طبول بوروندي في “موازين” .. تراث استعراضي يوثق ما لم يكتبه التاريخ

0
مابريس / الرباط (نورالدين الشضمي)  
تخطف فرقة “طبول بوروندي” الأضواء في برنامج عروض الشارع التي تصنع الفرجة في عدد من فضاءات العاصمة الرباط، بمناسبة الدورة 13 لمهرجان “موازين .. إيقاعات العالم”.

نالت هذه الفرقة شرف دق طبول البداية في ساحة مسرح محمد الخامس قبيل الحفل الافتتاحي للدورة، حيث تجمهر ضيوف من مختلف الجنسيات حول ظاهرة تراثية اكتست صيتا عالميا منذ تأسيسها عام 1960.

بعد ذلك، تنقلت بعروضها إلى غاية  الثلاثاء بين شوارع فال ولد عمير والمسيرة والحوز ومحج الرياض، لتبث أجواء البهجة بإيقاعات إفريقية تقليدية، لها منزلها الخاص في الوجدان الجماعي المغربي، فضلا عن الجاليات الإفريقية المقيمة التي أفردت لها استقبالا خاصا حيثما اتجهت.

بأزيائها المميزة وطبولها الضخمة، وحركات أعضائها التي تجمع بين البعد الفرجوي والدلالات الإثنولوجية التي تحيل إلى أنماط معيشية تقليدية خلدتها الذاكرة الفنية، جددت هذه الفرقة، التي شاركت في العديد من المهرجانات المغربية، صلتها بالجمهور في لحظات تفاعل تلقائية.

ويقول رئيس الفرقة نياغابو غابرييل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المجموعة تخلد، من خلال عروضها، تراثا فنيا يمتد إلى قرون، إذ يعود إلى تأسيس مملكة بوروندي في القرن 16، حيث اقترن ضرب الطبل بتقاليد المحافل الملكية. بهذا المعنى، تكون الفرقة حافظا أمينا لتاريخ غير مكتوب مغرق في القدم، ووثيقة حية لنظام اجتماعي وثقافي عتيق.

ويفسر هذا الارتباط بعض الجوانب الاستعراضية الحركية في عروض الفرقة، فحين يقوم العضو بحركة يدوية حول الرأس، بعد ضربة على الطبل وأخرى، إنما يوثق قصة ذلك القسم الذي كانت تؤديه فرق الطبول عبر القرون، بالوفاء الدائم للملك، والاستعداد لتقديم رؤوسهم فداء له.

أما باقي الحركات الاستعراضية، يضيف غابرييل، فهي، على غرار بعض الأنماط التراثية في المغرب، تجسد مشاهد نمطية في الحياة التقليدية لشعب بوروندي، في الزراعة والقنص والاحتفالات الطقوسية.

ولم يخف قائد الفرقة، باسم زملائه، سعادته بالعودة إلى المغرب بعد تجارب ناجحة قادتهم إلى مهرجان فاس للموسيقى الروحية وتظاهرات أخرى في مراكش وأكادير، بالإضافة إلى “موازين” الرباط. 

من هذه الجولة وغيرها عبر العالم، أكد نياغابو غابرييل أن الفرقة، التي تشكل الموسيقى، بالنسبة إليها، عنصرا مقدسا ومرتبطا بالتجديد والخصوبة، تستفيد الكثير في تطوير تجربتها الاستعراضية، التي نضجت وتلاقحت مع غيرها لتثمر اليوم واحدة من أبرز فرق الطبول في العالم.

وبالإضافة إلى “طبول بوروندي”، تحيي فقرات برنامج عروض الشوارع بمهرجان “موازين” مجموعات بارزة في مجال الاستعراض من قبيل “طبول المغرب” و”بوليود ماسالا” و”أسامة باند” و”أفوس باب” و”هوت 8 براس باند” وفرقة “حلم الأعالي” و”ذي أولوايز درينكينغ”.

قد يعجبك ايضا

اترك رد