على بعد خطوة من “شنغين عسكرية”
إيزفستياعلى بعد خطوة من "شنغين عسكرية"
www.alqurtasnews.com
على بعد خطوة من "شنغين عسكرية"
يشير قسطنطين بوغدانوف في "إيزفيستيا" إلى نية أوروبا إنشاء حلفها العسكري الخاص، ويسأل هل سينجح الاتحاد الأوروبي في ذلك؟
المشروع العسكري الجديد هو "التعاون الدائم في مجال الدفاع" (PESCO). وهو إشارة إلى نية أوروبا إنشاء حلف عسكري خاص خارج الناتو. وبالطبع، فإن هذه المسألة تناقَش منذ سنوات. وبحسب فايننشال تايمز، سينضم نصف أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى هذا الحلف، الذي يتفق إنشاؤه والفقرة السادسة من المادة 42 من معاهدة لشبونة لعام 2007 بشأن السماح بإنشاء بنى مسؤولة عن الدفاع المشترك داخل الاتحاد الأوروبي.
ويؤكد المبادرون إلى إنشاء هذا الحلف عدم منافسته الناتو، وإلى أنه "يعزز تمثيل أوروبا في الحلف". بيد أن من الصعب تقبل مثل هذا التبرير، لأن الاتحاد، إلى جانب هذا، سبق أن بادر إلى إنشاء صندوق موحد للدفاع، ووضع خطط دفاعية وبرنامج موحد لتطوير الصناعات الدفاعية.
ولم يتضح إلى الآن ما هي الدول، التي ستنضم إلى المشروع. بيد أن دول البلطيق هي الأكثر اهتماما به. كما قد تنضم إليه دول ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل النرويج أو بريطانيا، التي انسحبت منه، كما أعلن دبلوماسيون أوروبيون
وإضافة إلى فرنسا، فإن ألمانيا متحمسة جدا لهذا المشروع، لقلقها ليس فقط من الأزمات، التي تنشب داخل الاتحاد الأوروبي، بل وأيضا على موقعها المتميز في سياسة الاتحاد واقتصاده. فقد نشرت مجلة دير شبيغل يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وثيقة من 100 وصفحتين بشأن "الاستراتيجية المستقبلية-2040"، المتضمنة وجهات نظر عن تطور الأحداث في أوروبا، والتي تعتمد عليها برلين عند اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية الأساس. وتضم هذه الوثيقة ستة سيناريوهات عن صورة قاتمة للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تفككه.
ويذكر أن الدول الأوروبية اعتمدت بعد الحرب العالمية الثانية في سياستها العسكرية على الناتو؛ معترفة بالدور الريادي للولايات المتحدة. ولكن، مع نشر مشروعات التكامل في أوروبا، بدأت تظهر مسألة إنشاء بنى عسكرية خاصة خارج إطار الناتو. وقد اتفق الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران والمستشار الألماني هيلموت كول عام 1987 على إنشاء لواء "فرنسي-ألماني مشترك"، تحول في عامي 1992-1993 إلى فيلق أوروبي، انضمت اليه بلجيكا وإسبانيا ولوكسمبورغ لاحقا.
blognews.am
هيلموت كول وفرانسوا ميتيران
هذا، ويشكك كاتب المقال بنجاح المشروع الجديد في ضوء فشل محاولات الأوروبيين الكثيرة إنشاء "جيش أوروبي" عبر التاريخ. وذلك بسبب التناقضات في مثلث باريس-برلين-لندن. ومع ذلك، لا يستبعد قسطنطين بوغدانوف أن يساعد فتور المناخ السياسي الأوروبي، وتفاقم العلاقات مع روسيا، ورغبة ألمانيا في زعامة أوروبا، على البدء بتنفيذ هذا المشروع.
ترجمة وإعداد كامل توما