فلسطين … دراهمنا و دعواتنا أخر ما يحتاج إليه شعبهم

0

مابريس / يونس حسنائي

 

ماذا يمكننا أن نفعل لنصرة فلسطين بعيدا عن الشعارات و المظاهرات الفارغة و التي لا طائل منها و لا جدوى ، هكذا حالنا كل عام يتم قصف المدن الفلسطينية بطائرات و دبابات الكيان اللقيط مخلفة عددا من القتلى و الجرحى ، أرامل و أيتام في كل منزل و صياح و عويل في كل مكان… كاميرات تلتقط صورا لأبشع الجرائم، و قنوات تلفزية تنقل حدثا أشبه بقيام الساعة …فترى الدماء تغلي في عروق الشعوب و تنطلق الحناجر معلنة عن استنكارها لهذه الإبادة و هذا الظلم ، مظاهرات في كل مكان في العالم من روسيا حتى بريطانيا الى استراليا و كندا و صولا الى الخليج العربي و دول شمال افريقيا، الكل يصرخ بأقصى ما أوتي من قوة ، و نساء تبكي بحرقة متأثرات بما وصل إليه حال أهل فلسطين، رافعين لافتات كتب عليها عبارات تستنكر هدا العدوان … لكن ماذا بعد ؟ هل حررت فلسطين ، هل اوقف العدوان الإسرائيلي هجماته ؟ هل تم محاسبة من ارتكبوا تلك الجرائم ، هل ردت للشعب الفلسطيني و العربي كرامته ، لكن ماذا بعد: هل تم دحر الغزو الإسرائيلي و جلاء القوات الإسرائيلية و رجوع كل إسرائيلي من حيث أتى إلى بلده الأم ؟ هل تم تشكيل حكومة فلسطينية موحدة تحت راية فلسطين الكبرى و تكوين جيش قوي بعتاد قوي. ماذا بعد كل هذا الصراخ و هذا العويل؟ بطبيعة الحال …لا شيء ..لا شيء تغير …سوى أن كرامتنا قد سلبت أكثر و أن عدد القتلى قد ارتفع أكثر و شردت عائلات أكثر و رملت نساء أكثر … و تقوى الجيش الإسرائيلي أكثر و أضحى انف العرب في الطين أكثر فأكثر لم يتغير شيئ ابدا …مجرد قمامة عربية طارئة ستعقد هنا أو هناك ليتم الخروج من تلك القمامة بخفي حنين … و بضع دريهمات و دنانير و مساعدات غذائية و بضع دعوات ربما و هي اخر ما يحتاجه الشعب الفلسطيني منا نحن . و نعود إلى سؤالنا الأول ماذا يمكننا أن نفعل لنصرة فلسطين بعيدا عن المسرحيات و الملحمات الساذجة ..؟ ، فالحرب مع هذا الكيان حرب خاسرة لا محالة و لا داعي للمزايدات و لنكن منطقيين أكثر …فميزانية البحث العلمي لجامعة واحدة فقط في اسرائيل تعادل مجموع ميزانيات البحث العلمي بجميع الدول العربية ….الجيش الإسرائيلي مزود بأحدث الأسلحة و الوسائل التكنولوجية بدعم من أمريكا بالطبع و ما خفي كان أعظم … الإعلام و الاقتصاد بقبضة لوبيات الاقتصاد و الإعلام بالعالم و الذين هم أصلا يهود إسرائيليين . بمعنى اصح و اشمل أن ثالوث القوة العالمي بيدهم هم و الذي هو الإعلام و المال و السلطة … و لا يمكن بل من المستحيل هزيمة هذا الكيان إلا بالاستحواذ و السيطرة على هذا الثالوث العالمي و إلا فلننسى القضية الفلسطينية إلى الأبد . أما السبيل إلى السيطرة على هذا الثالوث فطريقه طويل و يحتاج إلى الصبر و إلى وعي تام و إحساس بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقنا . و إلى التدقيق و التحليل بعيدا عن المغريات الخارجية ، و إلى تخطيط شامل و موسع و متكتم نوعا ما . فلا يهم متى أو كيف سنحرر فلسطين و لكن ما يهم هو أن تبقى الفكرة خالدة و نسعى إلى العمل من اجلها مهما تطلب الأمر من وقت أو مال أو جهد …أما خيار السلاح فهو أخر خيار سنلجئ له لان القوة و المال و الإعلام في يدنا آنذاك و سنكون أسياد العالم بكل فخر …

قد يعجبك ايضا

اترك رد