ردود الفعل حول الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك بمناسبة تخليد الذكرى ال42 للمسيرة الخضراء
الحل الفعال والناجع للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية المفتعل لا يمكن أن يتم خارج مرجعيات مجلس الأمن في حل النزاعات (جامعي)
قال السيد محمد الغالي، أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن الخطاب الملكي السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس، يوم الإثنين بمناسبة الذكرى ال42 للمسيرة الخضراء، جاء ليؤكد مجددا على أن الحل الفعال والناجع للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية لا يمكنه أن يتم خارج مرجعيات مجلس الأمن المتعلقة بحل النزاعات، أو يزيغ عن مسار التسوية المعروض، أو يمس بالمصالح القومية الإستراتيجية للمملكة.
وأوضح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن صاحب الجلالة، وضمن نفس مقاربة الحزم وتحقيق الفعالية في الدفاع عن المصالح الاستراتيجية الوطنية، أكد على أنه لا يمكن تصور أي حل لقضية الصحراء خارج نطاق السيادة المغربية، وبالتالي خارج نطاق المبادرة المغربية المتعلقة بعرض الحكم الذاتي كمبادرة مستوعبة لمسؤوليات المملكة في ترسيخ السلم والأمن الدوليين وإدارة الصراعات بالطرق السلمية.
وذكر السيد الغالي بأن الخطاب الملكي السامي شدد على "أنه واهم من يعتقد أن الوصول إلى حل يتم معزولا عن حسن إدارة وتدبير المسار الذي يقود إليه، بل الحل مرتبط بمساره وليس بنتيجته"، موضحا أن الخطاب الملكي شدد على هذه الثوابت، التي تحدد خريطة طريق أي تسوية نهائية لحل هذا النزاع المفتعل والذي يجب ان تتحمل فيه الجهات المتسببة فيه مسؤولياتها.
ويسجل هذا التأكيد، يضيف السيد الغالي، هذا المنحى الصارم في التعامل مع قضية الوحدة الترابية المغربية في سياق إدارة أممية جديدة مع أمين عام جديد لهيئة الأمم المتحدة ومع مبعوث أممي جديد لتتبع مسار التسوية في الصحراء، وهو تأكيد على الحد الأدنى من محددات التوافق لإيجاد حل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
كما أن الإشارة الثانية الدالة على مزيد من الحزم في التعامل مع قضية الوحدة الترابية المغربية، يشير الأستاذ الجامعي، تكمن في كون المغرب غير مستعجل ما دام في صحرائه ويتبنى مشروعا تنمويا خاصا بالأقاليم الصحراوية في إطار مشروع الجهوية المتقدمة كمبادرة اقتصادية، ثقافية وإنسانية لتحقيق الرخاء والكرامة لمختلف المواطنين والمواطنات، ويعزز هويتهم في إطار قواعد العدالة والإنصاف وتحقيق الالتقائية والتعاضد بين مختلف الخصوصيات المجالية من خلال مظلة المغرب الموحد و متعدد الروافد.
الخطاب الملكي جاء ليؤكد على تشبث المغرب بحقوقه التاريخية والسياسية في أقاليمه الجنوبية ( أستاذ جامعي)
قال أستاذ القانون والعلاقات الدوليين ومدير مختبر الدراسات الدولية حول تدبير الأزمات بجامعة القاضي عياض بمراكش إدريس لكريني، إن الخطاب الملكي في ذكرى المسيرة الخضراء جاء ليؤكد مرة أخرى على تشبث المغرب بحقوقه التاريخية والسياسية في أقاليمه الجنوبية.
وأضاف لكريني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخطاب الملكي جاء، أيضا، لينبه إلى أن تدبير الملف وكسب رهاناته في مواجهة الخصوم، يمر عبر مدخلين أساسيين، الأول داخلي ينبني على المقاربة التنموية كخيار استراتيجي ناجع لتدبير الملف، بما يحيل إليه ذلك من إدماج للشباب وانفتاح على قضاياهم المختلفة، وإطلاق المشاريع الاقتصادية التي ستعزز من موقع الأقاليم ومن مكانتها كبوابة نحو المحيط الإفريقي انسجاما مع التوجهات المغربية الداعمة لهذه العلاقات ضمن إطار تعاون متوازن يعزز مصالح الطرفين.
