خطاب بوتين في سوتشي بعد عشر سنوات من خطابه في ميونيخ

0

إيزفستياخطاب بوتين في سوتشي بعد عشر سنوات من خطابه في ميونيخخطاب بوتين في سوتشي بعد عشر سنوات من خطابه في ميونيخ

RT

arabic.rt.com

بوتين يلقي خطابه في منتدى فالداي الدولي للحوار بمدينة سوتشي

يسأل إدوارد لوزانسكي في "إيزفيستيا" عن إمكان حدوث تغيرات في عقيدة السياسة الخارجية الأمريكية خلال السنوات العشر الأخيرة، وماذا أراد بوتين إيصاله إلى مسامع واشنطن.

كتب لوزانسكي:

يعتقد العديد من المحللين الغربيين أن خطاب فلاديمير بوتين الأخير في منتدى "فالداي" الدولي للحوار في منتجع سوتشي الروسي، كان أشد قساوة من خطابه، الذي ألقاه عام 2007 في ميونيخ، حيث أشار عندئذ إلى أن "المنظومة القانونية للولايات المتحدة تجاوزت حدودها الوطنية في جميع المجالات، وتريد فرضها على الدول الأخرى".

وبالفعل، إذا استمعنا إلى تصريحات الساسة الأمريكيين جميعا وإلى خبراء مراكز الفكر في واشنطن، التي أُطلقت في السنوات الأخيرة، فإننا نرى أن زعامة الولايات المتحدة في العالم ليست من حقها، بل هي واجبها. كذلك، فإن الراديكاليين في المؤسسة السياسية بواشنطن يعتقدون بضرورة استخدام وسائل مختلفة في التعامل مع المعارضين بدءا بالعقوبات الاقتصادية وانتهاء بالثورات الملونة وتغيير الأنظمة بالقوة.

وإذا كان بيل كلينتون وجورج بوش-الابن يقولان إن هذا كله من أجل نشر الحرية والديمقراطية، فإن باراك أوباما رمى ذلك جانبا، وأكد أن الولايات المتحدة هي دولة "استثنائية لا بديل لها"، وأن لها الحق المطلق في تعليم "المتهورين" كيفية العيش، حتى باستخدام القوة عند الضرورة.

وقد كان يُعتقد أن الوضع سيتغير بعد دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وخاصة أنه عبر في حملته الانتخابية وبعدها عدة مرات عن وجهة نظر جديدة عن دور الولايات المتحدة في العالم. وعندما قال في أبريل/نيسان الماضي في مؤتمر اتحاد النقابات "أنا رئيس الولايات المتحدة، ولا أريد أن أكون رئيسا للعالم أجمع"، صفق له الجميع طويلا.

ولكن، لم تحصل حتى الآن تغييرات جذرية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ويمكن تفسير هذا بمقاومة المؤسسة السياسية والصلاحيات المحدودة للرئيس بموجب الدستور الأمريكي.

www.alarabiya.net

دونالد ترامب

وإن ما يؤسف عليه هو أن ترامب تخلى عن شعار نشر الحرية والديمقراطية، ولكنه في مقابل ذلك عزز كثيرا المسائل الاقتصادية في برنامجه "أمريكا أولا"، حيث أراد علانية فرض شروط على حلفائه تضر بمصالحهم. فمثلا يريد أن يفرض على أوروبا شراء الغاز الأمريكي رغم غلاء أسعاره.

وفي مثل هذه الأحوال، وبعد مضي عشر سنوات على خطاب ميونخ، لا يمكن أن يكون خطاب فلاديمير بوتين أكثر اعتدالا. فقد تحدث الرئيس الروسي عن انتهاك اتفاقات نزع السلاح وتدمير السلاح الكيميائي، وحتى أنه قارن سياسة الولايات المتحدة الحالية بسياسة الاتحاد السوفياتي.

وبرأيي، فإن بوتين أرسل من سوتشي إشارات ليس فقط إلى واشنطن، بل وإلى العالم أجمع، ولا سيما أن موسكو لم تعد تأمل أن ينفذ ترامب وعوده بتغيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة. لذلك توجه بوتين إلى النخب السياسية في البلدان الأخرى؛ مقترِحا إنشاء تحالف لحل المشكلات العالمية على أساس المساواة ومن دون التدخل في الشؤون الداخلية وأخذ المصالح الوطنية بالاعتبار.

إلى ذلك، لم تقدم روسيا نفسها كزعيمة وحيدة للعالم، كما تفعل الولايات المتحدة. ومع ذلك، فلم يغلق بوتين الباب بوجه التعاون معها، إذا ما أبدت اهتمامها بالأمر. لذلك لا حاجة إلى حرق الجسور بين البلدين، بل على العكس يجب البحث عن الطرق، التي تتطابق فيها مصالحهما، وإقناع الساسة بضرورة الإصغاء إلى صوت العقل.

ترجمة وإعداد كامل توما

قد يعجبك ايضا

اترك رد