فن الراي في “موازين” مع الشاب بلال .. ليلة الكلمة والإيقاع

0
 مابريس / الرباط (ع.د سعيد الشضمي)
اقتنص عشاق فن الراي، في الرباط وخارجها، اللحظة القوية التي أتاحتها الدورة 13 لمهرجان “موازين .. إيقاعات العالم” فكانوا في الموعد، مساء الاثنين، متشوقين إلى لقاء نجمهم الشاب بلال.

وكالعادة، استقبل الفنان الجزائري بترحاب مدهش لتنطلق فصول أمسية استثنائية غنى خلالها بلال أنجح القطع التي تراوحت بين القديم والجديد، وإن كان ناظمها المشترك إيقاع حركي نشيط وكلمة مؤثرة ذات حس اجتماعي وشعبي.

وتقاسم الجمهور مع الفنان نجومية الحفل، إذ ردد بشكل عارم كلمات الأغاني وإيقاعاتها، ليرفع من حرارة الموعد الذي لم تؤثر عليها فقرات متزامنة قوية في “موازين”، لعل أهمها الحفل الذي أحياه الفنان البلجيكي الظاهرة ستروامي على المنصة الدولية للسويسي.

وبدا الشاب بلال، الذي أضحى ضيفا منتظما للتظاهرات الفنية عبر المغرب، سعيدا بالوفاء المتبادل مع جمهور يعد بعشرات الآلاف، دأب عل استقباله والتفاعل معه بنفس الشغف.

وكان فنان الراي الجزائري قد وصف مهرجان “موازين .. إيقاعات العالم” بأنه الأفضل على الصعيد العالمي.

وقال، في ندوة صحافية قبيل الحفل، إن “موازين هو أحسن مهرجان في العالم … بدون مجاملة”، مضيفا أنه لا يعرف مهرجانا يستقطب هذه القائمة الضخمة من نجوم الأغنية العربية والغربية، وهو ما يشكل مصدر سعادة له كفنان عربي.

وعن أسلوبه الغنائي الذي طبع مسيرته الناجحة، أوضح بلال أنه يختار نصوصه من صلب حركة المجتمع والسلوكيات الاجتماعية المنتشرة، إذ يهمه أن يضع الأصبع على ما يراه معيبا في تصرفات الناس وعلاقاتهم مع بعضهم ومحيطهم.

وتابع، متأملا في مضامين أغنياته، “لدي يقين بأن حكوماتنا ليست سبب كل المشاكل التي نعيشها في العالم العربي. أؤمن بأن الفرد بسلوكه وتنشئته يملك مبادرة إحداث التغيير المنشود كي نرقى الى مستوى غيرنا من المجتمعات المتقدمة”.

واعتبر أن ما يميزه عن الصيغ التقليدية المتداولة لفن الراي هو تخصصه في تقديم “الراي الاجتماعي”، الذي ينصت إلى تطور المجتمع، مشيرا إلى أن النصوص التقليدية كانت محدودة على هذا الصعيد. أما على مستوى الأسلوب الموسيقي، فأبرز بلال أنه لا يتردد في مزج إيقاعات متنوعة من الشعبي والكناوي وغيرها.

ازداد الشاب بلال سنة 1966 بشرشال بالجزائر حيث ترعرع مع جده في وهران ليتعلم آلة القيتارة في معهد موسيقي. أسس فرقته الأولى التي كانت تغني في الحفلات الخاصة ليهاجر لفرنسا سنة 1989 بحثا عن فرص أخرى. ودشن انطلاقته القوية نحو الشهرة الواسعة بألبوم صدر له سنة 1997، لتتوالى النجاحات بفضل توليفة مجددة بين قوة الكلمة وسلاسة اللحن وجودة الأداء.

قد يعجبك ايضا

اترك رد