شرح ملح : (ملايير) تأهيل شارع إبن سينا بالخميسات….العودة إلى واجهة النقاش.. ومطالب بالكشف عن طرق صرفها.
بقلم: عبد السلام احيزون.
يعود الحديث من حين لآخر في الاوساط المحلية والاقليمية بمدينة الخميسات،عن مشروع “تأهيل شارع إبن سينا” الذي صرف عليها مايقارب 6 مليار سنتيم بغرض تأهيله من طرف المجلس الإقليمي السابق في عهد رئيسه النائب البرلماني عن دائرة الخميسات والماس التابعة لعمالة إقليم الخميسات.عودة الحديث عن هذا المشروع الضخم الذي قيل عنه الكثير والكثير منذ انطلاقته الأولية إلى حين توقف الأشغال به وصولا الى تتبيث عمود للتشوير الطرقي داخل الشارع العام،وهو الأمر الذي خلق جدلا واستياءا واستنكارا لدى ساكنة الخميسات عاصمة إقليم زمور زعير التابعة لجهة الرباط سلا القنيطرة ولدى العديد من الفعاليات الجمعوية والسياسية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي وكذا لدى أبناء المدينة بديار المهجر،عن هذا الاستهتار والاختلالات غير المبررة وتشويه جمالية المدينة.
مشروع تأهيل شارع إبن سينا،عرف(التهليل)له من طرف رئاسة المجلس الإقليمي للخميسات حينها وتم تنظيم لقاءات واجتماعات وكذا إعطاء تصريحات صحفية هنا وهناك،باعتبار أن تأهيله وإخراجه إلى حيز الوجود يعتبر(نصرا ميينا) لدى ذات الرئيس ومن كان يدور في فلكه…حيث صرح ذات الرئيس في إحدى خرجاته قائلا:(شارع إبن سينا بالخميسات سوف يصبح مثل شارع النخيل بحي الرياض )،وهو مااثار موجة من الضحك والاستغراب والتعجب انذاك…لكن الواقع الحالي وما أنجز من تأهيل بشارع إبن سينا ،يبقى ناقصا للعيان ظهرت عليه عيوب كثيرة لاتحصى ولا تعد واختلالات لم تكن في مستوى تطلعات ساكنة الخميسات،التي طالبت الجهات المعنية الوطنية من وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للحسابات ،بربط المسؤولية بالمحاسبة. وإخراج التقارير التي أنجزت حوله إلى حيز الوجود والكشف عن تفاصيلها بكل جدية وتجرد…ومعرفة مبلغ 6 مليار سنتيم الذي خصص لشارع إبن سينا،هل صرفت عنه أم ماذا حدث في ظل الحالة التي يوجد عليها حاليا؟؟خاصة أن هذا المشروع، عرف دخول حماة المال العام بالمغرب،على الخط مع تقديم شكاية في الموضوع حوله إلى القضاء الذي أحالها بدورها إلى النيابة العامة بغرض التحقيق فيها وكل من له صلة من بعيد أو قريب بملايير شارع ابن سينا!!.
وسبق للجمعية المغربية لحماية المال العام،تقديم شكاية إلى الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بالرباط،بخصوص “افتراض وجود شبهة فساد واختلالات مالية وقانونية وتدبيرية بالمجلس الإقليمي للخميسات وتتعلق الاختلالات التي أشارت إليها الجمعية في شكايتها أساسا بإبرام الصفقات العمومية والأشغال المنجزة بناء على ذلك،وعلاقة مكتب دراسات معروف بالصفقات المبرمة.
وعبر محمد الغلوسي رئيس الجمعية عن أمله حينها،في أن يحرك الوكيل العام للملك البحث التمهيدي في هذه القضية، ويحيلها على الشرطة القضائية المختصة،قصد الإستماع لواضعي الشكاية،وتحريك المتابعات القضائية ضد المتهمين المفترضين،وذلك تفعيلا لدور السلطة القضائية في محاربة الفساد والرشوة ونهب المال العام، ومن أجل القطع مع الإفلات من العقاب في الجرائم المالية والاقتصادية في إطار ربط المسوؤلية بالمحاسبة.وسجل الغلوسي، افتقار إقليم الخميسات للبنيات التحتية والخدمات العمومية،حيث يواجه أهله التهميش والإقصاء نتيجة تغول بعض مدبري الشأن العمومي وانصرافهم لمراكمة الثروة عن طريق توظيف المركز الوظيفي والقرار العمومي للاغتناء غير المشروع.
ويأتي هذا في الوقت الذي تنعدم فيه برامج تنموية واستثمارية بالإقليم، والتي بإمكانها أن تساهم في خلق مناصب الشغل وخلق الثروة وانتشال الشباب من الفقر والبطالة ..في ظل إفلات المسؤولين عن هذا الوضع من العقاب والمحاسبة.وفي سياق اختلالات المجلس الإقليمي للخميسات السابق،أشار رئيس الجمعية إلى أن أمطارا قليلة انذاك في الشهور الماضية،عرت هشاشة وفساد البنيات التحتية، ووضعت شعارات المجالس المنتخبة حول التنمية وغيرها من الشعارات البراقة على المحك، وهو ما يقتضي اليوم تحريك المتابعة في حق المسؤولين عن هذا الوضع.
يذكر،أن مبلغ 6 مليار سنتيم الذي خصص لتأهيل شارع إبن سينا بالخميسات،كان بغرض
توسيع وإنجاز وتقوية الطريق واحداث قنوات تصريف مياه الأمطار وإنشاء البالوعات وعلامات التشوير الافقي والعمودي وإنشاء المدارات وتهيئتها ووضع التجهيزات الحضرية اللازمة وإنشاء المساحات الخضراء على طول الطريق واحداث وتوسيع شبكة الإنارة العمومية وتهيئة الأرصفة.
لتبقى الأسئلة مطروحة وبكثرة في ظل سخط ساكنة إقليم الخميسات، التي ملت من الوعود الكاذبة واغتناء فاحش لبعض الأسماء السياسية في رمشة عين وأمام أنظار المسؤول الترابي الأول و ممثل رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله بإقليم الخميسات،العامل منصور قرطاح الذي له حاليا وتقريبا عشر سنوات من المسؤولية و الذي (يعاتبه) أهل زمور زعير،عن تقاعسه غير المفهوم للقيام بدوره المحثم عليه بالزجر والعزل والمحاسبة….خاصة بعد تداول صور وفيديوهات تتبيث عمود للتشوير الطرقي داخل الشارع العام بالخميسات الذي علق عليه البعض:( الم يخرج سيادة العامل قرطاح المحترم من مكتبه “المكيف” ويمر من شارع إبن سينا ليرى بنفسه مهزلة واضحوكة ذاك العمود )؟…
“ان الآراء التي جاءت في المقالة لا تعبر بالضبط عن رأي موقع مابريس وإنما تخص كاتبها”.