مابريس / العربي ماحي
المنظر مقزز من نافذة البيت الذي يطل على مقبرة سيدي بنور المهجورة بحي الحارة بمراكش. هكذا علق ساكن قاده حظه العاثر لأن يجاور الموتى، أما الأحياء فهم صغار يافعون، رمت بهم الحياة بين دروب الانحراف، حتى أضحت المقبرة ملاذهم الوحيد. كان المنظر قاس جدا، حين لمحت سيدة من نافذة بيتها يافعين يمارسان الجنس على بعضهما البعض في ركن من أركان المقبرة التي يطل عليها بيتها.
صرخت بأعلى صوتها حتى استيقظ كل من في البيت. والحقيقة أن هذه ليست المرة الأولى، فالمفبرة باتت ملاذا مفضلا للمشردين و المدمنين، لكن الأمر يتعلق هذه المرة بيافعين في وضعية صعبة. هم أطفال يعيشون في الشارع. معاناة سكان الحي لا حصر لها مع المشاهد الصادمة لأطفال صغار يأتون، ليمرروا الأكياس البلاستيكية المحشوة بمادة “السيلسيون” بين بعضهم البعض، وعندما ينتهون منها يقذفون بها فوق العشب. يبحثون عن أشياء بين العشب، لا أحد سواهم يعلم ماهي، إذ ما الذي يمكن أن يخبأه عشب المقبرة. عندما يحل الظلام يغادرون في اتجاه المجهول. آنذاك يحل مكانهم من هم أشد صلابة و أوغل إجراما. المدمنون و المجرمون بشتى تلاوينهم. وجوه تتكرر و أخرى تأتي مرة واحدة و لا تعود. هذا هو حال الأحياء المجاورة لمقبرة سيدي بنور بحي الحارة التي تحولت لمأوى يجمع كل من لفظته حياة أسرية مستقرة، ليمارس طقوس الانحراف هناك بين القبور المنسية. ورغم شكايات الساكنة المتعددة إلا أنها لم تلق استجابة من قبل المسؤولين الذين فضلوا أن ينهجوا سياسة النعامة.
م : اليومي الصحفي