كما أشار الخطاب الملكي – يقول الدكتور لكريني، إلى أهمية استحضار البعد الحقوقي للتنمية، بصورة تنسجم مع الخيار الجهوي للمغرب، الذي يحيل إلى الاعتراف بوجود مصالح وخصوصيات محلية متميزة، ويدعم إشراك الساكنة في تدبير شؤونهم بشكل موسع وأكثر نجاعة.
وأوضح أنه اقتناعا بحيوية التنوع المجتمعي وما يجسده من رأسمال يدعم تطوير الممارسة الديمقراطية وتحقيق التنمية بكل تجلياتها، وباعتباره أحد سمات هوية المجتمع المغربي الغنية بتركيبتها المتنوعة في بعدها الأمازيغي والإسلامي والعربي والحساني والإفريقي، فقد أكد الخطاب الملكي على أهمية تدبير هذا التنوع بصورة بناءة وسليمة تدعم وحدة الدولة والمجتمع.
أما المدخل الثاني، يضيف الدكتور إدريس لكريني، فهو خارجي، يقوم على الالتزام بالانخراط في الدينامية التي تطبع توجه الأمين العام الحالي للأمم المتحدة بصدد الملف، مع التأكيد على ثوابت المغرب المطروحة في هذا الإطار في ارتباطها بمشروع الحكم الذاتي الذي لقي استحسانا من قبل الأمم المتحدة نفسها وعدد من القوى الدولية الكبرى، وضرورة انخراط بعض الأطراف الإقليمية بحسن نية في توفير الأجواء السليمة لبلورة حل واقعي مستدام، والالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة باعتباره الإطار الدولي الرئيسي والوحيد المعني بهذا الملف، مع الرفض المطلق لأية محاولات تنحو للمس بالحقوق المشروعة للمغرب، وبمصالحه العليا، ولأي أطروحات متجاوزة من شأنها تحريف مسار القضية.. وهي إشارات واضحة للنخب الأممية الجديدة المعنية بالملف بمنطلقات الطرح المغربي العادل والواقعي.
الخطاب الملكي قطع الطريق أمام كل المناورات الرامية إلى المساس بالوحدة الترابية (خبير)
أكد رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث في وسائل الإعلام والاتصال، عبد السلام أندلوسي، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة، مساء يوم الاثنين، بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء، قطع الطريق أمام كل المناورات الرامية إلى المساس بالوحدة الترابية للمملكة.
وأبرز عبد السلام أندلوسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخطاب الملكي ذكر بدينامية المغرب لإيجاد تسوية لهذا النزاع المفتعل، برعاية الأمم المتحدة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن أي حل خارج سيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية يعد مرفوضا بشكل قاطع.
واعتبر أن من أهم الرسائل المستنبطة من استحضار الخطاب الملكي بهذه المناسبة لخطاب جلالة المغفور له محمد الخامس بمحاميد الغزلان هو تجديد التأكيد على الميثاق الذي يجمع بين العرش والشعب، خاصة سكان الأقاليم الصحراوية، موضحا أن جلالته قال بشكل صريح إن "الصحراء كانت دائما مغربية، قبل اختلاق النزاع المفتعل حولها، وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مهما كلفنا ذلك من تضحيات".
وأشار السيد أندلوسي إلى أن خطاب محاميد الغزلان عام 1957، والذي كان بمناسبة تقديم شيوخ القبائل الصحراوية البيعة إلى جلالة المغفور له محمد الخامس، يحمل أكثر من دلالة فضلا عن كونه شكل محطة بارزة في مسلسل استكمال الوحدة الترابية، موضحا أن هذا الحدث التاريخي الذي يؤكد على شرعية مطالب المغرب، جاء في وقت كانت فيه دول الجوار، خاصة الجزائر، ما تزال تحت نير الاستعمار.
