فنانون يشكون ضيق الحال ويطلبون تدخل الحكومة قبل فوات الأوان

0

مع استمرار حالة الطوارئ الصحية، تتأزم وضعية أغلب الفنانين المغاربة أكثر، بعد أن انسدّ مصدر رزقهم بالكامل، جراء إلغاء جميع الأنشطة الفنية، منذ 5 مارس الماضي، في إطار الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات العمومية لإبطاء انتشار فيروس “كورونا” المستجد.

الوضعية الحالية التي يعيشها أهل الفن دفعت مجموعة من أبرز الفنانين بجهة سوس ماسة إلى إطلاق حملة، أو صرخة كما سمّوها، تحت شعار (Yoda#، كفى#) للتعبير عن احتجاجهم على وضعيتهم، وعلى عدم التفات الحكومة إليهم، إذ إن كثيرا من الفنانين يعانون أصلا من وضعية صعبة، في ظل قلة فرص العمل، وجاءت جائحة كورونا لتعمّق أزمتهم”.

“لقد أطلقنا هذه الصرخة لأننا مقصيون من رؤية الحكومة لنا كفنانين، ولوضعنا الحالي في ظل هذه الظروف العصيبة”، يقول هشام ورقة، ممثل ومخرج مسرحي، عضو تنسيقية الفنانين بجهة سوس ماسة، ذاهبا إلى القول إن جائحة كورونا “كشفت لنا أن الفنان ليس سوى مواطن “جوطابل” (ذو صلاحية محدودة) لَدى هذه الحكومة”.

وأضاف أن ما يكرّس هذه القناعة لدى الفنانين هو أن الحكومة لم تسنّ قوانين لحمايتهم، “وإن كانت هذه القوانين موجودة فلماذا لم يُصادَق عليها؟ ولماذا لم تطبق؟”، يتساءل المتحدث، قبل أن يجيب عن سؤاله بالقول “الجواب عن كل هذه التساؤلات هو أنهم لا يريدون تقنين وهيكلة الميدان. ولو أرادوا لقاموا بذلك. انظر إلى عدد القوانين التي تم تنفيذها في وقت وجيز في هذه الظروف”.

وسبق لإحدى الهيئات النقابية الممثلة للفنانين أن أعلنت أن الوزارة الوصية على قطاع الثقافة ستشرع في صرف مستحقات الفرق المسرحية التي تربطها شراكات مع الوزارة، ابتداء من 25 أبريل الماضي، بعد تزايد شكاوى الفنانين من تداعيات حالة الطوارئ الصحية؛ لكن هشام ورقة يعتبر أن هذا غير كاف، “لأن عدد الفنانين الذين لا يربطهم أي عقد مع وزارة الثقافة أكبر بكثير من الذين ينتظرون الحصول على ما تبقّى من مستحقاتهم”.

واختار الفنانون، الذين أطلقوا الحملة وينتمون إلى مختلف الفنون من موسيقى ومسرح وسينما وتشكيل ورقص وغيرها، نشر مضمون شكلهم الاحتجاجي على صفحاتهم في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، مرفوقا بصورهم الشخصية بالأبيض والأسود في وضعية مقلوبة، “تعبيرا عن الوضعية المقلوبة للفنانين”.

أما إزاحة الألوان الطبيعية عن الصور، وإحالتها إلى الأبيض والأسود، فيعكس “الحزن العميق الذي تموج به دواخل الفنانين، إلى درجة أنه لم تعد ثمة ألوان في حياتنا”، يقول هشام ورقة، معتبرا أن معظم الفنانين يعانون في صمت، وحاضرهم كما هو مستقبلهم، مبني للمجهول.

ويشتكي الفنانون بجهة سوس ماسة من “احتكار” القنوات التلفزيونية العمومية، ومن حصر الفرق المسرحية المستفيدة من دعم وزارة الثقافة على التي تتمركز في محور الدار البيضاء- الرباط، مطالبين بتفعيل آلية الجهوية المتقدمة التي دعا إليها الملك، من أجل ضمان المساواة في الفرص بين جميع الفنانين.

 

اترك رد