عبد الهادي الناجي رئيس اتحاد الصحفيين الرياضيين المغاربة يرد على الوزير بايتس: انت لا تعرف مكانة الصحافة الرياضية ونضالاتها والصحفيون الرياضيون سافروا إلى الكاميرون ويتحملون مسؤوليتهم
فاجأنا الرد السريع من الناطق الرسمي للحكومة المغربي، مصطفى بايتاس، عن مطالب الصحافة الرياضية بتخصيص رحلة استثنائية للإعلاميين من أجل تغطية مشاركة المنتخب الوطني المغربي في كأس أمم إفريقيا الكاميرون 2021.
وأكد بايتاس في رد عن أسئلة الصحافيين، أنه لا يتوفر على معطيات تفيد الموضوع، وأن قرار الحكومة بمنع السفر جراء تداعيات جائحة كورونا لم يعرف أي استثناء، مضيفا: “من أراد أن يسافر عليه أن يتحمل مسؤوليته”.
من هنا يظهر أن السيد الوزير لاعلم له بما يجري ويدور بالرغم من تواجده كوزير في حكومة أخنوش …وقد سبق ان ناشد الإعلام الرياضي في الأيام الماضية الجامعة الملكية والحكومة المغربية، بالتدخل وتمكين الإعلاميين من رحلة استثنائية بهدف تغطية مشاركة المنتخب المغربي في كأس أمم إفريقيا بالكاميرون ، لأن القضية وطنية وتهم كل مغربي ومغربية …
وشدد الإعلام الرياضي عبر جمعياته أن التدابير الاحترازية المتمثلة في منع السفر الدولي، تقيد سفراء الصحافة المغربية في القارة، وهو ما يؤثر على المشهد الصحافي الوطني في المحفل.
بالفعل لم يكن أحد من رجال ونساء الإعلام الرياضي ينتظر هذا التصريح الغريب والعجيب للوزير بايتس ، الذي ينم عن عدم المعرفة الكافية والدراية بالدور الذي يضطلع به الإعلام الرياضي النزيه والشفاف في محاربة كل أنواع الفساد الرياضي وتقريب المواطن المغربي الذي يتنفس كرة القدم ، من كل كبيرة وصغيرة ، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالنخبة الوطنية، أو الفرق الوطنية … فالإعلام الرياضي يا سيادة الوزير رافعة أساسية لتقويم كل اعوجاج دفاعا عن الرياضة الوطنية بكل أطيافها ، ولعل الدور الكبير الذي لعبه عشرات الصحافيين الرياضيين في مجال الديبلوماسية الموازية ، دفاعا عن القضايا الوطنية الجوهرية ، ولنا من الأمثلة الشيء الكثير في غياب من يهمهم الأمر …وتاريخ الإعلام الرياضي خير شاهد على ما نقوله.
الصحافيون الرياضيون السيد الناطق الرسمي شدوا الرحال إلى الكاميرون بالرغم من تجاهلكم لهم ، وبالرغم من كلامكم الغير المسؤول ، وكأنهم صحفيون من الدرجة الرابعة ، وسط كل المخاطر منها كورونا ومشتقاتها والمخاوف من الاضطرابات القائمة التي تشهدها المنطقتان الناطقتان بالإنكليزية (جنوب غرب وشمال غرب) في الكاميرون تمرداً مسلحاً تتخلّله مواجهات شبه يومية بين الجيش وجماعات انفصالية … كل هذا يابيتاس إيمانا منهم لأداء مهمة نبيلة وشريفة ومُوَاطِنَة ، وليس للنزهة، أو لإهدار المال العام ، أو لقضاء مآرب أخرى ، فهم جنود مجندون للدفاع عن المكتسبات الوطنية المقدسة ، أم أنك تقول في قرارة نفسك (هذوا غير صحافة الرياضة) ربما ياسيادة الوزير انك غير ملم بالرياضة واقتصادها وما يدر على دول عظمى من سيولة مالية رهيبة …وأحيلك السيد الوزير على الرسالة الملكية بالصخيرات والتي جاءت كفلق الصبح ، لتبدد غيوم الوزير الذي يجهل ماتقوم به الصحافة الرياضية بالرغم من كل الظروف القاهرة ، وماتكبدته من خسائر في ظل الجائحة التي يعرفها العالم …لقد كانت الرسالة الملكية دستورا رياضيا وخارطة لتعبيد الطريق بعد سلسلة من الإخفاقات ، ولم يستثن ملك البلاد الأعلام الرياضي ، وهنا أريد تذكيرك وأحيلك لقراءتها عمقا وجوهرا …وهذه فقرة مما جاء في الرسالة الملكية في مناظرة الصخيرات حول الرياضة : “ولا يفوتنا في هذا المقام، التأكيد على دور الإعلام الرياضي في النهوض بهذا القطاع، باعتباره شريكا لا مندوحة عنه في نهضته المنشودة…”، ان بتصريحكم هذا ظاهره رحمة وباطنه عذاب ، وإهانة لقطاع الإعلام الرياضي ، فغياب المغرب، وتغييب صحافته عن مثل هذه المناسبات يعيدنا الى ضعف السياسة الخارجية ، وماتكبده المغرب من سياسة الكرسي الفارغ ، ففي مثل هذه الاستحقاقات الكونية أو القارية ذات الإشعاع الدولي كهذه، كان حريا بالحكومة ان تتحرك وتعبئ القوى وآليات الإعلام الرياضي والتي تحضر فيها صحافة بلدان أخرى، تثير الزوابع وتتفنن في صناعة الأخبار الكاذبة ، والتي تكن العداء لبلدنا الحبيب”.
يا سيادة الوزير …! احنا مغاربة وصحفيون رياضيون مغاربة نتنفس الوطن …ونتحمل فوق مسؤولياتنا ، ونقوم بواجبنا دون أن نلبس جلباب (تاوزيريت) …ونطلق الكلام على عواهنه …
عبد الهادي الناجي