خبير: تحرك سعودي من أجل الغاز الروسي لحشر قطر غازيا في الزاوية؟
ذكر الخبير ويدرشوفن أن جهود "أوبك" ودولا من خارج الكارتل (روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق) لتقليص إنتاج النفط، قد تمهد لتبني استراتيجية جديدة لتجاوز الشكوك في الأسواق.
ولفت الخبير إلى أن روسيا والسعودية تواصلان إرسال مؤشرات حول إطلاق سيناريو "أوبك 2"، بعضوية روسيا. واعتبر أن مثل هذا السيناريو سيؤدي لظهور كارتل نفط أقوى، على الرغم من أن ذلك سيتطلب تعديل الاستراتيجيات في قطاع النفط عبر العالم.
وفي الوقت نفسه، عبرت "أرامكو" السعودية عن اهتمامها بإمكانيات الاستثمار في قطاع الغاز عبر العالم، بدءا من حقول سيبيريا شرق روسيا، وهو أمر يدفع البعض إلى ترقب تطور نوعي جديد في الآفاق. وأوضح الخبير أن القدرات الحقيقية للتعاون بين دول "أوبك" والدول المنتجة للنفط خارج الكارتل، ستزداد في حال التكامل مع منتدى الدول المصدرة للغاز الذي يطلق عليه البعض اسم "كارتل الغاز".
ونقل الخبير عن محللين رأيهم أن "أرامكو" تسير على طريق "شل" و"بي بي" وشركات النفط الكبرى الأخرى، في تنويع أنشطتها وتوسيع العمليات في قطاع الغاز.
إقرأ المزيد ما أهمية حقل مرجان الذي كان هدفا للزوارق الإيرانية وفقا للرواية السعودية؟
وفي هذا السياق، ذكر الخبير بأن "أرامكو" كانت تنشط في قطاع الغاز منذ البداية، وهي تعد من أكبر منتجي الغاز الطبيعي عبر العالم.
وتشغل السعودية المركز السادس عالميا من حيث حجم احتياطات الغاز (والمركز الثالث في الشرق الأوسط)، والمركز الثامن من حيث الإنتاج (حسب بيانات عام 2014). وللسنة الخامسة على التوالي، تعمل "أرامكو" على زيادة إنتاج الغاز، في إشارة إلى سعي الرياض لزيادة الإنتاج المحلي لتلبية الاحتياجات الداخلية، وذلك نظرا للاستهلاك الكبير لهذه المادة داخل المملكة نفسها.
وفي الوقت الراهن لا تصدّر السعودية الغاز إلى الخارج، ولا تستورده، وهي تعتمد كليا على الإنتاج المحلي.
وفي إطار استراتيجيتها لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الغاز، تدرس "أرامكو" استخراج الغاز الصخري في المستقبل اعتبارا من عام 2020 أو 2021.
إضافة إلى ذلك، تعد زيادة إنتاج الغاز خطوة محورية لتوسيع عمليات توليد الطاقة وتحلية المياه بالمملكة في المستقبل. ويجب النظر إلى التعاون الروسي السعودي المستقبلي في مجال الغاز انطلاقا من هذه الظروف.
وتضم استراتيجية "أرامكو" المستقبلية الاستثمار وتكثيف العمليات في أراضي روسيا وبعض الجمهوريات السوفيتية السابقة الأخرى خلال السنوات القادمة. وفي هذا السياق، تبحث "أرامكو" عن الوصول إلى التكنولوجيا الجديدة والتعاون الدولي في مجال التطوير والأبحاث. وأعاد الخبير إلى الأذهان أن شركات "غازبروم" و"لوك أويل" و"روس نفط" لم تكن سابقا من الشركاء المقربين لـ"أرامكو"، لكن الوضع السياسي تغيّر أخيرا، واليوم يبدي الطرفان رغبتهما المتبادلة في التعاون، ليس في الأراضي الروسية فحسب، بل وفي أراض السعودية أيضا. وسيسمح الاستثمار في عمليات استخراج النفط والغاز بروسيا، بما في ذلك إنتاج الغاز المسال، للسعودية بالوصول إلى التكنولوجيا الروسية في هذا المجال والتعاون المرجو مع الشركاء الروس.
لكن الخبير لم يستبعد أن يكون وراء السعي لتعميق التعاون السعودي مع روسيا، سبب آخر، إذ كان الطرفان قد بدآ منذ سنوات مناقشة التعاون في مجال الغاز على النطاق العالمي. وبعد أن دفع انهيار أسعار الغاز بالخصمين السابقين إلى التعامل، قد يصبح توسيع هذا التعاون الجديد ليشمل مجال الغاز، تطورا جذابا للغاية بالنسبة للطرفين. بالنسبة لروسيا سيعني ذلك زيادة قدراتها عالميا بفضل تبني مقاربات مشتركة لـ"أوبك" ومنتدى الدول المصدرة للغاز. أما السعودية فتتفهم أن وضع مثل هذه الاستراتيجية المشتركة سيأتي بالنسبة لها بفوائد استراتيجية مهمة عدة.
ولن تقتصر هذه الفوائد على زيادة قطرات كارتل الطاقة الجديد، ليعزز نفوذه بقدر كبير في مواجهة "ثورة الغاز الصخري" بالولايات المتحدة، كما وسيسمح هذا التطور للرياض بزيادة الضغط على خصمها الرئيسي في الوقت الراهن – أي قطر التي تتصدر حاليا قائمة مصدري الغاز المسال عبر العالم. ويرى الخبير أن حصول السعودية على الدعم الروسي لخططها في هذا المجال، لن يأتي بالمنفعة على عمليات تطوير قطاع الغاز داخل المملكة فحسب، بل وسيتيح "حشر قطر في الزاوية نهائيا"، معتبرا أن التحركات الروسية السعودية في قطاع الغاز على النطاق العالمي، ستغير الوضع بشكل جذري.
المصدر: Oilprice.com
أوكسانا شفانديوك