تازة : سيدة تلد أمام المسشفى بعد رفض المولدة إسقبالها
مابريس – محمد بودويرة
في مشهد مؤلم وضعت سيدة مولودتها بمركز بوزملان إقليم تازة خارج أسوار المركز الصحي الجماعي، بعدما تم رفض إستقبالها من طرف المولدة التي بررت الموقف بأن وقت الوضع لم يحن بعد، لتجد المعنية بالأمر نفسها في العراء أمام باب المستوصف الذي تم تدشينه مؤخرا من طرف عامل الإقليم بمناسبة عيد العرش المجيد.
وتعود تفاصيل هذا الحادث الذي خلف استنكارا وسط ساكنة المنطقة، بعدما قصدت السيدة الحامل المركز الصحي مساء الاثنين 21 شتنبر الجاري حوالي الساعة الثامنة مساءا لتجده مغلقا قبل أن يتم فتحه من طرف “المسؤول عليه” وهنا نشير إلى أن هذا المسؤول على المركز الصحي الجماعي هو عون جماعي متقاعد، ليتصل بعد ذالك زوج الحامل بالمولدة بمنزلها و تحل على متن سيارة الإسعاف للمستوصف وتعاين حالة المعنية بالأمر لتخبرها أن دقات القلب غير منتظمة لدى الجنين و موعد الولادة لم يحن بعد لترشدها إلى المستشفى الإقليمي إبن باجة بتازة، حسب تصريحات أقرباء الحامل، علما أن السيدة (الحامل) عادت لتوها من المستشفى السالف الذكر بمبرر أن موعد الوضع لم يحن بعد.
بعدما تم رفض المعنية بالأمر من طرف المولدة خرجت من المؤسسة الصحية، و ما هي إلا دقائق معدودة حتى جاءها المخاض على بعد خمسة أمتار من باب المستوصف لتجد نفسها أمام الأمر الواقع وتسلم نفسها لخالقها الذي أنقذها و جنينها من الموت بمساعدة نساء المنطقة اللواتي آزرنها في محنتها.
ومباشرة بعد علمهم بالأمر حل على وجه السرعة كل من ممثلي المركز المغربي لحقوق الإنسان و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و السلطة المحلية، ووقفوا على هذه الحالة التي أصبحت عادة في جميع مستشفيات المغرب، وتدخلوا بعد ذالك وأدخلوا السيدة و مولودتها إلى المركز الصحي لتقدم لهم الإسعافات الضرورية.
هذا، واستنكرت فعاليات المجتمع المدني هذا الأمر وحملت المسؤولية للمجلس القروي الذي لم ينجح في حل مشكل القطاع الصحي بآيت سغروشن لما يزيد عن 8 سنوات، كما طلبوا بضرورة توفير طبيب مقيم خصوصا بعدما تم تشييد المركز الصحي الجماعي مع وحدة للولادة مؤخرا في إطار التعاون المغربي الاسباني بين وزارة الصحة المغربية و الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية وجمعية ميدكوس موندي أندلوسية.
كما تداول نشطاء فيسبوكيون بشكل واسع صور للمعنية بالأمر أثناء وضعها لجنينها في العراء و على الرصيف في غياب أدنى الشروط الصحية، وتباينت ردود فعل رواد الموقع الاجتماعي بين من يحمل المسؤولية للمجالس المنتخبة و وزارة الصحة في شخص المندوبية الإقليمية بتازة.
وبين هذا وذاك فإن هذه الحالة أعادت من جديد واقع القطاع الصحي المزري بجماعة آيت سغروشن إلى الواجهة، حيث لازالت ساكنة المنطقة البالغ عددها أزيد من 16 ألف نسمة تعاني من غياب الطبيب لما يفوق 8 سنوات و إلى المعدات الصحية الضرورية، فإلى متى سيتمر مسلسل المعاناة مع التطبيب بجماعة آيت سغروشن؟ وهل السيد الوردي على علم بواقع القطاع الصحي بدائرة تاهلة؟