تركيا.. اعتقال عشرة ضباط كبار بسبب بيان ينتقد مشروعاً لأردوغان
اعتقلت السلطات في تركيا عشرة ادميرالات متقاعدين وقعوا على بيان يؤكد أهمية اتفاقية مونترو بالنسبة لأمن البلاد، وفق ما أكدته وكالة الأناضول، التي نقلت تصريحات لمسؤولين كبار اعتبروا أن الرسالة “أسلوب يستحضر انقلاباً”.أوقفت السلطات التركية اليوم الاثنين عشرة أدميرالات متقاعدين غداة نشر رسالة مفتوحة وقعها مئات من الضباط السابقين تنتقد مشروعاً للرئيس رجب طيب أردوغان لبناء قناة في إسطنبول قد تهدد برأيهم حرية الملاحة.وأفاد مكتب المدعي العام في أنقرة أن الأدميرالات العشرة المتقاعدين وضعوا في الحبس على ذمة التحقيق.ولم يُوقف أربعة ضباط سابقين آخرين بسبب سنهم لكن طلب منهم المثول أمام شرطة أنقرة في الأيام الثلاثة المقبلة.وبوشر تحقيق في حق العسكريين المتقاعدين الموقعين على الرسالة بتهمة « الاجتماع للمساس بأمن الدولة والنظام الدستوري » على ما أوضح مكتب المدعي العام.وجاء في تغريدة لرئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين التون أنه « ليس فقط من وقّعوا بل أيضا من شجّعوهم على ذلك سيمثلون أمام القضاء ».معاهدة مونترووتضمنت الرسالة المفتوحة الموقعة الدعوة إلى الالتزام بمعاهدة مونترو التي تضمن حرية عبور السفن المدنية عبر مضيقي البوسفور والدردنيل في السلم والحرب.وجاء في البيان أنه تم استقبال النقاش حول الانسحاب المحتمل من المعاهدة بقلق.كما قال إنه يجب على القوات المسلحة التركية التمسك بمبادئ الدستور الذي ينص على الالتزام بالعلمانية، على سبيل المثال.وتأتي هذه الرسالة ضمن الجدل الذي أعقب مصادقة تركيا الشهر الماضي على مشاريع لتطوير قناة للشحن البحري في إسطنبول أسوة بمشاريع قنوات بنما والسويس، مما أدى إلى جدل حول اتفاقية « مونترو » الموقعة في العام 1936.ويعد شق قناة إسطنبول أحد أبرز مشاريع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي يصفها بأنها « مشاريع جنونية » لإحداث تحوّل على صعيد البنى التحتية من مطارات وجسور وطرق وأنفاق خلال عهده المستمر منذ 18 عاما.ويعتبر مسؤولون أتراك أن القناة الجديدة تكتسي أهمية حيوية لتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور في إسطنبول، الذي يعد ممراً أساسيا للتجارة العالمية عبرته العام الماضي أكثر من 38 ألف سفينة.وحركة عبور المجرى المائي بين أوروبا وآسيا كثيفة وشهدت مؤخرا حوادث كثيرة.أسلوب « انقلاب »وأثار البيان الذي وقع عليه 104 من كبار ضباط البحرية السابقين رد فعل من مسؤولين رأوا أنه يمثل تحدياً مباشراً من الجيش للحكومة المدنية.فقد اعتبرها المتحدث باسم الرئاسة ابراهيم قالن إنها « تذكّر بزمن الانقلابات ».كما قال عنها وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو إنها « أسلوب يستحضر انقلاباً ».ونفى تشاووش أوغلو في حوار مع وكالة « الأناضول » التركية اليوم الاثنين أن تكون قناة إسطنبول التي تعتزم تركيا فتحها، ستؤثر على اتفاقية « مونترو » (الخاصة بحركة السفن عبر المضائق التركية)، وأن الاتفاقية ليس لها تأثير كذلك على مشروع القناة.كما دافع مولود تشاووش أوغلو عن عن « الوطن الأزرق » (المياه الواقعة تحت السيادة التركية) وعن مصالح البلاد، مشيراً إلى أن الذين يقفون وراء البيان لا يعنون منه اتفاقية « مونترو »، وإنما يستهدفون الرئيس أردوغان وحكومته وتحالف الشعب (يضم حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية).