وأمتعت هذه الفرقة عشاق الراب، الذي حجوا، من مختلف الأعمار، إلى منصة السويسي المخصصة للموسيقى الدولية في ثالث أيام مهرجان “موازين .. إيقاعات العالم”، بريبرتوار موسيقي مناهض للعنصرية والظلم الاجتماعي والانغلاق ومبشر بقيم العدالة والتسامح والانفتاح.
وفي قالب راق يمزج بين أحاسيس قوية وكلمات معبرة وألحان متجددة، روى الملهمون بإيقاعات بلاد الساموراي وعشاق الحضارة المصرية القديمة كما تدل على ذلك أسماؤهم الفنية، أكيناتون، وسوريكن، وكيوبس، وإيمهوتيب، وكيفرن، تفاصيل الحياة في مرسيليا، وقصص أبناء الضواحي الفرنسية، ومعاناة الإنسانية حول العالم.
وغنت الفرقة، في ظل حضور لافت للسياح وأفراد الجالية الفرنسية بالمغرب، أشهر أغاني الفرقة، انطلاقا من ألبومها الأول “بلانيت مارس”، مرورا بالألبوم الذي كرسها مرجعا في الراب الفرنسي، “ليكول دو ميكخو دارجون”، ووقوفا مليا عند آخر ألبومات المجموعة الصادر السنة الماضية، “آر مارسيان”.
واستمتع الجمهور المتحمس بالأغاني الشهير للفرقة من قبيل “ليكول دو ميكرو دارجون”، و”ني سو لا ميم إطوال”، ورقص على إيقاعات الأغنية الشهيرة “جودونس لاميا”، وكذا “لاساغا” و”بوجي لاطيط” و”لومبير دو كوطي أوبسكير”، كما وقف على أسباب الغضب مع أغنية “لي ريزون دولا كولير”، ووافق على أن الغد الجميل ما يزال بعيدا مع أغنية “دومان سي لوان”، قبل أن يقرر الانطلاق بمعية المجموعة كالساموراي تماما مثلما تقول لازمة أغنية “ساموراي”، “جو بارتيري كوم لو ساموراي”.
وأبدى أعضاء الفرقة، طوال مدة الحفل، إعجابهم بالتجاوب الكبير للجمهور مع أول حفل للمجموعة بالمغرب، وأصروا إلا أن يفاجئوه، في نهاية الحفل، بالتقاط صورة ضمت أعضاء الفرقة والجماهير الحاضرة التي شكلت خلفية الصورة.
وقال أكيناتون، العضو البارز في مجموعة الراب الفرنسية المعروفة، “آيام”، خلال ندوة صحفية قبيل الحفل، إن المجموعة تطمح إلى مزج الراب الفرنسي بالألوان الموسيقية التقليدية المغربية.
وأوضح فيليب فراجيوني، الملقب بأكيناتون، أن الموروث الثقافي المغربي غني بالإيقاعات “التي يمكن أن تقدم إضافة نوعية للموسيقى التي نؤديها”.
واعتبر أن الحضور الكبير للراب في المغرب منذ سنوات يعد أمرا “طبيعيا” ينسجم مع التراث الثقافي الشفهي في المغرب والعالم العربي، ويعكس توجها عالميا نحو الإيقاع، مبرزا أنه سبق له شخصيا التعاون مع مجموعة الراب المغربية الفناير.
وأبرز أن الجمهور المغربي مولع بالموسيقى عموما والراب على وجه الخصوص، مشيرا إلى توصل المجموعة بالكثير من الرسائل من الجمهور المغربي للقدوم إلى المملكة.
من جهة أخرى، شدد أكيناتون، الذي كان مرفوقا بأعضاء المجموعة، على الحاجة الملحة إلى انخراط أكبر من الفنانين للتصدي لقيم الانغلاق التي ينادي بها اليمين العنصري بفرنسا، داعيا إلى توجه فني ملتزم يأخذ مواقف صريحة ضد العنصرية ورفض الآخر المختلف.
وحول استمرارية المجموعة، أكد أعضاء المجموعة أنه على الرغم من عدم التوقيع بعد على عقد يقضي بإنجاز أعمال جديدة للمجموعة، فإنها ستواصل إحياء الحفلات بشكل جماعي.
وتعتبر فرقة “آيام” من الفرق الموسيقية المتمرسة في فن ‘الهيب هوب’ الفرنسي منذ سنوات التسعينيات، كما تعد أول فرقة أدت هذا الأسلوب لتسجل نقطة تحول في تاريخ الموسيقى الحضرية إلى جانب فرقة (إن.تي.إم) وفرقة أساسان.
وتعد هذه الفرقة، التي تأسست سنة 1988، أيقونة أسلوب “الراب” الفرنسي منذ 25 سنة، حيث تمتلك حضورا بالمنصات الفرنسية والدولية منذ ما يزيد عن عشرين سنة، كما قامت بكتابة وتسجيل عدة أغاني لها ولفنانين آخرين.