وأكد أن ملحمة المسيرة الخضراء، التي أبدعها جلالة المغفور له الحسن الثاني، تسير في سياق أجرأة ميثاق خطاب محاميد الغزلان من خلال استكمال الوحدة الترابية، مبرزا أن جهود جلالة الملك محمد السادس في النهوض بتنمية الأقاليم الصحراوية والعناية المولوية بسكان هذه المناطق والدفاع عن حوزة الوطن هي بدورها استمرار لهذا الميثاق.
وسجل بأن المغرب يسير بخطى حثيثة نحو جعل منطقة الصحراء قطبا اقتصاديا يكون بمثابة صلة وصل بين المغرب وإفريقيا، فضلا عن العناية الخاصة بالموروث الثقافي والمحلي لهذه المنطقة باعتباره من مكونات الهوية المغربية الغنية والمتعددة الروافد.
الخطاب الملكي حبل بالعديد من الرسائل الصريحة في مقدمتها التأكيد الراسخ على مغربية الصحراء (أكاديمي)
أكد الاكاديمي المغربي ،عبد العزيز الروماني ، الخبير في الاقتصاد التضامني و الاجتماعي ، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،مساء يوم الاثنين إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة ،حبل بالعديد من الرسائل الصريحة و المباشرة في مقدمتها التأكيد الراسخ و الثابت على مغربية الصحراء.
وأوضح الروماني في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أن الخطاب الملكي "الموجه خصوصا لمن يهمهم الامر ، تميز بالصرامة والصراحة والوضوح" سيما حين شدد جلالته على أن لا حل لهذه القضية خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، وخارج مبادرة الحكم الذاتي التي يشهد المجتمع الدولي بجديتها ومصداقيتها.
و قال إن خطاب الملكي السامي "جاء لتأكيد الثقة و تثبيت الجسور مع المطالب الشرعية و المشروعة بخصوص استكمال وحدته الترابية " ، خاصة عندما ذكر جلالته بالخطاب التاريخي الهام الذي ألقاه جلالة المغفور له محمد الخامس بمحاميد الغزلان سنة 1957 ، والذي شكل محطة بارزة في هذا التوجه ،بل و حمل أيضا قيما ثابتة لتشبث الشعب المغربي بأرضه وبمغربية صحرائه ،وأكد أكثر من ذلك على أن المغرب كان أول من طرح قضية الصحراء في الأمم المتحدة بل وقبل أن تحصل الجزائر على استقلالها.
و اعتبر الاكاديمي المغربي أن العهد المقدس و العروة الوثقى التي تجمع العرش بالشعب ثبته جلالة المغفور له الحسن الثاني بدعوته للمسيرة الخضراء المظفرة ، وهو الحدث التاريخي الاستثنائي الذي جعل العالم يؤمن بمغربية الصحراء ،ويجمع على مشروعية و شرعية مطالب المغرب في استكمال وحدته الترابية .
وفي هذا السياق ،شدد جلالة الملك في خطابه السامي ،يضيف الروماني ، التأكيد على "الرفض القاطع لأي تجاوز، أو محاولة للمس بالحقوق المشروعة للمغرب، وبمصالحه العليا، ولأي مقترحات متجاوزة، للانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المعتمدة، أو إقحام مواضيع أخرى تتم معالجتها من طرف المؤسسات المختصة".
وبعد أن ذكر بأن قضية الصحراء ساهمت في تقوية تضامن المغاربة وتماسك لحمتهم ، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، أكد الخبير في الاقتصاد التضامني و الاجتماعي أن التوجه المغربي منصب حاليا على النهوض بالتنمية الشاملة بكل جهات المملكة، وخاصة بالأقاليم الجنوبية، وذلك "في ظل مغرب موحد، يضمن لكل أبنائه الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية" كما جاء في الخطاب الملكي السامي .
