مابريس – تيفلت
نظمت اللجنة التحضيرية لجمعية وطنية “مرتقبة” يوم الأربعاء 3 فبراير, بدار المواطن بتيفلت على الساعة الثالثة ونصف عصرا, لقاء تواصلي. تحت عنوان ” مفهوم المواطنة بين الفكر الإيلامي والثقافة الغربية “, بمشاركة الشيخان, محمد الفزازي و حسن خطاب .
اللقاء الذي خالف موعده بحوالي أزيد من ساعة, بعد وصول الشيخان حسن خطاب ومحمد الفزازي. كانت القاعة ممتلئة بالكامل, لكن هنا يطرح السؤال كيف لجمعية لم تتأسس بعد ومعظم أعضائها لهم سوابق عدلية في قضايا الإرهاب أن تفتح أبواب دار المواطن بتيفلت لهذا اللقاء التواصلي؟ ولكن الجواب كان من الشيخ محمد الفزازي قال :” صاحب الجلالة صلى ورائي، وهذا كافي كجواب للذين يشككون في مواقفي اتجاه وطني وملكي” وأضاف” ان كنت ارهابيا ما صلى جلالة الملك ورائي وما نداني بالفقيه”.
كان عنصر الشباب والشياب طاغي على القاعة يمينا اما يسارا فحدث ولا حرج, العنصر النسوي موجود كالعادة, لكن الملفت للنظر هو وجود قرويات و أطفال ورضع حيث صوت بكاء الأطفال يطغى على صوت الفزازي, من ظرائف هذا اللقاء حينما إستفسرت “مابريس تيفي” بعض من النسوة الموجودين داخل القاعة وكانت الإجابة في انتظار نهاية التجمع أن تفرق عليهن الإعانات من زيت وسكر ودقيق, حيث أن اللقاء كان بعيدا كل البعد عن تفريق الإعانات.
في الصف الأول من الحضور جلس الشيخ عبد الكريم الشاذلي،المنتمي إلى حزب الحركة الديمقراطية الإجتماعية بقيادة عرشان،و كان يستمع بدقة لمداخلات أصدقاء الامس و اليوم،و حدث ان تلقى غزلا من صديقه حسن الخطاب و هو يشرح لمراسل صحافي قصة تأسيس تكتل بعد مغادرة السجن،و كيف أنهم لازالوا أحبة حتى في ظل وجود الإختلاف على الطريقة.
بعد أن قدم السيد رشيد غيثان منسق اللقاء محاور الجلسة المعنونة ب :”مفهوم المواطنة بين الفكر الإسلامي والثقافة الغربية ” شرع الشيخ ” الفزازي ” في معرض محاضرته في شرح معنى المواطنة كونها هي المشاركة في هذا الوطن وتحديد الحقوق والواجبات , فالمواطنة لدى الفهوم الغربي – يقول الفزازي – حسب دساتيرهم وقوانينهم تهدف إلى إيجاد وتكوين وإعداد المواطن الصالح , يقوم بالأركان التلاثة لقيام المواطنة السليمة , أما بالنسبة للمواطنة لدى المجتمع المغربي , فتقوم على أسس عديدة كالتربية الصالحة للأبناء والإبتعاد عن الإنحراف , والتدين كي يكون صالحا عند الله أولا فيكون بذلك صاحب عقل سليم والكوية والنية السليمان ويعمل لوجه الله أولا , ولوطنه ولنفسه , لاخوفا من شيئ معين , فيدفع الزكاة متربيا على قيم دينية قوامها التكافل الإجتماعي.
الشيخ حسن الخطاب , الذي لازال يجوب المغرب طولا وعرضا لبسط مشروعه المتعلق بتأسيس أكبر جمعية تجمع غالبية المعتقلين الإسلاميين وغير الإسلاميين , في تنافس خفي وظاهر معا مع الشيخ الشاذلي عبد الكريم الذي يهيئ بدوره لمشروع إطلاق جمعية على نفس النحو يعقد جمعها التأسيسي بالدارالبيضاء بفندق فرح الذي شهد تفجيرات سنة 2003, هذا الجمع – يقول الشاذلي – سيكون بإشراف حزب محمود عرشان .
الشيخ حسن خطاب،كان هادئا كعادته و هو يفتح قلبه للحضور،و حينما إنفعل بسبب سؤال أحد الحاضرين حول تمويل الجمعية لم يتردد في القول”أنا و ولدي جينا من سلا فطاكسي”،عبارة تختصر للجميع أن ليس وراء الحدث جهة أو جهات كما يقول البعض،و هنا يحضرنا سؤال:لماذا قبلت وزارة الداخلية أن تفتح قاعة المواطن أمام جمعية لم تتأسس بعد و أغلب أعضاءها المستقبليين كانوا وراء القضبان بسبب أفكارهم “السلفية”؟.ليس مهما الجواب على ذلك،بقدر أهمية أهداف الجمعية و تطلعات مؤسسيها و تدبير خلافاتهم.