تليسكوب هابل يلتقط صورة لأبعد نجم شوهد على الإطلاق
اكتشف تلسكوب هابل الفضائي مؤخرّاً نجماً تمّ تصنيفه كأبعد نجمٍ شوهد على الإطلاق. إذ يقع على بعد 28 مليار سنة ضوئية من الأرض، كما أطلق عليها علماء الفلك لقب “إيرنديل”، من الكلمة الإنجليزية القديمة التي تعني “نجمة الصباح”.
قد يكون الجسم القديم – الذي يمكن أن يكون نجماً واحدًا أو نظاماً ثنائي النجوم – أكبر بمقدار 500 مرة من شمسنا، كما يبدو أيضاً أكثر إشراقاً من الشمس بملايين المرات، حيث تمّ ظهوره في بداية تشكّل الكون.
كان تلسكوب هابل قادراً على تحديد النجم البعيد خلال انكشافه لمدة تسع ساعات بسبب الاصطفاف العرضي للنجم في خلفية مجموعة من المجرات. حيث أفاد العلماء يوم الأربعاء (30 مارس) في مجلة نيتشر بأنّ ذلك الاصطفاف خلق تأثيراً يُعرف باسم عدسة الجاذبية التي تضخّم ضوء النجم عشرات الآلاف من المرات، ممّا جعله مرئيّاً لأجهزة الرصد.
إنّ الاسم الرسمي للنجمة هو WHL0137-LS، لكنّ الباحثين أطلقوا عليهم اسم “Edendel”، من الكلمة الإنجليزية القديمة “النور الصاعد” أو “نجمة الصباح”.
أكّد التصوير المتابع من تلسكوب هابل أنّ مظهر النجم لم يكن مؤقتاً إذ استمرّ في تلك البقعة تحت التكبير العالي لمدة 3.5 سنوات.
عندما انبعث النور الذي نراه من النجم، كان عمر الكون أقلّ من مليار سنة، أي حوالي 6% فقط من عمره الحالي، وفي ذلك الوقت كان يبعد حوالي 4 مليارات سنة ضوئية عن مجرّة درب التبانة. لكن خلال ما يقارب ال 13 مليار سنة التي استغرقها النور للوصول إلينا، توّسع الكون في وقتنا الحالي بشكلٍ مذهل ليصل إلى 28 مليار سنة ضوئية.
تسمح لنا هذه الملاحظات ذات الدقة القصوى بفهم اللبنات الأساسية التي تقوم عليها بعض المجرات الأولية.
من الجدير بالذكر أنّه تمّ إطلاق تلسكوب هابل في 24 أبريل 1990 بعد عقود من التخطيط والبحث. حيث قدّم مشاهد غير مسبوقة للأجسام في الفضاء ليعيد تشكيل كيفية دراسة علماء الفيزياء الفلكية للكون، بالإضافة إلى مساعدة العلماء على إنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد وتحديد عمر الكون ومعدّل توّسعه.