ريال مدريد يعاني في دوري الأبطال دون راموس
وكالات
يتم احتساب سلطة ونفوذ لاعب في فريق من خلال مساهمته فوق أرض الملعب ومع الأضرار الناجمة عن غيابه. وبهذا المعنى، لا توجد خسارة يعاني منها ريال مدريد في أوروبا أكثر من غياب قائده ونجم دفاعه سيرجيو راموس.
رجال المدرب الفرنسي زين الدين زيدان يواجهون المباراة الأصعب لهم يوم الجمعة المقبلة، 7 أغسطس 2020، في ملعب الاتحاد، حيث يحتاج لعمل «ريمونتادا» أمام مانشستر سيتي وتجاوز نتيجة الهزيمة في الذهاب 1-2 في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعبه سانتياجو برنابيو، بل عليه القيام بذلك بدون قائده الروحي راموس الذي تحصل على البطاقة الحمراء في مباراة الذهاب بعد إسقاطه لجابرييل جيسوس.
الماضي يؤكد أن ريال مدريد بدون راموس ينهار: لم يفز الفريق الأبيض إلا بواحدة من آخر سبع مباريات لعبها في منافسات دوري أبطال أوروبا بدون قائده، وكانت هذه المباراة قبل خمس سنوات أمام شالكة (0-2) في 4 فبراير 2015.
الأرقام محبطة: خمس هزائم وتعادل وانتصار واحد فقط منذ غيابه في 5 مارس 2008 ضد روما، فمنذ تلك الليلة في سانتياجو برنابيو، بدأت سلسلة الانهيارات مع غياب راموس. وخلالها لم يلعب راموس بسبب عقوبة الإيقاف، وتم إقصاء ريال مدريد الذي كان يدربه الألماني بيرند شوستر، الذي جاء بنتيجة 2-1، وخرج من دوري الأبطال.
بعد ثلاث سنوات، بقى بدون كلاسيكو في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث غاب أيضا بسبب عقوبة الإيقاف، وتمكن الفريق الأبيض، الذين كان مجبرا لعمل «ريمونتادا» بعد الهزيمة 0-2، فقط في تحقيق التعادل وتم إقصاؤه.
خلال المواسم الستة التالية، استمر غياب القائد في تعقيد حياة فريقه، على الرغم من أن الجروح لم تكن قاتلة: في عام 2013 هٌزم 3-2 أمام جالطة سراي التركي، لكن نتيجة الذهاب (3-0) أنقذت ريال مدريد؛ في عام 2015 تمكن الفريق الأبيض من تجاوز دور ثمن النهائي بدون راموس المصاب وقتها (0-2 فوز في مباراة الذهاب وهزيمة 3-4 في العودة)؛ وفي عام 2018 خسروا في البرنابيو 1-3 أمام يوفنتوس على الرغم من عبورهم إلى الدور نصف النهائي بعد الفوز في تورينو في الذهاب بنتيجة 0-3.
ولكن بلا شك كان أكثر ما أصاب ريال مدريد في الآونة الأخيرة هو 5 مارس 2019 أمام أياكس أمستردام في عودة ثمن النهائي. فبعد التغلب على الفريق الهولندي على ملعبه يوهان كرويف أرينا بالعاصمة الهولندية أمستردام بنتيجة 1-2 وتلقى راموس البطاقة الصفراء حرمته من المشاركة في مباراة العودة وأجلسته في مدرجات البرنابيو يسجل فيلمه الوثائقي الخاص به لشركه أمازون، ليشاهد أيضا كيف سقط فريق تحت قيادة المدرب سانتياجو سولاري بنتيجة مذلة 1-4 ويودع الميرنجي البطولة التي كان قد سيطر على لقبها ثلاث مرات متتالية وأيضا يودع وقتها جميع البطولات المتاحة ومنها الدوري الإسباني وكذلك كأس ملك إسبانيا. وعلق مدرب أياكس، تين هاج، عقب المباراة قائلا: «بدون راموس، ريال مدريد ينزف».
والدليل القاطع على أن تأثير غياب راموس يعود بالسلب على ريال مدريد: في المباريات التأهيلية السبع الأخيرة التي لعبها الفريق بدونه، تلقى في مرماه ما يصل إلى 17 هدفا (أي بمعدل 2.4 هدف لكل مباراة).
وبالتغافل عن الإحصاءات ولتدعيم «الريمونتادا» أمام السيتي، المدفع رشاش التهديفي (102 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز)، سيكون لدى رافييل فاران شريك في الخلف هو البرازيلي إيدير ميليتاو، الذي لديه مخزون ثقة كامل بعد أدائه الجيد خلال المرحلة الأخيرة في الليجا. وعلق خلال حواره الخاص مع «آس» والأول له مع وسائل الإعلام الإسبانية منذ انضمامه إلى ريال مدريد في الصيف الماضي: «إذا لم يكن راموس موجودًا، فأنا هنا».
لن يكون راموس فوق أرض الميدان، لكن الخطة هي أنه سيكون جزءًا من رحلة ريال مدريد إلى مانشستر، حيث يريد أن يرفع من الروح المعنوية ويحمس زملائه من أجل عمل «ريمونتادا» التي يؤمن بقدرة فريقه على تحقيقها.
ليس أمرا يدعوا إلى الاستغراب، أنه استغل الأسبوع الإجازة الذي أعطاه زيدان للفريق بعد غزو لقب الليجا هذا الموسم للبقاء في مدريد (كان أبًا للمرة الرابعة) ووضع نفسه في صالة الألعاب الرياضية للبقاء في حالة بدنية كاملة في حالة إقصاء السيتي. وإذا فعلها ريال مدريد، فسيكون القائد هناك مرة أخرى.
, ريال مدريد يعاني في دوري الأبطال دون راموس ,