حزب إسباني راديكالي يدقّ طبول الحرب أمام المغرب في سبتة المحتلة
دفعَ الوضعُ المحليُّ الصّعب في سبتة المحتلة، عقبَ قرار المغرب إغْلاق المعابر التّجارية ومنعَ التهريب المعيشي، حزباً إسبانيا راديكاليّا إلى إشْهارِ خيار الكفاح العسكري لمواجهةِ “الأوضاع السّيئة في المدينة المحتلّة التي هي نتيجة تشديد المغرب الخناق على المهرّبين”.
يقفُ المقترح التّصعيدي من ورائه زعيم حزب “فوكس” اليميني المتطرّف، الذي يمثّل القوة السّياسية الأولى في سبتة المحتلة، إذ دعا خوان سيرخيو أعضاء حزبهِ في المدينة المحتلّة إلى النّضال في السّاحة الانتخابية، مستدركا: “لكن نظرا للأوضاع السّيئة، لا تستغربوا في النهاية إذا تطلّب الأمر الكفاح العسكري”.
وشبّه السّياسي الإسباني الوضع في سبتة المحتلة بحال الفلسطينيين والإسرائيليين الذين يتصارعون على الأرض، وقال مخاطباً أعضاء حزبه: “أؤكد لكم أن هؤلاء الناس (الساكنة المسلمة في المدينة) إذا لم نقبل رؤيتهم الإسلامية سيتعاملون معنا كمحتلين، مثل حالة الإسرائيليين”، مشدّداً على ضرورة “مواجهة الرّباط في خطوتها الأخيرة”.
واندلعت أزمة سياسية كبيرة في سبتة بعد قرار نائبة في حكومة المدينة المحتلة، تابعة لحزب “فوكس”، وهي كارمن باسكيث، رفقة نائب آخر هو خوسي ماريا رودريغيث، الانسحاب من صفوف هذه الهيئة السياسية، للتنديد بما يجري تداوله في “واتساب” بين أعضاء الحزب حول احتقار ساكنة المدينة من أصل مغربي.
وراسلَ خوان فيفاس، رئيس حكومة سبتة المحتلة، بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة المركزية، يطالب بالتّدخل العاجل لإنقاذ الوضع المتأزّم منذ الصيف الماضي، بعدما اتخذت السلطات المغربية قرارات ألحقت أضراراً خطيرة بالتّجار في سبتة.
ويضيف فيفاس في رسالته: “لقد ارتفعَ عدد المهاجرين المغاربة والجزائريين بما يتجاوز الحد المسموح به إلى حد بعيد”، مبرزاً أنّه “خلال أربعة أشهر فقط، ازدادت الإقامة في مراكز الإيواء بنسبة 70٪، ما أدى إلى الاكتظاظ والانهيار وعدم القدرة على الترحيب بالمهاجرين”، وأشار فيفاس إلى أن “إشارات المغرب واضحة، وعلى حكومة مدريد التدخل بشكل أولوي وعاجل، عبر حل مسألة الحدود، ثم إيجاد صيغة قانونية لفك معضلة القاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم”.
وينتقد ممتهنو التهريب القبضة الأمنية المشددة التي تفرضها عليهم السلطات الإسبانية والمغربية، ويؤكّدون أنه “لم تقع أيّ حوادث متعلقة بهذا الإغلاق في الجانب الإسباني، رغم أنه أثر على التطور الطبيعي لدخول وخروج كل من الأشخاص والعربات”، وإلى جانب الخنق الحدودي، يمضي المغرب إلى مزيد من “حصار” اقتصاد سبتة المحتلة، بعد تدارس الحكومة المغربية إنشاء منطقة تجارية حرة بالفنيدق؛ إذ شرعت وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي ووزارة الداخلية، بمعية أطراف أخرى، في تداول الموضوع، وفق ما كشفه مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي.