تركيا تجازف بالوقوع في عزلة
نيزافيسيمايا غازيتاتركيا تجازف بالوقوع في عزلة
www.alhurra.com
رجب طيب أردوغان
يسأل الخبير بالشؤون التركية تيمور أحميدوف في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" بم تهدد أردوغان "قضية رضا ضراب".
كتب أحميدوف:
أسباب كثيرة تجبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على متابعة ما يجري في الولايات المتحدة منذ مايو/أيار 2016 بشأن قضية رضا ضراب، رجل الأعمال الإيراني–التركي المتهم بإنشاء شبكة ساعدت إيران على الالتفاف على العقوبات الأمريكية، والتي، كما يفترض، كانت الحكومة التركية برئاسة أردوغان العنصر الرئيس فيها.
ويزداد الرعب السائد في القصر الرئاسي بأنقرة بسبب هذه القضية، التي زادت من عدم الثقة بين النخب التركية والأمريكية، حيث يعتقد الأمريكيون أن أردوغان هو السبب الأساسُ في خلافاتهم مع أنقرة، لأن تعزيز النظام التركي ووجود دلائل غير مباشرة على عدم استقامة القيادة السياسية في البلاد يحفز النخبة الأمريكية على التفكير بخطوات محددة لعزل أردوغان، وفيما بعد لإبعاده عن السلطة.
وقد تراكمت خلال السنوات الأخيرة مآخذ كثيرة على أردوغان لدى النخبة العليا في واشنطن، حيث لم تكن الولايات المتحدة متفقة تماما مع سياسة تركيا الواسعة إزاء المجموعات الجهادية في سوريا. والنقطة الثانية هي تقاربها مع روسيا وإيران، اللتين تهددان مصالح واشنطن. كما أن الدعاية التركية المناهضة للولايات المتحدة تمنع واشنطن من ممارسة سياسة فعالة في المنطقة. إضافة إلى أن خطابات المسؤولين الأتراك تركز على السياسة الداخلية، حيث يعتمد النظام على المسألة القومية ومعاداة الإمبريالية للاحتفاظ بالسلطة.
وهنا يجب الإشارة إلى أن جوهر الخلافات بين أنقرة وواشنطن ليس في انتهاج أنقرة سياسة مستقلة عن نهج واشنطن، أو لأن تركيا تصبح أكثر إسلامية. بل في سعي أردوغان، بحسب النخب الأمريكية، في ظروف الاستقطاب العام وتنامي الاستياء من الحكومة، للتمسك بالسلطة مستخدما الطرق الاستبدادية، في حين أن الولايات المتحدة لا يمكنها الضغط على القيادة التركية، لأن سياستها الخارجية في الشرق الأوسط تعتمد على أنقرة، ولأن زيادة الضغط على أنقرة سيدفعها أكثر نحو روسيا وإيران.
وتميل النخب الأمريكية حاليا إلى فكرة عزل أردوغان تدريجيا في المحافل الدولية. وأن إحدى العقوبات المفترضة هي إعداد قائمة بأسماء المقربين منه، التي ستتخذ بحقهم الولايات المتحدة إجراءات خاصة. علاوة على أن عقوبات خفية بدأ يسري مفعولها في قطاعات تركية عديدة، وخاصة في مجال المعدات العسكرية. كما أن واشنطن ستنسق مع الاتحاد الأوروبي للضغط على أنقرة اقتصاديا.
والمثير في الأمر، هو أن أردوغان، الذي يشعر بأن صبر الشركاء في الغرب قارب على النفاد، يزيد من عمليات قمع معارضيه السياسيين داخل تركيا. وفي الوقت نفسه وعند اندلاع أي نزاع مع الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، يحاول استعراض أنه جزء من الحل، وأنه عنصر مهم في تعاون تركيا مع الغرب. لكنه مع شعوره كذلك بأنه مهدد بالعزلة، يضطر إلى تطوير علاقاته مع روسيا، التي تحاول هي الأخرى تذليل نظام العقوبات الغربية المفروضة عليها.
ترجمة وإعداد كامل توما