و لاحظ أن الهاجس التنموي للاقاليم الجنوبية للمملكة كان حاضرا بقوة في خطاب جلالة الملك محمد السادس ،مبرزا أن جلالته شدد على أن المغرب لن يقف مكتوف الأيدي، في انتظار إيجاد الحل المنشود، بل سيواصل عمله من أجل النهوض بتنمية الأقاليم الجنوبية من خلال تفعيل الجهوية المتقدمة لتتيح لساكنة المنطقة التدبير الديمقراطي لشؤونهم والمساهمة في التنمية المحلية.
الخطاب الملكي السامي تميز بتعدد أبعاده ضمنه البعد الثقافي المكرس للهوية المغربية (جامعي)
اعتبر عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة مولاي اسماعيل بمكناس عبد الغني بوعياد أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة ، مساء يوم الاثنين ، بمناسبة تخليد الذكرى ال42 للمسيرة الخضراء المظفرة، تميز بتعدد أبعاده، ضمنه البعد الثقافي المكرس للهوية المغربية.
وقال السيد بوعياد إن جلالة الملك أكد على ضرورة إيلاء أهمية كبرى للثقافة الحسانية وتشجيع الإبداع والتلاقح بين الثقافات، والحفاظ على الهوية المغربية الموحدة، والخصوصيات الثقافية واللغوية بمحتلف جهات ومناطق المملكة سواء بالصحراء أو سوس أو الريف أو الأطلس أو المنطقة الشرقية.
وأضاف أن صاحب الجلالة أكد ، من جهة أخرى ، في خطابه السامي على ضرورة تعزيز النهوض بتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة وتفعيل الجهوية المتقدمة لتتيح لساكنة المنطقة التدبير الديمقراطي لشؤونهم والمساهمة في التنمية المحلية، مبرزا أن جلالته شدد على العمل من أجل خلق دينامية جديدة للتنمية كمشروع مجتمعي يشمل كافة المناطق المغربية، لاسيما الصحراوية منها.
وسجل المتحدث أن الخطاب الملكي السامي اعتمد المعطى التاريخي للتأكيد على مغربية الصحراء، حيث إن جلالة الملك محمد السادس ذكر بالخطاب الذي كان ألقاه جلالة المغفور له محمد الخامس سنة 1957 أمام سكان محاميد الغزلان مؤكدا فيه أن المغرب موحد من شماله إلى جنوبه، مضيفا أن هذه الحقيقة ثبتها جلالة المغفور له الحسن الثاني بدعوته للمسيرة الخضراء، بما يؤكد قطعا وحدة الوطن ومغربية الصحراء.
وأبرز أن صاحب الجلالة جدد في خطابه على أن المغرب منخرط في إطار الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة وعلى أنه متمسك بالحكم الذاتي كحل مقترح في اطار الجهوية المتقدمة، وأن جلالته عبر عن الرفض القاطع للمملكة لكل مس بوحدتها وبحقوقها المشروعة.
ومع:07/11/2017
خطاب المسيرة الخضراء : جلالة الملك رسم "نطاق الإطار التفاوضي" بشأن قضية الصحراء المغربية (باحث)
أكد مصطفى السحيمي، أستاذ القانون والمحلل السياسي، أن جلالة الملك رسم "نطاق الإطار التفاوضي" بشأن قضية الصحراء المغربية، والذي يتعين أن يتواصل دون "تجاوز".
وأبرز الأستاذ السحيمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تفاعلا مع خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ42 للمسيرة الخضراء، أنه "من المهم أن يتم احترام معايير التفاوض التي حددها مجلس الأمن بشكل تام وذلك دون تجاوز أو خرق".
وشدد على أن مبادرة الحكم الذاتي التي تم وضعها بمجلس الأمن في 2 أبريل 2007 تبقى هي الإطار الوحيد على جدول الأعمال، مضيفا أن مجلس الأمن يعد الإطار الوحيد حيث يتعين أن يتم البحث عن حل سياسي تفاوضي، واقعي ودائم يأخذ بعين الاعتبار مرتكزات الموقف المغربي.
وأشار إلى أن الخطاب الملكي أبرز محطات تاريخية والروح الوطنية التي يجب أن تواصل زخم تعبئتها، وأن تحافظ على المثل الوطنية وكل القيم التي تنبني عليها.
