كيف يمكن الحفاظ على وحدة إسبانيا؟
نيزافيسيمايا غازيتاكيف يمكن الحفاظ على وحدة إسبانيا؟
Reuters
Jon Nazca
كيف يمكن الحفاظ على وحدة إسبانيا؟
تشير "نيزافيسيمايا غازيتا"، في مقالها الافتتاحي، إلى أن مهمة سلطات مدريد وبرشلونة – هي منع تصعيد النزاع.
جاء في المقال:
منذ أسبوع، وأنظار العالم متجهة نحو مقاطعة كتالونيا، حيث جرى يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تحت أصوات العيارات المطاطية وضربات الهراوات والقنابل الصوتية، الاستفتاء بشأن الاستقلال عن إسبانيا، والذي بينت نتائجه أن معظم المشاركين فيه يقفون إلى جانب الاستقلال عن إسبانيا. لهذا يبقى الخبراء والساسة في انتظار حل هذه العقدة في أوروبا.
وفي حين أن من المتوقع إعلان برلمان المقاطعة عن إطلاق إجراءات الاستقلال يوم الاثنين المقبل، أعرب زعيم كتالونيا كارليس بوتشديمون، في حديث تلفزيوني مساء يوم 4 من الشهر الجاري، عن الاستعداد للحوار مع مدريد عبر وسطاء؛ مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن يحيد عن المسار نحو السيادة "ميلليمترا واحدا".
Reuters
Albert Gea
كارليس بوتشديمون
ووفق رأي بوتشديمون، فإن مدريد تقوض الحوار برفضها أي مقترح من برشلونة.
من جانبها، أشارت الحكومة الإسبانية في بيان خاص إلى الشروط اللازمة لبدء الحوار. وجاء في البيان: "إذا كان السيد بوتشديمون يريد إجراء مفاوضات أو إرسال وسطاء، فإنه يعلم جيدا ماذا يجب عليه أن يفعل قبل كل شيء – العودة إلى مسار القانون". وترفض مدريد التفاوض "عن أي شيء ما غير قانوني، ولن ترضخ للابتزاز".
وبالطبع، كان بالإمكان تجنب هذه الوضع، ولا سيما أن شيئا مماثلا قد حصل بعد موت الديكتاتور فرانكو. حينها دعا الملك خوان كارلوس الأول الانفصاليين من كتالونيا إلى قصره، وتمكن من إقناعهم بالبقاء في قوام إسبانيا. أما نجله الملك فيليبي السادس فلم يدعُهم إلى حوار مباشر بين حكومتي مدريد وبرشلونة، بل اكتفى بتكرار موقف مدريد؛ معلنا أن زعماء كتالونيا وضعوا نفسهم خارج القانون، وضمان التعايش ديمقراطيا تحت الشروط الإسبانية.
لقد كانت هذه فرصة لم تستغل لدفع الجانبين إلى التفاهم المتبادل، وكان على رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي عشية الاستفتاء إقناع سكان كتالونيا المعتدلين بأن البقاء في قوام المملكة الإسبانية أفضل لهم من جمهورية فوضوية غير معترف بها. بيد أن قراره باستخدام القوة عزز شعور سكان المقاطعة بأنهم ضحايا السلطة المركزية.
Reuters
Albert Gea
ماريانو راخوي
ويعتقد الخبراء أن الأوضاع قد تتطور وفق خيارات مختلفة. فلدى حكومة مدريد وسائل دستورية مختلفة للسيطرة على الوضع. فهي قد تقيل حكومة المقاطعة وتأخذ على عاتقها تنفيذ مهماتها، وتفرض حالة الطوارئ في المقاطعة، وتحل البرلمان وتجري انتخابات مبكرة.
كما لا يستبعد خيار استخدام القوة ونشر القوات العسكرية في المقاطعة بعد أن تعلن الاستقلال. ولكن برشلونة سترد، إذا ما اختارت مدريد السلوك المتطرف، بتدابير أكثر تطرفا، بما فيها تشجيع العمليات الإرهابية ضد السلطات والأجهزة الأمنية الإسبانية.
لذلك، فإن الخيار العقلاني هو جلوس ممثلي مدريد وبرشلونة إلى طاولة المفاوضات والبحث عن حلول وسط. وعلى مدريد تصحيح الخلل في العلاقات، الذي تسبب في انتشار الانفصالية. وبغض النظر عن الخسائر التي ستتحملها، عليها إعادة النظر في توزيع الأموال ومنح كتالونيا حوافز مالية كتلك التي منحت لبلاد الباسك ومنطقة نافارا. وفي المقابل، على الانفصاليين تقديم تنازلات سياسية والتراجع عن مسائل كثيرة.
وقد يكون "خيار الصفر" مفيدا. وهذا الخيار يعني استقالة سلطات إسبانيا وكتالونيا، ومحاولة المسؤولين الجدد الاتفاق بينهما. بيد ألا أحد في إسبانيا يريد إجراء انتخابات مبكرة. وحتى إذا فاز فيها الحزب الاشتراكي في الانتخابات فسيكون عليه التعامل مع مشكلة كتالونيا. لذلك، فإن من مصلحة المعارضة أن يعالج راخوي هذه المشكلة، حيث سيمنحها ذلك الفرصة لانتقاد الحل.
ترجمة وإعداد: كامل توما