تعمل الشركات الصينية للقطارات فائقة السرعة جاهدة لإبرام المزيد من الصفقات في الأسواق الخارجية، وخاصة الولايات المتحدة. وقال نائب رئيس شركة (سي إن آر) يوي وي بينغ، وهي إحدى أكبر شركتين صينيتين لصناعة معدات السكك الحديدية، إنها ستتخذ من الولايات المتحدة هدفا استراتيجيا لها، وذلك بعد نجاحها في إبرام عقد مترو بوسطن، حيث تعد هذه الصفقة الأولى من نوعها لدخول الشركات الصينية السوق الأمريكية. وكانت الشركة قد أبرمت في يناير الماضي، صفقة لتصدير قطارات أنفاق إلى الولايات المتحدة لتجهيز خطين من مترو بوسطن. وبموجب الاتفاق ستبيع الشركة الصينية 284 قطارا بقيمة 118ر4 مليار يوان (حوالي 670 مليون دولار) للجانب الأمريكي. وبهذا تكون شركات السكك الحديدية الصينية قد أوجدت لها موقع قدم في كل القارات الست. وأضاف مسؤول الشركة أن مؤسسته تخطط أيضا لإقامة قاعدة للبحوث والتطوير بالولايات المتحدة لتصنيع بعض قطارات مترو الأنفاق محليا، مشيرا إلى أن الشركة تبحث الآن عن فرص أكثر في مدن أمريكية أخرى مثل نيويورك وواشنطن. تجدر الإشارة إلى أن الصين صدرت معدات السكك الحديدية إلى أكثر من 80 بلدا ومنطقة حتى الآن. ففي العام الماضي وحده، بلغت قيمة الصادرات الصينية من قاطرات السكك الحديدية نحو أربعة ملايير دولار، ما يمثل 10 بالمائة من حصة الأسواق العالمية. وإضافة إلى ذلك، ساهمت شركات صينية في إنشاء 348 مشروعا للسكك الحديدية خارج البلاد خلال 2014، حيث بلغ إجمالي العقود الموقعة 7ر24 مليار دولار. كما وقعت أكبر شركتين صينيتين في القطاع اتفاقيات خارجية بلغت قيمتها 6 ملايير دولار في العام الماضي، بزيادة تفوق 60 بالمائة، على أساس سنوي. وأعلنت الشركتان اللتان تعتبران صانعين رئيسيين للقطارات فائقة السرعة الصينية عن اندماجهما في 30 دجنبر الماضي، لتصبحا بذلك أكبر مجموعة لصناعة معدات السكك الحديدية في العالم. وفي السياق نفسه، أشار بعض الخبراء إلى أن هذا الاندماج سيجنب البلاد مشاكل التنافس الداخلي وسيشكل قوة لرفع تحدي التنافس الدولي، خاصة في ظل شق القطارات الصينية فائقة السرعة طريقها نحو الأسواق الخارجية، حيث تجري الصين مفاوضات بشأن مشاريع قطارات فائقة السرعة مع 28 بلدا من بينها الولايات المتحدة وروسيا والبرازيل وتايلاند. من جهة أخرى قال المتحدث باسم شركة الصين للسكك الحديدية، إن الصين وروسيا شكلتا فريق عمل للدفع بمشروع الربط بين موسكو وكاشغار في منقطة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم، بشمال غرب الصين. وأكد أن الشركة قد أسست شركة دولية في دجنبر الماضي، بغرض بناء منصة تمكن من تعزيز الاتصالات مع نظراء دوليين. من جانبه صرح نائب المدير العام لقسم الشؤون التجارية في بنك الصين للتصدير والاستيراد، أن البنك يساهم في تعزيز مجموعة من مشاريع السكك الحديدية، من ضمنها مشروع للخط فائق السرعة بكاليفورنيا في الولايات المتحدة، مضيفا أن البنك قدم 13 مليار دولار من القروض لفائدة 35 مشروعا خارجيا ذي صلة بتصدير معدات السكك الحديدية وإنشاء الخطوط الحديدية، حتى نهاية يناير من العام الجاري.
