قفة الصائم أو الإعانات الرمضانية تعلن البداية الفعلية للحملات الانتخابية وتشعل الحرب بين الأحزاب

0

مابريس / نسيم السعيدي

 

يعرف شهر  رمضان إقبالا مهما على أعمال الخير والبر والإحسان، إلا أن رمضان هذه السنة شهد نشاطا مهما ومتزايدا في ما بات يعرف بقفة رمضان أو خيام الإفطار الجماعي. وغير خفي على المتتبع معرفة أسباب هذا التزايد في الحجم والوتيرة، والمتمثلة أساسا في استغلال شهر رمضان الكريم في الدعاية الانتخابية قبل أوانها؛ حيث أن تجار الانتخابات شرعوا في توزيع الإعانات من تمور وحليب وزيوت ودقيق وغيرها من المواد التي يكثر عليها الطلب والإقبال في رمضان من أجل استمالة أصوات جديدة وكسب مساحة أوسع في أوساط الناخبين؛ ويتم ذلك استنادا على لوائح انتخابية أنجزت بعد دراسة لبعض الدوائر وباحترافية عالية. وقد انتبهت وزارة الداخلية لهذه السلوكات وأمرت الولاة والعمال بالقيام بتحقيقات في شأن بعض المبادرات التي يبدو ظاهرها “خيريا”، وباطنها “انتخابيا”، أبطالها “محسنون”، غير أنهم يعدون من “أباطرة الانتخابات”، أو يعملون لفائدتهم لأسباب مختلفة. وحسب عدة مصادر مقربة من الداخلية فقد توصلت مصالح الوزارة المركزية بتقارير مفصلة، أنجزها قياد وشيوخ ومقدمون، أغلبها تتحدث عن تسجيل حالات تورط أسماء انتخابية معروفة، إضافة إلى حالات استغلال بشع من قبل العديد من المستشارين ومعهم بعض رؤساء الجماعات وبرلمانيين للإعانات الخيرية، بما فيها الإعانات العمومية التي ترصدها السلطات والمجالس المنتخبة لفائدة الأسر المعوزة. وتفيد نفس التقارير أن من بين أكثر المدن انخراطا في حملات انتخابية سابقة لأوانها تتواجد مدينتي القنيطرة وسيدي سليمان، وأن أكثر الأحزاب استغلالا لقفة رمضان حزب يشارك في حكومة بنكيران يشتهر برفعه لشعار نزاهة الانتخابات. وكشفت تقارير الداخلية أن تحويل الإعانات الرمضانية إلى  حملات انتخابية سابقة لأوانها عرفت رقما قياسيا ومستويات متقدمة هذه السنة حيث لوحظ تسابق بين النواب البرلمانيين ورؤساء جماعات في توفير ميزانية خاصة بقفة الصائم، وتركزت معظم عمليات التوزيع بالخصوص في الأحياء الفقيرة والهامشية لكونها تشكل خزانا انتخابيا مهما وبحكم سهولة السيطرة عليها بالإغراءات. إلا أن السؤال الذي يبقى مطروحا هو الغاية من إنجاز وزارة الداخلية لتحقيقات بشأن تحويل الإعانات الرمضانية لحملات انتخابية : هل في نية الداخلية  محاسبة كل من تبث تورطه في تحويل الإعانات الرمضانية إلى شكل رشوة لشراء أصوات الناخبين أم أن الأمر لايعدو أن يكون سوى مواكبة رسمية تضبط الإيقاع وتضمن الاطلاع على تحركات الأحزاب وتوجهات الناخبين مع توثيق المخالفات وتخزينها في الأدراج إلى أن يحين وقتها ؟

قد يعجبك ايضا

اترك رد