وحسب المحلل السياسي، فقد أشار الخطاب الملكي السامي إلى الديناميكية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، وأبرز أن الأمر يتعلق بمشروع مجتمعي حقيقي يوجد على جدول الأعمال، في الأقاليم المسترجعة، وكذا في كافة جهات المملكة الأخرى.
وأضاف أن جلالة الملك ذكر بالخطاب الذي ألقاه جلالة المغفور له الملك محمد الخامس بمحاميد الغزلان، والذي جاء بعد مرور عام على إعلان الاستقلال، يشكل محطة بارزة في وقت لم تكن فيه قضية الصحراء مطروحة بأجندة الأمم المتحدة ولم تكن فيه أي مطالب بخصوص تحرير الصحراء، باستثناء المطالب المشروعة للمغرب في وقت كانت الجزائر تقبع تحت الاحتلال.
وأضاف أن مغربية الصحراء تتميز باستمراريتها وارتباطها بالكفاح من أجل استقلال وسيادة المملكة ووحدتها الترابية.
وخلص السيد السحيمي إلى القول بأن الخطاب الملكي أبرز النموذج الاقتصادي والاجتماعي المتسم بالابتكار على مستوى السياسات العمومية المتخذة بالمنطقة والذي مكن من تثمين الإمكانات المحلية.
خطاب جلالة الملك يشكل منعطفا مهما في قضية الوحدة الترابية لأنه ربط بين الماضي والحاضر توقعا لمستقبل أفضل (جامعي)
قال الأستاذ الجامعي تاج الدين الحسيني، يوم الاثنين، إن خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ42 للمسيرة الخضراء، يشكل منعطفا مهما في قضية الوحدة الترابية لأن جلالته ربط بين الماضي والحاضر توقعا لمستقبل أفضل في معالجة هذا الموضوع.
وأبرز تاج الدين الحسيني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك محمد السادس أكد على الخطاب الذي سبق للمغفور له الملك محمد الخامس أن ألقاه في محاميد الغزلان، وأكد أكثر من ذلك على أن المغرب كان أول من طرح قضية الصحراء في الأمم المتحدة، على اعتبار أن "المملكة كانت قد دخلت مع إسبانيا في معاهدة للاستقلال".
وأوضح أنه تم تحرير باقي المناطق التي لم تشملها تلك الاتفاقية بشكل تدريجي، "فلاحظنا كيف أنه تم تحرير إقليم طرفاية في 1959، وفي 1963 اضطر المغرب إلى أن يدرج قضية الصحراء ضمن الأقاليم التي لم تتمتع بعد بحريتها في إطار لجنة تصفية الاستعمار، كما لاحظنا كيف أنه توصل في 1969 إلى اتفاق مع إسبانيا بخصوص منطقة سيدي إفني".
وأكد الأستاذ الجامعي أن المسيرة الخضراء هي التي أجبرت إسبانيا على الإذعان ومكنت المغرب من استرجاع صحرائه.
وأبرز تاج الدين الحسيني أن تذكير صاحب الجلالة بخطاب محاميد الغزلان ينطوي على أهمية أساسية لأنه أكد على المستوى الموضوعي بأن قضية الصحراء بالنسبة للمغرب أصبحت منتهية، مضيفا "أن المغاربة مستعدون للتضحية بالغالي والثمين من أجل الحفاظ على وحدتهم الترابية وأن أي إمكانية لأي تسوية كيفما كان نوعها من طرف الأمم المتحدة لا يمكن أن ترى النور مادامت ستمس بالسيادة المغربية، أي نقطة اللاعودة مع المنتظم الدولي في ما يتعلق بهدا الموضوع".
وأضاف أن جلالة الملك ألح في الخطاب على أن المنهج الذي وضعه مجلس الأمن، باعتباره الهيأة الدولية الوحيدة المكلفة برعاية مسار التسوية، سيبقى هو خارطة الطريق التي يمكن أن تطبق بالنسبة لملف الصحراء وأنه لا يمكن اللجوء إلى أي مسطرة أخرى، وبذلك أغلق الباب أمام أي محاولة للانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المعتمدة..
