“جان دارك” الخصوصية تفاجئ آباء وأولياء تلاميذ بزيادة جديدة
مابريس / الدار البيضاء حنان البناني
لقد فوجئ آباء وأولياء تلاميذ مدرسة “جان دارك” الخصوصية بمدينة الدارالبيضاء، نهاية شهر فبراير 2014، بإعلان إدارة المدرسة، مرة أخرى وأسوة بالسنوات الدراسية السابقة، عن زيادات جديدة في رسوم التسجيل وواجبات التمدرس للسنة الدراسية 2014/2015، تراوحت بين 33% و100%، بحسب المستويات والأقسام. و قد أصبحت هذه الزيادات تقليدا سنويا تلجأ إليه إدارة المدرسة، كلما حل موعد إعادة التسجيل، بدون تبرير أو تفسير أو توضيح، وتسعى إلى وضع الأمهات والآباء أمام “الأمر الواقع”. فحين كانوا يستفسرون مدير المدرسة عن مبررات هذه الزيادات المهولة، كان يكتفي برد يتنصل فيه من أية مسؤولية: (اللي ما قدرش على الزيادة، إ خرّْج ولادو، ويقلّب على مدرسة أخرى)!!”.
و لقد حرص آباء وأولياء تلاميذ مدرسة جان دارك البيضاء على التصرف بشكل حضاري ومسؤول،فبادروا بتأسيس جمعية للآباء والأولياء، من أجل مباشرة الحوار مع إدارة المدرسة للوصول إلى حلللمشكل الذي تسببت فيه. لكن مدير المدرسة أعلن “عدم الاعتراف بالجمعية” ورفض إجراء الحوار معمكتبها المسير.
وأمام هذا الموقف، نقلت الجمعية شكايتها إلى نيابة وزارة التربية الوطنية وأكاديمية التربية والتكوين بالدار البيضاء، التي أبدى مسؤولوها المعنيون بالتعليم الخصوصي استعدادا للتدخل والتوسط لمعالجةالمشكل. كما تدخلت ولاية الدارالبيضاء الكبرى، إثر الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها الجمعية أمام بوابةالمدرسة نهاية شهر مارس الماضي، وتوسطت لتنظيم لقاء بين الطرفين وضمان إجراء الحوار بينهما.لكن، عوض أن يأخذ مدير المدرسة بعين الاعتبار تدخل الجهات المعنية بالتربية والتعليم على المستوىالمحلي وكذا ملاحظات أمهات وآباء تلاميذ مدرسته على الزيادات في الرسوم والتسعيرات، انتقل إلىالتهديد برفض التسجيل، مستغلا ما يسميه “الفراغ القانوني” في قطاع التعليم الخصوصي، الذي لا يلزمهبأية تسعيرة محددة ولا يلزمه بأي معيار في تحديد رسوم التسجيل وإعادة التسجيل.
وحين تشبث الآباء والأمهات بحقهم وحق أولادهم في مواصلة دراستهم في نفس المؤسسة، و قرروا تسجيل أبناءهم بالأثمنة المفروضة من طرف إدارة جان دارك، لجأت هذه الأخيرة إلى وضع عراقيل، من ضمنها إلزام الآباء تصحيح إمضاء عقود إذعـــــانية كــــســــابقة في تــــاريخ التعليم الخاص بالمغرب وكشرط مقابل إعادة التسجيل للسنة الدراسية 2014/2015 مما ينتج عنه تفويت الفرص لهم داخل المؤسسة والمؤسسات الأخرى.
وأمام فشل الحوار مع إدارة مؤسسة جان دارك البيضاء بحضور ممثلي الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة الدار البيضاء الكبرى و ممثلي المندوبية لنيابة التعليم الدار البيضاء – آنفا. ونظرا للتعنت المتزايد لمسؤول مؤسسة جان دارك، نظمت جمعية آباء وأولياء تلاميذ مدرسة جان دارك البيضاء، وقــفــة احـتـجـاجـيـة ثانـيـة، اليوم الأربعاء 07 ماي 2014 على الساعة العاشرة صباحا أمام باب مدرسة جان دارك، بحضور ومساندة مجموعة من الجمعيات و فعاليات المجتمع المدني، تدين فيها الأعمال التعسفية لهاته المؤسسة وأساليبها اللامشروعة والتي تؤدي بشكل مباشر إلى الهدر المدرسي، ولتناشد من المسؤولين عن قطاع التربية والتعليم بالمغرب التدخلالعاجل وتحمل مسؤولياتهم في هذا القطاع، ووضع حد لما يتعرض إليه الآباء والأمهات. لأن لجوء عددمن المواطنين المغاربة إلى مدارس خاصة لتعليم أولادهم لا يسمح للدولة أن تتركهم عرضة لجشع مالكيهذه المؤسسات، الذين يستغلون ما يسمونه “فراغا قانونيا” للتنصل من كل مسؤولية تدبيرية وتربويةوأخلاقية اتجاه الأسر وأولادها. مع العلم أن التعليم “خدمة عمومية”. وينبغي لهذه الخدمة أن تظل كذلك،حتى ولو كانت تُؤَدَّى في إطار المؤسسات الخاصة للتعليم. وذلك لن يتم إلا إذا تجندت الدولة لكي يكونقطاع التعليم بمنأى عن “جشع السوق”.