شوط جديد من المواجهة ينتظر أن يخوضه المغرب مع فيروس كورونا، بعد أن تم التأكد من دخول البلاد في مرحلة ثانية من الوباء عمادها ارتفاع حالات المصابين وصعوبة حصر المخالطين، بسبب تزامن رفع الحجر الصحي مع عطلة عيد الأضحى.
وعلى الرغم من عدم الاعتراف الصريح بمرور المغرب من موجة ثانية، فإن تسارع وتيرة التفشي دفع الخبراء إلى التنبيه من خطورة الوضع الراهن وضرورة وضع خطة لتدبير الجائحة، خصوصا أن امتداداتها صارت تشمل مدنا وقرى بعيدة عن المركز.
ويواجه المغرب تحدي النجاح في ضبط هذه المرحلة الحساسة، باستمرار تنقلات المواطنين لقضاء العطلة الصيفية وتوافد كثير من سكان مدن المركز على مناطق متفرقة؛ وهو ما تسبب في مزيد من تفشي الفيروس، خلال الآونة الأخيرة.
وشهدت أيام ما بعد العيد ارتفاعا صاروخيا في عدد الحالات، تناسلت معها شائعات كثيرة تتراوح بين العودة إلى خيار الحجر الصحي أو إغلاق التنقلات بين المدن؛ لكن إلى حدود اللحظة ما زالت السلطات الصحية مصرة على الاحتفاظ بالوضع الراهن.
مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أورد أن الموجة الثانية معطى سجل منذ مدة، رغم التردد الحاصل في الحديث عنها، مسجلا أن الأمراض الفيروسية قد تتجه إلى موجة ثالثة كذلك، وهذا غير مستبعد.
وأضاف الناجي، في تصريح خاص، أن الانتشار هو الذي يحدد الدخول في مرحلة أخرى من عدمها، مؤكدا أن عدد الإصابات المرتفع الذي شهدته البلاد مؤشر واضح على طبيعة التحديات التي يجب استحضارها.
وأوضح مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أن المسؤولية جماعية وفردية، مطالبا المواطنين بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي والحرص على النظافة، وهي تدابير تقضي على الفيروس تماما، وزاد: الدولة بدورها عليها تكثيف المراقبة، فما يجري على الواقع مخالف لحملات التوعية.
وأكمل الناجي قائلا: الفيروس ينتعش في ظروف الاستهتار، وهي السائدة حاليا في صفوف المواطنين، مؤكدا غياب أي أداة سحرية قد تنهي الفيروس في لحظة معينة؛ بل مرتبط بمدى الالتزام بكافة التدابير الوقائية.