من جهة أخرى، أبرز الأستاذ الجامعي الأهمية القصوى للخطاب الملكي على الصعيد الداخلي، "إذ أن المغرب يقوم على مبدأ الوحدة في ظل التعدد وأن تعددية مشارب المغاربة من أندلسيين وصحراوين وأفارقة وأمازيغ وعرب لا يشكل أي نشاز على مستوى الوحدة الوطنية بل يزكي هذه الوحدة ويدعمها"، ولذلك، يضيف تاج الدين الحسيني، "لاحظنا إشارة واضحة في الخطاب الملكي إلى ضرورة تشجيع الثقافة الحسانية والتراث الحساني على أساس أنه مساهمة قوية إلى جانب باقي المناطق الأخرى في هذه الوحدة المغربية القائمة على التعدد".
كما أشار الأكاديمي المغربي إلى أن جلالة الملك ألح في خطابه على مسألة التنمية الاقتصادية بالأقاليم الجنوبية والتي سيستمر المغرب في دعمها بقوة، مع التأكيد على أهمية تكريس الخيار الديمقراطي بالمنطقة وتمكين ساكنتها من تسيير شؤونهم بأنفسهم، وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي في انتظار الحل المنشود.
وخلص تاج الدين الحسيني إلى أن الخطاب الملكي سيشكل بكل تأكيد منعطفا مهما في مقاربة المغرب لموضوع وحدته الترابية وتنبيها للمجتمع الدولي بعدم الانسياق وراء "أحلام الجزائر وترهاتها"، مشيرا إلى أن المغرب لا يهتم فقط بالسكان الموجودين تحت سيادته داخل الصحراء وإنما أيضا "بوضعية مواطنيه الآخرين الذين لا يزالون في تندوف وتحت إشراف الجزائر".
الخطاب الملكي "خارطة طريق جديدة" لتسوية قضية الصحراء في إطار صفحة جديدة مع الأمم المتحدة (جامعي)
أكد الموساوي العجلاوي، الأستاذ الباحث في معهد الدراسات الإفريقية التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس مساء يوم الاثنين، إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ 42 للمسيرة الخضراء، أرسى "خارطة طريق جديدة" لتسوية قضية الصحراء في إطار فتح صفحة جديدة في العلاقات مع منظمة الأمم المتحدة والمبعوث الشخصي لأمينها العام.
وأبرز الأستاذ العجلاوي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن صاحب الجلالة جدد العزم على جعل الأقاليم الجنوبية قطبا اقتصاديا مندمجا، بموازاة الحل السياسي للنزاع في إطار مبادئ وأسس الموقف المغربي. وأضاف الأستاذ الباحث في معهد الدراسات الإفريقية، في هذا الصدد، أن تنفيذ ورش الجهوية المتقدمة سيضفي "بعدا استراتيجيا" على الحل السياسي لهذا النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء .
وسجل السيد العجلاوي أن المغرب لم ينتظر تسوية النزاع لإطلاق مسلسل تنمية أقاليمه الجنوبية، معتبرا أن بلورة مشروع اقتصادي بالصحراء المغربية كفيلة بالمساهمة في تعزيز الاندماج الجهوي، وإخراج منطقة الساحل برمتها من حالة انعدام الأمن وغياب الاستقرار التي تعصف بالمنطقة منذ سنوات.
جلالة الملك جدد التأكيد على الأسس والثوابت التي تحكم تفاوض المغرب في ملف صحرائه وعلى رأسها السيادة المغربية (أستاذ جامعي)
أكد عبد الحفيظ أدمينو، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس جدد في خطابه السامي بمناسبة الذكرى ال42 للمسيرة الخضراء، التأكيد على الأسس والثوابت التي تحكم تفاوض المغرب في ملف صحرائه، وعلى رأسها أن يكون التفاوض في إطار السيادة المغربية.
وأوضح الاستاذ الجامعي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء مساء اليوم الاثنين، أن الخطاب الملكي ذكر بخيارات المغرب في ملف الصحراء على المستويين الداخلي والخارجي.
