غيمس يتوج بجائزة موسيقية مرموقة ويُسلط الضوء على أزمة غوما
جوائز “فيكتوار” تحتفي بالموسيقى المتنوعة وتكرّم أسماء بارزة
شهدت جوائز “فيكتوار” للموسيقى لهذا العام احتفاءً كبيرًا بتنوع المشهد الفني، حيث حصد مغني الراب الكونغولي-الفرنسي غيمس جائزة مرموقة، معبرًا عن سعادته بالتكريم الذي جاء من متخصصين في المجال الموسيقي، معتبرًا ذلك “شرفًا كبيرًا” لمسيرته الممتدة لأكثر من عقد في صدارة التصنيفات.
ويعكس فوز مغني راب بهذه الجائزة، بعد تتويج غازو العام الماضي، استمرار انفتاح الحفل على أنواع موسيقية متنوعة، رغم تركيزه الأساسي على موسيقى البوب.
واستغل غيمس الفرصة للحديث عن الأوضاع المأساوية في محيط مدينة غوما بجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تتواصل المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين، قائلاً: “ما يحدث هناك غير إنساني”.
تتويج زاهو دي ساغازان بجائزة أفضل فنانة
من جانبها، واصلت المغنية زاهو دي ساغازان حصد الجوائز، حيث نالت لقب أفضل فنانة، مؤكدة مكانتها كواحدة من أبرز الوجوه على الساحة الموسيقية الفرنسية. وفي كلمتها بعد استلام الجائزة، قالت: “أنتم تمنحونني طاقة هائلة، وإذا كنت قادرة على منحكم بعض الفرح من خلال أغنياتي، فهذا يسعدني جدًا”.
أما سانتا، التي تصدرت الترشيحات بأربع فئات، فاكتفت بجائزة أفضل ألبوم عن عملها الأول “Recommence-moi”. وقد افتتحت الحفل بأداء استعراضي مبهر، حيث ظهرت معلقة في الهواء رأسًا على عقب.
وجوه جديدة تتألق في مشهد الموسيقى الفرنسية
على صعيد المواهب الصاعدة، حصلت سولان على جائزة أفضل اكتشاف نسائي، بينما توجت يوى بجائزة أفضل موهبة على المسرح، في حين نال بيير غارنييه جائزة أفضل موهبة رجالية، إضافة إلى جائزة أفضل أغنية أصلية عن أغنيته “Ceux qu’on était”.
وفي كواليس الحفل، عبر غارنييه عن امتنانه لهذا التكريم قائلاً: “إنه تتويج لعام مذهل، ويمنحني دافعًا كبيرًا للاستمرار وعدم الاستسلام”.
احتفاء خاص بالموسيقى الحية والتكريمات الفخرية
أقيمت فعاليات الحفل في قاعة “لا سين ميوزيكال”، حيث تولى الموسيقي المخضرم ألان سوشون رئاسة الحدث، وقدم مع نجليه أغنيته الشهيرة “Foule sentimentale”.
أما في مجال الحفلات الموسيقية، فقد حازت عروض افتتاح وختام أولمبياد باريس 2024، التي أشرف عليها توماس جولي وفيكتور لو ماسن، على جائزة أفضل عرض موسيقي. واستغل جولي الفرصة لتوجيه رسالة حول وضع الثقافة في فرنسا، محذرًا من تقليص الدعم الحكومي لهذا القطاع.
جوائز خاصة ومسارح جديدة للموسيقى
وفي فئة الإبداع السمعي البصري، فاز الفيلم الوثائقي “DJ Mehdi: Made in France”، الذي يروي مسيرة المنتج الموسيقي الراحل دي جي مهدي ودوره في ازدهار موسيقى الراب والإلكترونيك.
كما شهد الحفل تكريم المغنية سيلفي فارتان، التي ودّعت المسرح نهاية يناير عن عمر 80 عامًا، والمغني إيدي ميتشل، الذي يمتلك في رصيده 40 ألبومًا.
إصلاحات لتوسيع التمثيل الموسيقي
لطالما وُجّهت انتقادات لجوائز “فيكتوار” بسبب قلة تمثيلها لموسيقى الهيب هوب، ما دفع المنظمين إلى تعديل نظام التصويت منذ نسخة 2024، عبر إقصاء دور شركات الإنتاج في المرحلة النهائية.
ورغم هذه التعديلات، لا تزال “فيكتوار” منصة بارزة للموسيقى الفرنسية، سواء للاعتراف بالفنانين المخضرمين أو لإطلاق مسيرة المواهب الجديدة، حيث وصفها رئيس الجائزة فينسنت فريربو بأنها “مسرّع مذهل” قد يكون نقطة تحول في مسيرة أي فنان.