في سابقة سياسية.. حكومة إسبانيا تهاجم حزبا معارضا بسبب المغرب
اتهمت الحكومة الإسبانية الحزب الشعبي المعارض بمعاداة المغرب والتسبب في أزمة كبيرة مستقبلا إذا وصل الى السلطة، وأكدت على ضمان استمرار حصول إسبانيا على الغاز الجزائري رغم الأزمة الحالية.
وتحول موضوع المغرب منذ القمة الثنائية الى مصدر مواجهة في البرلمان والإعلام في هذا البلد الأوروبي.
في هذا الصدد، شهد مجلس الشيوخ، الثلاثاء، مواجهة قوية بين وزير الخارجية مانويل ألباريس ونواب المعارضة خاصة الحزب الشعبي المحافظ، إذ تحاصر الأحزاب المعارضة وكذلك حزب بوديموس المشارك في الائتلاف الحكومي الحزب الاشتراكي المتزعم لرئاسة الحكومة، مطالبة إياه بضرورة تقديم توضيحات كافية حول نوعية العلاقات الجديدة مع المغرب وخاصة في ملف الصحراء الغربية، وكذلك الأزمة مع الصحراء.
وعادت الأحزاب المعارضة وخاصة الحزب الشعبي إلى اتهام الحزب الاشتراكي الحاكم بالضبابية وعدم الوضوح في تقديم البيانات الحقيقية حول ملف الصحراء وكذلك سبتة ومليلية المحتلتين. في هذا الصدد، طالب الحزب الشعبي عبر نائبته فالنتينا فيرو من وزير الخارجية مانويل ألباريس تقديم الموقف الحقيقي في نزاع الصحراء، ثم ما إذا كان المغرب تجسس على هاتف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز.
واعتبرت أن المغرب يقلل من قيمة إسبانيا بسبب عدم استقبال الملك محمد السادس سانشيز خلال القمة المغربية- الإسبانية على مستوى رئيسي الحكومتين في الرباط يومي 1 و2 فبراير الجاري. وهذه أول مرة لا يستقبل فيها الملك رئيس حكومة إسبانيا منذ إرساء هذا النوع من القمم في التسعينيات. كما اتهم الحزب الشعبي الحزب الاشتراكي بإرساء علاقات مع المغرب على حساب العلاقات مع الجزائر الى مستوى “تعريض واردات إسبانيا من الغاز الجزائري للخطر”.
انتقد الحزب الجمهوري الكتالاني عدم اتفاق مكونات الحكومة في ملفات المغرب، إذ إن حزب بوديموس يتبنى مواقف معارضة للحزب الاشتراكي المعتزم للائتلاف.
وقالت ممثلة الحزب مارتا روسيكي إن الحكومة تتجنب الحديث مع المغرب عن القضايا الشائكة مثل التجسس ببيغاسوس وحقوق الإنسان وكذلك مأساة مقتل المهاجرين في مليلية خلال عملية الاقتحام منذ شهور، التي خلفت أكثر من عشرين قتيلا. وكان تدخل حزب فوكس القومي المتطرف قويا ضد الحكومة والمغرب، وكذلك حزب بيلدو القومي الباسكي اليساري.
وكان وزير الخارجية في مواجهة جميع الأحزاب بدون استثناء، واعتبر الوزير أن العلاقات مع المغرب حققت الشيء الكثير، مستدلا بأنه جرى الاتفاق مع المغرب على تحويل سبتة ومليلية إلى نقطتين جمركيتين، مؤكدا أنه يوجد تاريخ متفق عليه مع الحكومة المغربية في هذا الشأن.
ونفى الوزير وجود مخاطر بشأن استيراد إسبانيا للغاز الجزائري لأن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون شدد على ضمان استمرار تزويد إسبانيا بالغاز.
وفي انتقاد شديد للحزب الشعبي ويشكل سابقة، قال ألباريس إن حزب الشعب “ينزلق بشكل خطير إلى منعطف مناهض للمغرب في مواقفه السياسية، ويريد العودة بنا إلى زمن أزمة جزيرة ثورة، وهذا سلبي للغاية حتى على سبتة ومليلية”. وتكهن بأزمة كبرى مع المغرب إذا عاد الحزب الشعبي إلى السلطة.
وتعتبر تصريحات وزير الخارجية سابقة، إذ لأول مرة يصدر اتهام عن حزب خاصة في الحكم ضد آخر بتهمة معاداة المغرب.
وكانت أزمة جزيرة ثورة، في يوليو 2002، الأخطر من نوعها بين المغرب وإسبانيا خلال الأربعين سنة الأخيرة.
وعمليا، زاد الحزب الشعبي المعارض، والذي يتناوب على السلطة مع الاشتراكي، من حدة انتقاداته للعلاقات بين مدريد والرباط بشكل لافت. ويستشف من تصريحات الوزير اتهامات مبطنة للحزب الشعبي بأنه “عنصري” ضد المغرب.