فعلى المستوى الخارجي، أبرز الأستاذ الجامعي أن جلالة الملك أكد على أربعة أسس ومرتكزات أولها التفاوض في إطار السيادة المغربية واعتبار أن مقترح الحكم الذاتي يشكل الإطار الامثل باعتراف القوى العظمى.
وأضاف أن الخطاب الملكي أكد، أيضا، على أولوية ودور الامم المتحدة لتأطير هذا المسار ودور مجلس الأمن، وعلى ضرورة تحمل الأطراف الأخرى مسؤوليتها لإيجاد حل للقضية، وخصوصا الجزائر.
وبالنسبة للأستاذ أدمينو، فإن الخطاب الملكي حرص على التذكير بثوابت المغرب لأي تفاوض تحت إشراف الامم المتحدة، بالنظر إلى أن السنة الماضية شهدت تغييرا في منصب الأمين العام للأمم المتحدة وفي منصب مبعوثه الشخصي إلى الصحراء.
أما على المستوى الداخلي، فقد سجل الاستاذ أدمينو أن الخطاب الملكي أكد على أهمية النموذج التنموي والبنيات التحتية والمشاريع التي يتضمنها، مع التشديد على أنه لا يتعين اختزال هذا النموذج في البعد الاقتصادي.
فقد أكد الخطاب الملكي، يضيف الأستاذ الجامعي، على ضرورة استحضار البعد الاجتماعي والثقافي أي الثقافة الحسانية باعتبارها تشكل رافدا مهما من روافد الثقافة المغربية.
وأشار إلى أن حرص الخطاب الملكي على هذا التوضيح يأتي من منطلق أن تنمية المجال مرتبطة بتنمية وبناء الإنسان، وبالتالي فإنه يتعين النظر إلى النموذج التنموي في كافة أبعاده الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيئية.
وخلص الأستاذ أدمينو إلى القول إن هذا النموذج بهذه الأبعاد هو الذي "يساهم في بناء وحدة الدولة المغربية على اعتبار أن تطور المغرب مرتبط بتطور جهاته ووحدتها".
الخطاب الملكي بمناسبة المسيرة الخضراء .. إبراز لنجاعة النموذج التنموي المغربي بالأقاليم الجنوبية (جامعي)
أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي، السيد عبد العزيز قراقي، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء يوم الاثنين إلى الأمة بمناسبة تخليد الذكرى الـ42 للمسيرة الخضراء، سلط الضوء على نجاعة النموذج التنموي الذي تبناه المغرب بالأقاليم الجنوبية منذ جلاء المستعمر.
وقال الأستاذ قراقي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الخطاب الملكي تأكيد على نجاح مسيرة التنمية التي تبناها المغرب منذ استرجاع الصحراء المغربية من المستعمر الإسباني، مضيفا أن المغرب خص الأقاليم الجنوبية بتمييز إيجابي على مستوى التنمية من أجل تدارك التأخر الناتج عن معاناة دامت سنوات تحت وطأة المستعمر وتدارك الفوارق بينها وبين مختلف أقاليم المملكة.
وأشار السيد قراقي إلى أن الصحراء أضحت في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تلعب دور القاطرة التي أوكلت إليها عملية الوصل لتحقيق المشروع التنموي المغربي في إفريقيا المبني على فلسفة "رابح -ربح".
كما أضاف أن الخطاب الملكي رصد التطور التاريخي لقضية الصحراء المغربية منذ خمسينيات القرن الماضي، وتوقف عند محطات مهمة في مسيرة استكمال الوحدة الترابية للمملكة، منها الخطاب التاريخي لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس بمحاميد الغزلان.
وأبرز أن الخطاب الملكي السامي جدد التأكيد على أن إيجاد حل للنزاع المفتعل حول الصحراء يجب أن يتم في إطار "ما هو معمول به سواء على مستوى الأمم المتحدة أو على مستوى الحقوق التي يكرسها القانون الدولي لفائدة المغرب".
ومع: 06/11/2017