قوات المالكي تحتشد بشمال بغداد إستعداد لشن هجوم معاكس
مابريس / وكالات
تحتشد القوات العراقية إلى الشمال من بغداد، اليوم الجمعة، استعدادا لمهاجمة مسلحين متشددين من السنة دفع تقدمهم صوب العاصمة الإدارة الأميركية إلى عرض إرسال مستشارين عسكريين بهدف تقوية شوكة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.
وعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما ارسال ما يصل إلى 300 أميركي للمساعدة في تنسيق القتال، لكنه أحجم عن تلبية طلب من الحكومة العراقية بشن غارات جوية، وجدد دعوته للمالكي ببذل المزيد من الجهد لتجاوز الانقسام الطائفي الذي أجج مشاعر الاستياء بين الأقلية السنية بالعراق.
وزادت التكهنات بأن المالكي ربما يضطر لترك منصبه عندما دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني الى تشكيل حكومة جديدة بسرعة بعد أن أقرت هذا الأسبوع نتائج انتخابات برلمانية أجريت في ابريل.
وفازت الكتلة الشيعية التي يقودها المالكي بمعظم المقاعد لكن البرلمان لم ينعقد بعد نتيجة خلافات بين الجماعات الشيعية والسنية والكردية.
واعلن أوباما أمس الخميس أن الولايات المتحدة مستعدة لإرسال حتى 300 مستشار عسكري إلى العراق بهدف “تدريب ومساعدة ودعم” القوات العراقية في مواجهة ما يسمى “الجهاديين”، مبدياً الاستعداد لتوجيه ضربات محددة الهدف إذا استدعى الأمر. ونبه إلى أن هؤلاء المستشارين الذين ينتمون على الأرجح إلى القوات الخاصة لن يكونوا قوات تخوض معارك.
كما أكد أن واشنطن مستعدة أيضاً لإنشاء “مراكز عملاتية مشتركة في بغداد وشمال العراق لتقاسم المعلومات الاستخباراتية وتنسيق التخطيط” لعمليات ضد جهاديي “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو ما يعرف بداعش.
إلى ذلك أكد أوباما، في مؤتمر صحفي، أن القوات الأميركية لن تقاتل في العراق مرة ثانية، وأن واشنطن ليس لديها قدرة على إرسال آلاف الجنود إلى هناك، مشيرا إلى أن مثل هذه الخطوة ستشعل المنطقة. ووصف ما يجري في العراق بالحرب الأهلية على نطاق واسع، لافتاً إلى أن المطلوب هو قيادات تثق ببعضها البعض. وذكر أن قوات داعش تحاول تقويض الحكم المركزي في العراق.
وكشف أن واشنطن كثفت من العمليات الاستخباراتية في العراق للإطلاع بشكل أوسع عن الأوضاع، موضحا أنه عندما تكون هناك حاجة إلى تدخل عسكري في العراق سيكون ذلك بالتشاور مع الدول الأخرى في المنطقة. وأشار إلى أنه يوجد انقسام كبير بين السنة والشيعة والأكراد، وأن تزايد الخلافات يعمق الأزمة، ملمحا إلى أن السنتين الأخيرتين كانتا الاسوأ ولدى السنة شعور بالتهميش.
وتابع: تحدثنا مع المالكي وأبلغناه بضرورة تجاوز الخلافات من خلال جدول أعمال، وبدء حوار داخلي في العراق من اجل تمكين قوات الأمن العراقية.
وشدد على أن إدارته لن تدعم طائفة ضد أخرى، وأن الحل العسكري لن يكون ملائما للأزمة العراقية، وقال إن المطلوب هو الالتزام ببناء الدولة الديمقراطية العادلة.
يذكر أن مقاتلات أميركية، أجرت الخميس، عمليات استطلاع في سماء العراق، في الوقت الذي أعلن فيه مسؤول أميركي أن واشنطن قد ترسل 100 عنصر من القوات الخاصة إلى بغداد.
ويبحث البيت الأبيض منذ أيام الخيارات المختلفة المتاحة أمامه بما في ذلك استهداف هؤلاء الجهاديين بضربات جوية.
كل الخيارات مطروحة
هذا وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في وقت سابق الخميس، أن كل الخيارات لا تزال مطروحة أمام الرئيس الأميركي أوباما في العراق، وذلك نقلاً عن شبكة “سي إن إن” الأميركية.
وقال كيري إن الولايات المتحدة تركز على شعب العراق، وليس رئيس وزرائه، وأشار إلى أن بلاده مهتمة بالتواصل مع إيران لتبادل المعلومات بشأن العراق وليس للعمل معاً.
واستبعدت الإدارة الأميركية أي تدخل عسكري في العراق لمواجهة سيطرة عناصر مسلحة على مساحات من البلاد في ظل انسحاب الجيش العراقي منها.
إلا أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتن ديمبسي أكد أن الحكومة العراقية طلبت دعما جوياً، مضيفاً أن قادة العراق فشلوا في التوحد، مشدداً على أنه يشارك في دق ناقوس الخطر بالنسبة لمستقبل العراق.
وقال الجنرال ديمبسي في جلسة في الكونجرس إن حكومة المالكي طلبت قوة جوية أميركية لمساعدتها في التصدي للمسلحين المتطرفين الذين اجتاحوا شمال البلاد، إلا أن الجنرال الأميركي لم يوضح ما إذا كانت بلاده ستلبي الطلب العراقي أم لا، لكن ديمبسي أشار إلى أن الجيش الأميركي ليس في عجلة لشن ضربات جوية في العراق، مشيراً إلى ضرورة استيضاح الوضع المضطرب على الأرض، حتى يتمكن من اختيار أهدافه “بشكل رشيد”.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال في جدة مساء الأربعاء إن بغداد طلبت من واشنطن توجيه ضربات جوية للمسلحين.