راديكاليو شبكات التواصل الاجتماعي

0

نشر المحلل السياسي أفيغدور إيسكين مقالا في صحيفة "إيزفيستيا" عن المناقشات حول محاربة التطرف.

كتب إيسكين:

أودت الهجمة الارهابية وسط لندن بحياة سبعة أشخاص؛ ما دفع سكان بريطانيا إلى طرح السؤال الأبدي "ما العمل؟".

أفيغدور إيسكين

رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي دعت في خطاب عاطفي إلى "وضع نهاية لهذه المآسي". حتى أنها دعت إلى فرض رقابة على شبكة الإنترنت. أما عمدة لندن صادق أمان خان، فقد انبرى لتسمية "لندن أهدأ مدن العالم"، ودعا إلى الهدوء والسكينة. في حين دعا "مهندس" بريكست نايجل فاراج المواطنين وزعماء الدولة إلى التخلي عن "سياسة النعامة واللياقة السياسية" وتحديد الجذور الفكرية للإرهاب والعمل بحزم ومن دون هوادة.

Reuters Kevin Coombs تيريزا ماي

ولقد تعودنا خلال السنوات الأخيرة على الاستماع إلى رئيس وكالة الاستخبارات المركزية السابق جون برينان، وهو يعارض بشدة مناقشة العلاقة بين الإرهاب والإسلام الراديكالي. ذلك إضافة إلى أنه كان يعد القتلة أعداء للإسلام، وأنهم يقوضون الثقة به. ويقال إن سبب هذا الموقف هو عمله خلال سنوات طويلة في المملكة السعودية رئيسا لفرع الوكالة هناك.

وبالطبع، هناك بعض الحقيقة في تصريحات برينان. فبحسب نائب رئيس الوكالة مايكل موريل، يعيش في إندونيسيا أكثر من ربع مليار مسلم، ومع ذلك فإن عدد المتطرفين ضئيل جدا. وعلاوة على ذلك، فالإسلام ليس فقط أحد الأديان الكبيرة في العالم، بل هو فلسفة وحضارة علمية. وليس الكثيرون يعلمون أن المسلمين هم الذين احتفظوا لنا بأعمال أرسطو باللغة العربية.

أما بالنسبة إلى روسيا، فيجب على المواطنين أن يكونوا حذرين جدا في أحكامهم، لأن مئات العسكريين المتحدرين من أصول شيشانية وإنغوشية في هذه الأيام يبيدون الإرهابيين في سوريا، بهدف حماية روسيا وشعبها. ولا يعلم الجميع أن الجنود المسلمين بالذات في القوات الروسية تميزوا ببطولة وشجاعة خارقة في ساحات القتال بعيدا عن الوطن.

بيد أننا ببساطة نخدع أنفسنا عندما نغض الطرف عن حقيقة كون جميع العمليات الإرهابية التي وقعت خلال السنتين الأخيرتين هي من فعل أناس يطلقون على أنفسهم إسلاميين. وهم يعدون قتل الناس في لندن وسان بطرسبورغ والقدس وباريس حربا إيديولوجية.

إن الإرهاب في السنوات الأخيرة ليس من عمل مجموعات مدربة وموجهة من قبل جهة ما كما كان في السابق، رغم أننا نواجه إرهابا منظما له بنيته وتمويله كما حدث في باريس. فغالبية القتلة الآن يعملون وفق نداء الإيديولوجيا من دون تمويل أو إعداد؛ لأنه للخروج إلى الشارع بسكين أو ساطور في اليد لا حاجة إلى التمويل والتدريب. وإن دهس الناس بالسيارة هو الآخر لا يحتاج إلا إلى تلوث في الإيديولوجيا، كما حصل في نيس قبل عام.

وهنا يمكن القول إن تنظيم وتنفيذ العمليات الإرهابية حاليا يتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي مع مراكز الإعداد الإيديولوجي المنتشرة حاليا في أوروبا.

لذلك، فإن محاربة هذا النوع من الإرهابيين تتطلب طريقة جديدة تختلف جذريا عن المستخدمة حاليا، والمتضمنة دس العملاء في صفوف الإرهابيين، ومهاجمة مراكز تدريبهم.

قد يعجبك ايضا

اترك رد