فتاة من إقليم سيدي قاسم تستحضر ظروف إعاقتها في حادثة سير وإفلات المسؤول من العقاب
مابريس / نسيم السعيدي
تخلل اللقاء الذي نظمته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مؤخرا بمدينة سيدي قاسم بمناسبة ذكراها الخامسة والثلاثين شهادة مؤثرة لفتاة تنحدر من عائلة فقيرة بضواحي مدينة سيدي قاسم (مشرع بلقصيري) كانت ضحية حادثة سير أقل ما يقال عنها أنها مروعة ودنيئة، ولا زالت هذه الحادثة تمثل لحد الآن نموذجا صارخا للإفلات من العقاب. وتعود تفاصيل الواقعة حسب الفتاة الضحية إلى حوالي سنة ونصف حين صدمها شاب لم يكمل بعد الثامنة عشر من عمره بسيارة كان يقودها، تبين في ما بعد أنها في ملكية أحد باعة المخدرات والذي تربطه بوالد الجاني علاقة شخصية استنادا لعدة مؤشرات. الحادثة المشؤومة تسببت للفتاة بإعاقة جسدية خطيرة على مستوى الظهر والحوض، من تبعاتها اضطرارها لاستعمال الحفاظات من أجل قضاء حاجتها منذ تاريخ الحادثة. وفي إطار مطالبتها بمتابعة الشاب المتهور المسؤول عن صدمها تعرضت للمماطلة والتسويف وأحيانا التهديد إذ رفض المحامون تبني قضيتها والدفاع عنها ونصحوها بطي الملف حفاظا على حياتها. وهكذا فشلت مساعيها لانتزاع حقها وتبخرت آمالها في تحقيق العدالة لكون الشاب هو ابن مسؤول أمني رفيع وأحد أعيان المدينة. قصة هذه الفتاة تبين كيف تغيب العدالة في العديد من النزاعات القضائية، وتوضح إلى أي حد تصل معاناة الفقراء بسبب تسلط أبناء الأغنياء وأصحاب المناصب العليا