملة بالطريق الى كوس فسر لحسن و عائلته لماذا تاه قاربهم فى عرض المتوسط منتظرا التقاط خفر السواحل التركية لاشارة احدى الهواتف الموجودة على القارب.

“اتلك القوارب التى تهرب اللاجئين لا تستخدم اى هواتف او ايه اجهزة يمكن تتبعها من خفر السواحل بتركيا او اليونان. الا ان السائق المبتدئ ضل طريقه و ظللنا نبحر فى الاتجاة الخاطئ لخمس ساعات حتى نفد الوقود. الشباب منا قفزوا الى المياه لتخفيف الحمل و برغم ذلك بدات المياة فى التدفق للقارب بينما كان الاطفال و النساء يبكون خوفا” هكذا يصف محمد اول ماساة مر بها هو و عائلته خلال رحلة العشرين يوما من تركيا الى محطة قطار كيليتى ببودابيست.

تلك التجربة الفاشلة للعبور الى اليونان جعلت محمد يفكر كثيرا فى القيام بمحاولة اخرى وحده دون عائلته على ان يلم شملهم جميعا حينما يوفق اوضاعه كلاجئ بالدنمارك، حيث يتواجد عدد من اصدقائه السوريين الذين نجحوا فى الحصول على اقامه هناك فى وقت سابق. القليل من النقاش العائلى انتهى بالقرار التالى:”قلت له يا نعيش سوا يا نموت سوا. حياة احدنا بعيدا عن باقى العائله هو بمثابة الموت ” هكذا وصفت زوجة محمد النقاش الذى دار بينهم عقب محاولة الابحار الفاشلة”.

تكلفة الفرد

تكلفة الفرد الواحد بتلك الرحلة ارتفعت مؤخرا – و نظرا لزيادة الاقبال – من 800 دولار الى 1200 دولار للفرد مع دفع نفس مقدار الفرد الواحد لكلطفلين . اصبح البروتوكول المعتاد ان من دفع و فشلت محاولته يمكنه المحاولة مرة اخرى دون الدفع مجددا. محمد و عائلته كانوا اكثر حظا فى المرة الثانية و وصلوا الى اليونان، الا ان الوصول الى اليونان كان مجرد البداية لمتاعب اخرى على طريقهم الى اوروبا الغربية.

“ذهبنا من اليونان الى مقدونيا. الوضع على الحدود المقدونيىة لم يكن سهلا و فى لحظة ما تم القاء قنابل مسيلة للدموع باتجاة اللاجئين الذين ارادوا العبور بالالاف. من مقدونيا انتقلنا لصربيا حيث وجدنا افضل معاملة و ترحيب سواء من المواطنين او السلطات او حتى على مستوى جودة المخيمات المعدة للاجئين”.

تتوجة الاغلبية العظمى من اللاجئين من صربيا باتجاة المجر، و هى اول دولة من الدول الاعضاء باتفاقية الشينجن الاوروبى. طبقا لمحمد و العديد من اللاجئين السوريين، مرحلة المجر هى الاصعب و الاكثر مهانة مقارنة بكل ما مروا به منذ مغادرتهم لسوريا، اصعب حتى من رحلة الابحار الخطرة من تركيا لليونان. “لقد تلقينا اسوأ معاملة ممكن ان يحصل عليها اى فرد هنا فى المجر. السلطات هنا تعاملنا و كأننا مجرمين دون اى اعتبار لادميتنا. لقد حبسوا العديد من الرجال لاجبارنا على التسجيل كلاجئين بالمجر، و هو ما لم نرده على الاطلاق. بعض الرجال حبسوا و جردوا من معظم ملابسهم و اخذت ممتلكاتهم و اوراقهم و هواتفهم و تركوا فى غرف صغيرة لايام حتى ينصاعوا و فى النهاية رضخ العديد منا”.

لماذا أوروبا الغربية؟

طبقا لاتفاقية دبلن، فمن يتم تسجيله كلاجئ فى احدى دول الاتحاد الاوروبى لا يمكنه التسجيل كلاجئ فى اى دوله اخرى من دول الاتحاد، و هو ما يتعارض مع رغبة جميع اللاجئين الذين يطمحون للاقامة بدول مثل المانيا و السويد و الدنمارك و بريطانيا، و ليس المجر و خاصة بعد ما رأوه من معاملة هنا.

فى كيليتى، يفترش محمد و افراد عائلته الرصيف منتظرين الحافلات التى ستقلهم الى الحدود النمساوية و منها الى المانيا و اسكندنافيا. محمد الذى عمل ككهربائى و عامل بقرية عفرين بحلب قبل النزوح الى تركيا و منها الى اوروبا يحلم بان تكون الدنمارك هى المكان الذى يمكن لاولاده الحصول على حياة امنة و مستقبل افضل.

“انا لا اكترث لنفسى كثيرا. كل ما اريده هو حياة مستقرة لاولادى. حتى بتركيا لم نشعر بالاستقرار. كيف اعلم اولادى التركية بينما هناك احزاب سياسية مثل حزب الشعب الديمقراطى تعد ناخبيها بطرد السوريين جميعا فى حالة فوزها بالانتخابات!”

قد يعجبك ايضا

اترك رد