تساؤلات إسرائيلية حول تداعيات أزمة قطر

0

تساءل المحلل الإسرائيلي تسفي برئيل حول الصعوبات التي قد تواجهها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبالتالي، إسرائيل، على خلفية تداعيات الأزمة الخليجية القطرية.

  • الأزمة الخليجية القطرية

وجاء في مقال كتبه برئيل لصحيفة "هآرتس"، أن التصدع المفاجئ للعلاقات بين قطر وجيرانها – السعودية والإمارات والبحرين، وكذلك مصر، يضع الرئيس الأمريكي أمام معادلة معقدة، بعد مرور 3 أسابيع فقط على قمة الرياض. وذكر المحلل الإسرائيلي بأن فريق ترامب لم يبخل أثناء هذه الزيارة على القيادة القطرية بالثناء، فيما أعلن وزير الدفاع جيمس ماتيس أن العلاقات الأمريكية القطرية ممتازة وستصبح أفضل في المستقبل.
أما الآن، فالسؤال هو ما إذا كانت السعودية مستعدة لتنفيذ الاستثمارات الضخمة التي وعدت بها أمريكا – أكثر من 300 مليار دولار لشراء أسلحة و40 مليارا للاستثمار في البنية التحتية الأمريكية، دون شروط، أم ستطالب واشنطن بركوب الموجة وإدراج قطر على قائمة الدول الممولة للإرهاب.

ولفت برئيل إلى أن ترامب في حال استجابته للمطالب السعودية، سيضطر لسحب أكبر قاعدة جوية إقليمية من قطر – ربما إلى الإمارات.

وفي الوقت نفسه أقر المحلل الإسرائيلي بأنه من الصعب حاليا التنبؤ بالخطوات اللاحقة للسعودية، التي تسعى ربما للحفاظ على "تحالفها السني" وإعادة قطر إلى حضنه.

وفي أي حال من الأحوال، ستأتي الأزمة الحالية، حسب المحلل الإسرائيلي، بتأثير فوري على الاقتصاد القطري. وأعاد إلى الأذهان أزمة عام 2014، عندما اكتفت السعودية والإمارات والبحرين بسحب السفراء من قطر دون فرض عقوبات اقتصادية ضد الدوحة. وذكر أنه حتى الآن، لم تكن هناك أي عقوبات عربية ضد دولة عربية شقيقة باستثناء عراق صدام حسين وسوريا الأسد التي تم تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية. أما قطر، فلا تزال عضوا في مجلس التعاون الخليجي.

كما أشار المحلل إلى الدور الإسرائيلي المزعوم في نشوب الأزمة، إذ يقول مسؤولون قطريون إن تشويه اسم بلدنا واختراق وكالة الأنباء القطرية جاء في إطار مؤامرة تورطت فيها الإمارات واللوبي الإسرائيلي بواشنطن وبعض المسؤولين من الإدارة الأمريكية السابقة.

إقرأ المزيد الدوحةقطر تصدر بيانا حول إجراءات دول عربية ضدها

وأعاد برئيل إلى الأذهان في هذا السياق، رسائل إلكترونية قيل إنها مسرّبة من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، إذ كان يتراسل مع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، وهي معهد دراسات أمريكي أسسه عدد من أصحاب الملايين اليهود بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001. وهناك علاقات ممتازة تربط هذه المؤسسة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين كبار في الجيش والحكومة الإسرائيليين. وحسب الرسائل المسرّبة، تبادل السفير الإماراتي ومسؤولين في المؤسسة أفكارا وأراء حول سبل الرد على قطر بسبب دعمها لحماس وإيران. ويعتقد أن هناك روابط قوية للسفير الإماراتي مع صهر الرئيس ترامب، جاريد كوشنير، وكذلك مع السفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون ديرمر.

ولفت برئيل إلى أن هذه التسريبات تمثل "محاولة لدفع الدراما السياسية في الخليج من اتهام قطر، نحو الإمارات باعتبار أنها تنسيق خطواتها مع تل أبيب أو على الأقل، مع اللوبي المناصر لإسرائيل".

وحذر المحلل الإسرائيلي من أن هذه التطورات تدفع بالإدارة الأمريكية إلى مجال لا تعرفه جيدا، يرتبط بتوازن القوى بين دول الخليج، وهو أمر قد يؤدي لسياسة خاطئة، على الرغم من أن واشنطن تدرك أن الاعتماد على السعودية أو الإمارات فقط قد يضر بالتحالف العربي ضد إيران والجبهة المناهضة للإرهاب. ولفت المحلل إلى أن الكويت وعُمان لا تناهضان قطر، أما العلاقات المصرية السعودية فلا تزال متوترة على خلفية "الاحتكار السعودي لإدارة السياسيات الإقليمية".

وتساءل برئيل من يمكن أن يلعب دور الوساطة بين السعودية والإمارات من جهة وبين قطر من جهة أخرى، من أجل إعادة الأخيرة إلى "أحضان الخليج". وذكر بأن الكويت قد حاولت القيام بهذه المهمة، لكنها فشلت. واعتبر أن هذه المرة لن تكتفي السعودية إلا بطرد نشطاء حماس وجماعة الإخوان كافة من قطر، كما ستطالب السعودية الدوحة بأخذ التزامات كبيرة على عاتقها فيما يخص تقييد أنشطة قناة الجزيرة، وبتقديم وعود محددة حول السياسة تجاه إيران.

واختتم المحلل الإسرائيلي قائلا:"لكن في هذه النقطة من الصعب أن نتوقع أن توافق قطر على تقييد الجزيرة أو النأي بنفسها عن إيران التي تملك حصة في أكبر حقل غاز بالعالم".

المصدر: هآرتس

أوكسانا شفانديوك

قد يعجبك ايضا

اترك رد